الـســِّجْـنُ فــِي وطني هـوَ الــوَطـَـنُ
ومـُـواطـنوهُ جــمــيـعـهـمْ سُــجِــنـُـوا
الــنـاسُ فــي أرجــائــــهِ اْعتـُـقِـلــُـوا
لــمْ يــعــــرفــوا مـَـاذا أَتـَـــوا وجَـنـَـوا
الــكــلُّ أســــرى فــــي مـنـازلـهــمْ
والـــكــــلُّ مـــقــــهـــورٌ ومُـــرْتـَـهَــنُ
شـــــــــعــــبٌ بلا حــــــريـــةٍ وبـــلا
أَمَلٍ .. يـــُـهـــانُ هنا ويـُـمْــتَــحَـــنُ
أيــَّـامــُـهُ تــمــــضـــي مـــُـــكَــرّرةً
ويــمـــوتُ فــي تــاريــخــهِ الــزمــنُ
لا بــــابَ للـــســـجــنِ الكــبـيــرِ ولا
قُـــضـبـانَ فـهــوَ الـبـيـتُ والــسـكنُ
وهـــو الــمـدارسُ والــمــلاعـبُ بـلْ
هــو كــلُّ مـبــنــىً شَـيَّـدوا وبَــنُـوا
حـَـتَّـى الـمَـساجـِدُ والـكنـائـسُ ما
أَمِــنَــــتْ.. ولا روَّادُهـــــا أَمِــــنُـــوا
ويمــــوتُ فـــي أحــشــاءِ أقــبــيـةٍ
ســكــَّانُــهَــا الــجــرذانُ والـــعـفَــنُ
الـمـوتُ يــَخْــشَى المـوتَ داخِلَـهَـا
ويـَـفِــرُّ مـِــنْ أَشْــبَـاحِـهَـا الْـجَــنَـنُ
لا ضـــوءَ يــعــبـــُرُ من منافذهــا
والعـتمُ أقـدمُ َمــَنْ بــِـهـا سَكَـنـُوا
لا أُوكْــسِـجِـيـنَ ولا هـَــواءَ بِـــهَــا
مـثــلُ الـمقـابـــرِ.. ريــحُهــا نَـتِـنُ
أصــفـــادُهُ أَدْمَــتْ مَــعَــاصـِـمَــــهُ
ورقـَــابــُهُ قـَـدْ حـَــزَّهــَـا الــَّرسـَـنُ
وقــُيــُـودُهُ مِــثْـــلُ اللـِّـجـَــامِ عـلـى
الأَفْـــواهِ تـَـلْــجُـــمُــــه وتـَـْمـتَــهِــنُ
تـَخْــصـِي رُجـُـولَـــتَــه وتـَـخْــتِـــنُــه
فـَـالــكــلُّ مـــَخْـصـِـيٌّ ومُــخْــتَــتَــنُ
ويمــوتُ كــلُّ عـَـشِــيَّــةٍ وضُـحَــىً
مـــوتـــاً بـــطـيــئـاً مـَـا لَـــهُ عَــلَـنُ
عـُـنْـــوانُــه فـي القَفْرِ مَـــقْـــبـَـــرةٌ
كُـبـْــرى.. ومَــلْـبَــسُه هــوَ الـكفـنُ
الـرعب كالوســـواسِ يـَسـْكـُـنُــه
أرأيتَ شـَـعْبا مَـــسَّـهُ اللَّــعَـنُ …؟
والــصـمــتُ حَـاسَّــتـُه الـوحـيـدةُ إِذْ
ضـَــمَــــرَ الـلِّــســانُ الــحــرُّ والأُذنُ
شَــعـبٌ مـِـنَ الاحـرارِ مـُـعْـتَــقَـــلٌ
فـــي جــوف بــئــرِ.. مــاؤُهُ أَسـِـنُ
والــقَــهْــرُ مـــوروثٌ يوَرِّثـُـــــــــهُ
لـبنيه.. يــَسـْـقَـيه كــما اللّــَـبَــنُ
اِبْـلـيــسُ يــبـرأُ مِـــنْ جـَرائِــمِـهِـمْ
ويـَــعُـفُّ عـَنْـهَـا الــمُـجـْرِمُ الْـقَـمِـنُ
سـجـَّـانُنـُا مِـسْـخُ طـَـغَى وبـَـغَـى
فــي كــل مـــيـــــدان لــه وثــنُ
فـمتى نُــحَـطِّـمُ سجنَنــَا غــضـبـا
ونــثورُ.. وهـو الفـرضُ والـسّـنَنُ …؟
ونُــحطمُ الأصـــــفــاد عن يــدنــــا
ونعــيدُ للــبـلد اسْـمَــهُ: الــوطــنُ!