كشف مصدر سوري معارض للشراع أن التحرك الفرنسي الديبلوماسي السريع لبلورة “موقف اوروبي” موحد رافض لخطة الأسد إجراء انتخابات رئاسية جديدة في أيار أو حزيران القادمين جاء بعد لقاء بين ناشطين سوريين في حملة (لا شرعية للأسد وانتخاباته) ومسؤولين من الخارجية الفرنسية ، جرى في منتصف شهر شباط الماضي ، عرض فيه السوريون خطورة ما يخطط له الأسد بدعم كامل من روسيا لإجراء الانتخابات بعد نهاية ولايته الثالثة في أيار القادم ، لأن قبول المجتمع الدولي بهذه العملية يتعارض مع مسيرة ” الحل السياسي ” التي يفترض أن تطبق برعاية الأمم المتحدة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 ، ولوثيقة جنيف 1 التي وضعت أسس عملية السلام في سورية والتي تقضي خروج بشار الأسد من السلطة ونقلها الى هيئة حكم الانتقالية برعاية أممية .
وتدعم موسكو وطهران هذا التوجه، لتكون “الانتخابات نقطة انعطاف وطي صفحة” السنوات العشر من الصراع، عبر بدء دول عربية وأوروبية عملية تطبيع دبلوماسي وسياسي مع دمشق، وإرسال أموال لدعم الإعمار في سورية، والاعتراف بـ”شرعية الانتخابات“
وذكر المصدر أن لقاء الناشطين السوريين مع مسؤولين في الخارجية سادته أجواء (ايجابية جدا) ، وأكد الجانب الفرنسي دعمهم الكامل للحملة التي يشنها السوريون لقطع الطريق على مسرحية الانتخابات القادمة ، ووعدوا بالتحرك على مستوى الإتحاد الأوروبي لحشد الدول الأعضاء وبلورة موقف رافض ومناهض لهذه الخطوة ، والضغط على روسيا التي أعربت عن دعمها وتأييدها للخطوة .
وكانت حملة لا شرعية للأسد وانتخاباته قد نظمت في قلب باريس وعدة مدن فرنسية العديد من التظاهرات لدعوة العالم لمنع مهزلة الانتخابات وتذكيره بجرائم الأسد ، ولا سيما جرائم الكيماوي ، ووجود نصف مليون معتقل أبرياء . وانطلقت الحملة قبل شهر في الداخل السوري المحرر وغير المحرر ، وتضمنت عشرات التظاهرات الحاشدة ، اضافة لفعاليات واصدار بيانات بعشر لغات عالمية ، واتصال بمنظمات حقوقية ، ووزارات الخارجية في دول غربية كثيرة .
وكان غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة زار دمشق في 22 شباط ، ليطلب من النظام السوري تفعيل عمل اللجنة الدستورية والانتقال الى القضايا الجوهرية في الحل السياسي لكنه تلقى ردا مخيبا إذ تبلغ أنه (لا علاقة للحل السياسي بالانتخابات الرئاسية) .
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط يوم الثلاثاء الماضي مسودة وثيقة طرحتها الديبلوماسية الفرنسية على الدول الأاوروبية تتضمن موقفا لا يعترف بشرعية الانتخابات الرئاسية في سورية وما سينتج عنها . وقالت الصحيفة أن الدول الأوروبية بدأت تحركات للضغط على روسيا ، وللاتفاق على أنه لا اعتراف بشرعية الأسد قبل وبعد الانتخابات المقررة في ايار أو حزيران المقبلين .
المصدر: الشراع