” أكثر ما يؤلمنا نحن في الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في سورية هي تلك المنشورات والتعليقات التي يكتبها بعض الأخوة والأصدقاء في صفحاتهم والتي تشكّك بموقف الشعب الفلسطيني عموماً وبموقف الفلسطينيين السوريين خصوصاً من الثورة السورية العظيمة. تأتي هذه المنشورات والتعليقات على شكل ردات فعل متسرعة تجاه بعض التصريحات والمسلكيات التافهة والمدانة لبعض القيادات في المنظمات والفصائل الفلسطينية التي تتواجد في سوريا أو التي تتواجد في الأراضي الفلسطينية. وأننا إذ نفترض حسن النية عند هؤلاء الأخوة والاصدقاء، وأنه من حقهم إدانة وشجب واستنكار هذه التصريحات والمسلكيات، تماما كما نشجبها نحن ونستنكرها وندينها، لكننا نأمل أن يتم هذا بعيداً عن التعميم وبعيداً عن التشكيك بموقف الفلسطينيين من الثورة السورية العظيمة. ونود أن نؤكد للجميع أن الفلسطينيين في سوريا كانوا ومازالوا جزءاً أساسياً من الحراك الثوري للشعب السوري، وأنهم تعرضوا للتقتيل والتهجير تماما مثلهم مثل كل المكونات السورية، كما تعرضت معظم مخيماتهم للتدمير والحصار والتجويع، وقدموا أكثر من ٥٠٠٠ شهيداً، قتلوا في المواجهات شبه اليومية مع النظام ومع المليشيات الداعمة له أو من جراء القصف أو في المعتقلات، وأن هناك الآن أكثر ٢٠٠٠ فلسطيني مازالوا في أقبية التعذيب وفي الأفرع الأمنية. وإننا إذ نقول هذا فإننا لا نقوله لقادة الفصائل الفلسطينية، فهم يعرفونه ويتجاهلونه ويتنكرون له بدافع النفاق والارتزاق، بل نقوله لمن لا يعرفه من أخوتنا السوريين شركاء الألم والأمل وشركاء الجرح الواحد والمصير الواحد. أما تلك المجموعات من الفلسطينيين التي استطاع النظام واستطاعت إيران تجنيدها لتكون في مواجهة ثورة الشعب السوري، فهم ليسوا سوى أقلية ومرتزقة مثلهم مثل كل من باع نفسه وجهده وصوته للنظام ولإيران من السوريين. نعود ونؤكد مرة أخرى للجميع أنّ كل الفصائل (الفلسطينية) بلا استثناء قد أصبحت شيئاً من الماضي ومن التاريخ، وأن هذه الفصائل بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية قد أصبحت الآن عبئاً ثقيلا على شعبنا وعلى قضيتنا. وبمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاقة الثورة السورية العظيمة، نوجه التحية لأرواح شهداء الثورة، ونطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجون النظام أو في سجون قسد أو سجون النصرة. وستنتصر الثورة السورية ثورة الحرية وثورة الكرمة على الطغاة وعلى الظلم وعلى الظلام.”
492 دقيقة واحدة