مع الهدوء النسبي على جبهات القتال التقليدية في سورية، نشطت الطائرات الحربية الروسية في استهداف مواقع مفترضة لخلايا تنظيم “داعش” المنتشرة في البادية السورية، يأتي ذلك في وقت أنشأ الحرس الثوري الإيراني مليشيا محلية جديدة تحت قيادته في بلدة حطلة في ريف دير الزور باسم “قوات قمر بني هاشم”، حيث يتسلم المنتسبون لها راتبا شهريا قدره 100 ألف ليرة سورية، إضافة إلى ميزات أخرى.
ووفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد شنت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم الجمعة، سلسلة غارات على البادية السورية، وذلك بعد غيابها عن الأجواء 48 ساعة، مشيرا إلى أن تلك الطائرات “قصفت بأكثر من 100 غارة عدة مناطق في بادية حماة وحمص والرقة ودير الزور منذ بعد ظهر أمس”.
وأضاف المرصد أن 6 طائرات حربية روسية شنت أكثر من 40 غارة جوية، منذ ساعات الصباح، مستهدفة مناطق انتشار “داعش” في بادية دير الزور ومثلث حلب-حماة-الرقة، فيما أطلق عناصر التنظيم قذائف صاروخية على محيط مزار “عين علي” جنوب مدينة الميادين، بريف دير الزور الشرقي، حيث سقطت القذائف عند مواقع للمليشيات المحلية الموالية للحرس الثوري الإيراني، ما أدى لسقوط جرحى في صفوفها.
وكانت دارت أمس اشتباكات عنيفة بالقرب من مدينة السخنة في بادية حمص، إثر كمين لعناصر “داعش” على آليات تابعة لقوات النظام والمليشيات التابعة لها، كانت تسير على طريق دمشق-دير الزور، حيث بادرت قوات النظام إلى استدعاء مؤازرات إلى موقع الاشتباكات، لتجبر عناصر التنظيم على الانسحاب بعد أن تمكن الأخير من قتل 4 عناصر وإصابة آخرين من قوات النظام ومليشياتها.
وفي السياق نفسه، ذكرت شبكات محلية لـ”العربي الجديد” أن المليشيات المدعومة من إيران أرسلت تعزيزات عسكرية إلى ريف الرقة، فيما باشرت مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام بقيادة قائد القطاع الغربي لدير الزور، خضر الخرفان، حملة عسكرية مدعومة بالطيران الحربي الروسي لتمشيط منطقة الشولا ببادية دير الزور من خلايا تنظيم “داعش” وصولا إلى جبل البشري، بينما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في بادية الميادين شرق دير الزور، أدت لمقتل وإصابة من بداخلها.
يتسلم المنتسبون للمليشيا راتباً شهرياً قدره 100 ألف ليرة سورية، وبطاقة أمنية خاصة بصفة “الأصدقاء” تحمل العلم الإيراني وميزات أخرى
على صعيد آخر، أصدر عدد من المعلمين في مدينة هجين بريف دير الزور، بيانا أكدوا فيه البدء بإضراب عام احتجاجا على حملات التجنيد الإجباري التي تقوم بها “قوات سورية الديمقراطية”،”قسد” بحقهم، مطالبين في الوقت ذاته بزيادة الرواتب والاهتمام بقطاع التعليم في ريف دير الزور.
من جهته، كثف التحالف الدولي تحركاته العسكرية في الحسكة، عبر إرسال قافلة أسلحة ومساعدات لوجستية إلى قواعده العسكرية بريف الحسكة قادمة من العراق، إضافة لتدريبات عسكرية لوحظت داخل قاعدته في مدينة الشدادي جنوب المحافظة، وفق مصدر محلي تحدث لـ”العربي الجديد”.
وفي شمال غربي سورية، حلق الطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة تزامنا مع الهدوء الحذر الذي يسيطر على المنطقة، إضافة إلى تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
أما في الجنوب، فقد نعت بلدة المسيفرة شرق درعا الشاب محمد حسين الزعبي، والذي توفي تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري التابع لقوات النظام بعد عامين من الاعتقال.
المصدر: العربي الجديد