الحديث عن حزب الله لا يعني بالمطلق النيل من الطائفة الشيعية وهي الغنية بعطائها الوطني والعروبي ورافد لم يبخل بالشباب والدم والشهداء. وأيضا عندما اكتب عن حزب الله و دوره في هذه الازمة الكارثية التي يتعرض لها لبنان فلا يعني اننا ننال من قدسية المقاومة لأننا نثمن معاني هذه الكلمة و لن اتردد بالقول ان حزب الله آخر المقاومين عندما دعت المصالح الاقليمية لتواجده في الجنوب حيث تجذرت كل رايات المقاومة سواء اليسارية او العروبية ،،لبنانياً و فلسطينياً على درب وطن سليب ،، دعوني اقولها بصراحة رغم الهالة القدسية المفتعلة للحزب و سيده ان حزب الله لم يخوض يوماً اي معركة في اطار الصراع العربي الاسرائيلي و لا اظلم احداً بذلك لأن حزب الله بداية دوره كان يخوض تارة معارك النظام الايراني اثناء حرب الخليج الاولى ثم معاركه ضمن الصراع الاقليمي للهيمنة على الساحة اللبنانية بين الاسد و طهران قبل تسوية ذلك عبر اعطاء الدور السياسي الشيعي لأمل و التسليم بالدور العسكري و السلاح الى الحزب ضمن تفاهمات تلك النظامين. ،،
العمليات العسكرية لإخراج العدو من مناطق الجنوب كانت ضمن استراتيجية استعادة الثقل المناطقي للشيعة تعزيزاً لقوة الحزب و بيئته و هنا ايضاً نقول ان هذه العمليات لم تكن ابداً ضمن استراتيجية الصراع العربي الاسرائيلي بل ان الاسد و ايران قدمتا على طبق من ذهب كل سلاح مقاوم عقائدي يشكل تهديداً لشمال كيان العدو يعني كل الاحزاب و المنظمات تم تجريدها من السلاح سواء بالقضاء عليها و في افضل الاحوال تدجينها و تفتيتها تحت جناح النظام السوري و في خدمة مصالحه و استبعادها من خندق المواجهة مع الصهاينة مما ترك هامش من الارتياح عند العدو اسقطت ضرورة الحفاظ بالحزام الامني و كلفة قوات لحد و مخاطر الحفاظ على هذا الحزام فخرج العدو من الجنوب مطمئناً الى امن مناطقه الشمالية
بالعودة الى حزب الله نسقط من حساباتنا كلمة مقاومة و مفاعيلها لتصبح حقيقة (المقاومة) مجرد حشد عسكري مذهبي يخضع بالكامل لسياسة و مصالح طهران (كما صرح السيد نصرالله) فاصبح تهديداً لمصالح لبنان و علاقاته مع اشقائه العرب مما ادى الى شبه قطيعة معهم و ارخى بثقل سلاحه على الوضع السياسي الداخلي بفرض من يخضع لمشيئته في الحكم و التدمير التدريجي لاقتصاد لبنان سواء بالمداخيل و الرسوم الجمركية و التهريب و ربط عجلة الاقتصاد الوطني في خدمة نظام بشار المحاصر دوليا بقرارات و قيود حتى امتص النظام السوري كل العملات الاجنبية من بنوك لبنان و المواد الاولية الضرورية التي تصله (ليس تهريبا بمعنى تلك الكلمة ) بل فرضاً علنياً و بلطجة مسلحة عجزت الدولة عن مواجهتها حتى وصل الوضع في لبنان الى كارثة حقيقة وعندما تحرك الشارع ينادي بمحاسبة الفاسدين كان عصا الحزب لهم بالمرصاد فسقط اخلاقياً امام الشارع اللبناني.
اليوم ،،، ليس هناك اي مجال لأية اصلاحات او محاسبة الفاسدين و ايقاف الهدر العام و استعادة ودائع البنوك المنهوبة من العباد سواء بمعجزة داخل حزب الله سواء الانكفاء و عملية نقد ذاتي و هذا مستحيل ام بتغيرات قيادية و قد سبق ذلك اثناء قيادة الطفيلي و الامام فضل الله و رسم سياسة وطنية و هذا ايضا معجزة تحت الارتهان الكامل للفقيه قراراً و وجوداً
في الختام هل يدرك السيد نصر الله حقيقة مشاعر الناس واوضاعها ام يبقى تحت عقدة الانتصارات والتأليه والعصمة عن الخطاء.
المصدر: صفحة مصطفى الحاج الترك