فارس جديد من فرسان النضال الوطني والقومي، ترجل تاركا الميدان خلفه، منقطعا عن أسباب الدنيا وملتحقا بأسباب العلي العظيم.
مسيرة طويله قضاها المناضل الراحل عيسى المسالمة ” أبو خالد”، ابن درعا، وأحد أبرز وجوه نضالها الوطني والقومي.
كان رحمه الله في كل مراحل هذه المسيرة نعم الرجل في مواقفه وفي سلوكه وفي المثل والأنموذج الذي قدمه.
ابن التيار الناصري القومي، الذي كانت انحيازاته للضمير والموقف الوطني والشعبي في مدينته، وفي وطنه مثلا يحتذى به، وكان بذلك خير ممثل لهذه العائلة الكريمة التي قدمت العديد من وجوه النضال دائما، وكان لها المشاركة والمثل المبرز منذ ذلك اليوم الأسود يوم ٢٨ /٩/ ١٩٦١ حين تم فصل سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، فكان المسالمة السباقون على طريق النضال الوحدوي ، وضد الانفصال والتجزئة، وضد الاستبداد والطائفية، وضد الاستغلال والفساد، وحين فجرت درعا حراك الشعب السوري الأبي في مارس قبل عشر سنوات، كان المسالمة رجالا ونساء في مقدمة هذا الحراك الثوري، وكان عيسى رحمه الله في الصفوف الأولى، في الحركة والتوجيه وفي الرأي والموقف، وفي المثل والقدوة.
ولأننا أبناء طريق واحد ومدرسة واحدة وجيل واحد، فقد عرفته مبكرا في صفوف الاتحاد الاشتراكي العربي في مراحل التنظيم المختلفة، وفي صفوف العمل الطليعي القومي، وكان حيث حل له حضوره وتميزه وعطاؤه.
حين كنت ألقاه خلال زياراتي القليلة إلى درعا، أو في دمشق، كان حضوره الطيب يطغى على كل لقاء، وكان يتميز دائما بتحري صحة الموقف، والتمسك بموضوعيته. والبعد عن كل المؤثرات الجانبية والظرفية التي قد تؤثر على هذه الموضوعية، لذلك كان طبيعيا أي يلقى موقفه دائما التقدير والتفهم، في الاتفاق والاختلاف.
رحم الله أبا خالد، وألهم أسرته وأهله ورفاق دربه وأصدقاءه الصبر الجميل، وجمعنا معه في عليين مع الصالحين من عباده.
المصدر: المدار نت