في عشق القهوة السمراء

ريم سليمان الخش      

أقومُ إلى وصلي ولستُ بتاركِ

لسمراءَ قد أهدت إليَّ مناسكي

أواعدُ أجفان الصباح بقبلةٍ

مفوّحةٍ بالبن كالليل حالك

وترشف أطفال الشفاه عبيرها

رحيقا كإكسير الخلود المبارك

وألتذّ في ضمِّ الحنايا حرورةً

ويومي بهيٌ في انتعاشٍ ملائكي

ولي من حُباب الصدر سحبة عاشقٍ

ومن مصمصات الهيل متعة آفكِ

ولي من مرارات التذوق مايشي

بأنّ بلوغ الكيف: وعرُ المسالك

يدغدغني حسّ الوصال مفوّحا

وليس أخا هجر وليسَ بسالك

سأبلغه عمق الهزيع مسافرا

فأعلى ذرى كيفي: اتحادُ الحوالك

وكم قيلَ أنْ في السواد مخاطرٌ

ملايينَ قد أمسوا عداد الهوالك

وأنْ في الغواني السمر إمتاع لحظةٍ

ستقضي بلا شكٍ على كلّ ناسك

ولكنني رغم احتكامات عاقلٍ

لحسنائيَ السوداء لست بتارك

إذا بدّلوا شايا غلاما ببنّها

وأضحوا بلا ذوقٍ عديمي المدارك

سأؤثر أكفان الضروعِ وأنزوي

على أنْ أذوق الشاي: أخبثَ فاتكِ

خليليّ ماقلبي خؤونٌ ولا أنا

مساقٌ إلى عشقٍ رديء المناسك

وحسبي من اللذات كوبٌ مفوّحٌ

كحولٌ كأهداب العيون الفواتك…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى