قراءة في كتاب: أكراد سورية ٥/٧     التاريخ – الديموغرافيا السياسة

أحمد العربي

 

  • رابطة المستقلين الكرد.

تداعى الكثير من المستقلين والمثقفين الكرد لخلق واجهة سياسية تعبر عنهم في مواجهة الاستقطاب الحاد بين البرزانيين والأوجلانيين. والبحث عن مخارج تكون أقرب للواقع والممكن للتحقق في سورية. ما طرحوه:

  • حول سورية عموما.

١- إسقاط النظام الاستبدادي وبناء دولة ديمقراطية في سورية.

٢ – سورية دولة متعددة القوميات، عربية كردية الخ. يجب الاعتراف بها. والمحافظة على وحدة سورية.

٣- نبذ كل أشكال العنف في سورية وإخراج القوى الطائفية والتكفيرية منها.

٤- ضرورة المساءلة والمحاسبة بحق كل من ارتكب جرائم ضد الانسانية وخاصة النظام السوري .

٥- العمل للوصول للعدالة وحرية الرأي والتعبير في سورية.

٦- أن تكون سورية عامل استقرار في المنطقة.

٧- احترام كل الاديان وخاصة الاسلام كونه دين الأغلبية في سورية.

  • الشأن الكردي.

١- الإقرار بالحقوق القومية المشروعة للأكراد في سورية، وكذلك القوميات الاخرى. وان تكون سورية دولة مدنية تعددية ونظام حكم برلماني لا مركزي.

٢- إلغاء المراسيم التمييزية ضد الأكراد.

٣- اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في سورية.

٤- ضرورة التنمية في المناطق الكردية.

٥- إن الهوية الوطنية السورية لا تتناقض مع الهوية الكردية.

٦- دعم الروابط بين شرائح المجتمع في المناطق الكردية.

٧- تعزيز مشاركة الأكراد في الثورة السورية.

مع ملاحظة إن ما ميز هذه الدعوة كون العضوية مقتصرة على الأكراد السوريين.

ينهي الكاتب هذا الفصل بمراجعة نقدية لرأي المستقلين الأكراد. والاهم في هذه المراجعة أنهم كانوا الاقرب للموقف الوطني الديمقراطي السوري لبقية القوى السياسية السورية. قياسا بالطروحات المغالية لطروحات البرازانيين والاوجلانيين. لذلك كانوا عرضة للنقد أكثر بين الأكراد.

  • منظومة حزب العمال الكردستاني.

١٩٧٨ –  ٢٠١٨م.

١- نشأة حزب العمال الكردستاني PKK الآبوجية.

اجتمع عبد الله اوجلان وآخرون من المجموعات الماركسية في ديار بكر، في تشرين الاول عام ١٩٧٨م. وأعلن تأسيس حزب العمال الكردستاني الذي يحمل الأفكار الماركسية اللينينية. ويؤمن بالكفاح المسلح لتحقيق أهدافه في الصراع ضد تركيا لتحرير كردستان وتوحيدها وبناء النظام الاشتراكي فيها. ولأنه أدرك خطورة العمل العسكري من الداخل التركي ضد الدولة التركية واحتمال الاعتقال والتصفية. فقد قرر مغادرة تركيا مع حزبه وتوجه الى سورية نظام حافظ الأسد، التي رحبت به وحزبه ومشروعه. حيث كان حافظ الأسد داعما بكل الوسائل لأكراد تركيا والعراق ضد الدولتين المجاورتين. كما كانت العلاقة بين اوجلان وحزبه قوية مع السوفييت ويلقى منهم الدعم المادي والعسكري والرعاية والحماية داخل سورية. كما قدمت الجبهات الفلسطينية الدعم والتدريب له و عناصر حزبه. حصل المؤتمر الاول والثاني للحزب في سورية عام ١٩٨٢م. و المؤتمر الثالث عام ١٩٨٦م. وهكذا تحولت سورية منصة انطلاق لحزب العمال الكردستاني ضد تركيا، التي اتهمت سورية وليبيا بدعم الحزب عسكريا وماديا للعمل ضدها. كما كان للتعويم الروسي لأوجلان دورا في حمايته وتقويته. حيث زار الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية عام ١٩٨٧م. كما كان لتشجيع النظام السوري للحزب دورا في استقطاب الكثير من الشباب الكردي السوري ليلتحقوا بالحزب ويكونوا من مقاتليه. بحيث أصبح عدد الأكراد السوريين في حزب العمال الكردستاني أواخر تسعينات القرن الماضي بين الف والفين مقاتل من مجموع خمسة آلاف مقاتل المجموع الكلي. كانت اجندة النظام السوري تعتمد على استنزاف الشباب الكردي في قضية خارج سورية. هذا غير الاستغلال لأعمالهم العسكرية ضد الدولة التركية عبر دعم حزب العمال الكردستاني.

  • العلاقات التركية السورية.

١٩٧٨ – ١٩٩٨م.

  • المشاكل السورية التركية.

كانت مشكلة لواء اسكندرون الذي سُلخ عن سورية بموجب قرار أممي عام ١٩٣٦م. وألحق بتركيا. وكان قبل ذلك مُنح الى تركيا من قبل الفرنسيين المستعمرين لسورية. كما كانت مياه نهر الفرات وتدفقها على سورية والعراق مشكلة بالنسبة لسورية والعراق. حيث قامت تركيا ببناء عشرات السدود على نهر الفرات ودجلة. حيث ادى لنقص المياه في حصة كل من سورية والعراق. وانعكاس ذلك على المناشط الزراعية والاقتصادية المصاحبة في سورية. لذلك اعتمد حافظ الأسد على خلق ورقة حزب العمال الكردستاني لتكون ورقة ضغط على الأتراك لتقديم تنازلات في موضوع امداد الماء من الفرات الواصل لسورية. كما استخدم النظام السوري الجيش الأرمني السرّي لتحرير أرمينيا للقيام بعمليات ارهابية ضد تركيا. وصل عدد مقاتليه الى ٤٠٠ مقاتل قاموا بعمليات كثيرة في عقد الثمانينات من القرن الماضي ضد مصالح تركية. وتوقفت المنظمة عن العمل نهائيا ١٩٩٤م. عملت تركيا و النظام السوري. لمعالجة موضوع الإمداد المائي من الفرات لسورية. وحصلت لقاءات كثيرة منها اتفاق مع تورغوت أوزال على تدفق ٥٠٠متر مكعب في الثانية. عام ١٩٨٧م لكنه لم ينفذ. كما كانت قد ضبطت تركيا مجموعة من حزب العمال الكردستاني تعد لتفجير سد أتاتورك على نهر الفرات داخل تركيا. كان لمساعدة السوفييت وليبيا وإيران للنظام السوري. دور في خلق تحالفات تركيا ضد سورية وأفعالها. فعدا عن العلاقة مع الأمريكان، فقد وطدت تركيا علاقاتها مع اسرائيل رغم قدم العلاقة بينهما. حيث تمت زيارات متبادلة بين المسؤولين الأتراك والاسرائليين في عقد التسعينات من القرن الماضي.

  • التصعيد بين تركيا وسورية

١٩٨٩  – ١٩٩٨م.

كان للعمل العسكري للعمال الكردستاني في تركيا تأثير عليها بحيث بدأت بالتصعيد ضد النظام السوري. الذي حاول التنصل من مسؤوليته، واعتمد سياسة الإنكار. لكن الأتراك قدموا الأدلة الدامغة على مساعدة النظام للحزب وعلى تواجد أوجلان في سورية وعلى وجود معسكرات التدريب لمقاتلي الحزب في سورية ولبنان. لقد تمت زيارات متبادلة بين المسؤولين الأتراك والسوريين وتناولوا موضوع الحزب على أعلى المستويات. كما وطدت تركيا علاقتها مع اسرائيل وقامت معها وبحضور امريكي مناورات بحرية عام ١٩٩٨م. كما حصلت محاولة اغتيال لأوجلان في دمشق فشلت. كما فجرت فتاة من الحزب نفسها في تجمع لجنود اتراك. أدى لسقوط العشرات من الضحايا. مما دفع تركيا أن تصدر إنذارا للنظام السوري بإيقاف العمليات العسكرية لحزب العمل الكردستاني وطرد اوجلان من سورية تحت التهديد باجتياح عسكري لسورية. وكانت أمريكا تدعم تركيا. تعامل النظام السوري مع التهديد بشكل جدي. وحصلت لقاءات بين مسؤولين اتراك وسوريين في اضنة وحصلت اتفاقات امنية بينهم. واخرج اوجلان من سورية وتم تعقبه واستطاعت السلطات التركية اعتقاله بعد خروجه من سورية بوقت قصير. لقد تخلى النظام السوري عن حزب العمال الكردستاني. واعتقل بعض عناصره المتواجدين في سورية وسلمهم للأتراك. ومع ذلك لم يتخلى الأسد الأب عن الحزب بشكل مطلق وترك بعض الارتباط معه.

كما اشار الكاتب الى كتاب نبيل الملحم المعنون سبعة أيام مع آبو ( أوجلان). يؤكد فيها أوجلان ان الأكراد في سورية هم لاجئين من تركيا ويجب أن يعودوا لها. ولا طموح لهم في تشكيل كيان كردي في سورية. ولا امكانية واقعية لذلك. وذكر به أن الأسد الأب اكبر داعم للأكراد وحزب العمال الكردستاني وقضيته ونضاله.

كان قد انشأ أوجلان حزب كردي في سورية يتبع اجندته. هو التجمع الديمقراطي الكردي. الذي أُعلن عن تأسيسه بعد مغادرة أوجلان سورية عام ١٩٩٨م. وسرعان ما انشق الى حزبين بعد اعتقال أوجلان. أحدهما تابع للنظام والآخر كان وفيا لأوجلان ومبادئه.

كما اشار الكاتب الى المكون الكردي العلوي في حزب العمال الكردستاني. حيث كان عددهم ٢٤ شخصا في مؤتمره التأسيسي، نصفهم أكراد علويين. وأوجلان نفسه كردي علوي. وأن اغلب الأكراد العلويين ينتمون للفكر الماركسي اليساري. كما أوضح أن القيادة الحقيقية لحزب العمال الكردستاني هي من أكراد تركيا. كما ذكر الكاتب علي كيالي “معراج أورال” العلوي التركي الذي عمل مع أوجلان وكان له دور في مجزرة البيضا وبانياس ابان الثورة السورية في عام ٢٠١٢ و ٢٠١٣م. وأنه قتل عام ٢٠١٦م. وهناك من نفى مقتله.

  • الأيديولوجية الاوجلانية الحديثة

الولادة الحديثة لحزب العمال الكردستاني.

كان للثورة السورية في عام ٢٠١١م تأثير على اعادة طرح اوجلان رؤاه الفكرية والسياسية من محبسه التركي. حيث قدم خلطا فكريا بين طروحاته الماركسية السابقة ومبررا تقربه من امريكا. إضافة الى جعل دعواه السياسية اقرب لكونها طرح ديني. حيث أعلن اعتبار دعوته استمرار لسلسلة النبوات الابراهيمية. معتبرا نفسه في موقع النبي الجديد -ضمنا- رابطا بين PKK والحركة الابراهيمية. وضرورة العودة الى الجماهير. وذكر كيف انطلق من أورفا التركية الى سورية ثم استقر بين الفلسطينيين. كما صنع من نفسه القائد الأسطورة. ولعب على موضوع المرأة وصنع منها المنتمية للحزب والعمل السياسي والعسكري وقدم إجابات مواربة عن استباحة العلاقات الجسدية بين النساء والرجال في حزبه. ووصل إلى مستوى توريط النساء في عمليات تفجير ذاتي في بعض العمليات العسكرية للحزب.

كما قدم أطروحة فكرية متكاملة تمثل العصب العقائدي الفكري إلى المنتمين للحزب. أساسها مقولة الأمة الديمقراطية. و الكومونة الديمقراطية التي تعني الملكية المشتركة للأرض ووسائل الإنتاج. كذلك بناء الإدارة الذاتية ومؤتمر الشعب. واعتبار حزبه السوري حزب الإتحاد الديمقراطي PYD جزء من اتحاد الكومونات الكردستانية التابعة لقيادة حزب العمال الكردستاني له ولأنصاره في جبال قنديل. كذلك كمونة إلغاء الحدود بين أقاليم كردستان. وهذا يعني الدعوة لتوحيد كردستان بعد تحريرها. كذلك الدعوة إلى كومونات الأمم الديمقراطية بعد ذلك شاملة الأكراد مع العرب وتركيا وإيران.

  • عودة المنظومة الكردستانية للواجهة.

٢٠١١ – ٢٠١٨م.

اعتبر أوجلان ظروف الثورة السورية مواتية لاعادة تفعيل دور حزب العمال الكردستاني PKK في سورية. حيث بعث رسالة الى النظام السوري وإيران، عبر فيها عن استعداد حزبه أن يقوم بدوره لمساعدة النظام السوري لإخماد الثورة في مناطق التواجد الكردي. وأن يكون هناك تفاهمات مع النظام على بعض الحقوق الكردية ضمن مقولة الادارة الذاتية الكردية. وترك الباب مفتوحا لإحتمال التواصل مع المعارضة السورية إن لم يستجب النظام لمطالبه. استجاب النظام السوري لدعوة الكردستاني ونسق مع صالح مسلم رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي PYD فرع PKK في سورية. كما صدر نداء من اوجلان الى انصاره للتخلي عن الصراع مع تركيا والانسحاب منها والتوجه الى المناطق الكردية في سورية، كان ذلك عام ٢٠١٢م. حيث وصلت اعداد العائدين منهم الآلاف ، حيث بدؤوا بفرض سيطرتهم على الأرض ونصب حواجز في المناطق الكردية. وتمت عملية استلام وتسليم بين النظام وال PYD للسلطات والمراكز الحكومية. كما بدؤوا باختراق التظاهرات المنتمية للثورة. وطرحوا في مواجهة شعارات الثورة المتوافق عليها في الجمع شعارات ذات طابع قومي كردي، كمثال على ذلك جمعة “سننتصر ويهزم الاسد” من الثوار، قابلها “حب كردستان” من الكردستاني. كذلك جمعة “خذلنا العرب والمسلمون” من الثوار قابلها “الحقوق القومية الكردية”…الخ.

 

يتبع…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى