روسيا تتوسط بين «الفرقة الرابعة» ومعارضين غرب درعا

رياض الزين

توقفت الاشتباكات في الريف الغربي من محافظة درعا، مساء الأحد، بعد وصول «الفيلق الخامس» برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة درعا المحطة، وتوجيه دعوة من قبل الجانب الروسي إلى «لجنة التفاوض المركزية» في درعا وعقد اجتماع مع ضباط في «الفرقة الرابعة» التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.

جاء ذلك بعد توتر بين مجموعات محلية وقوات «الفرقة الرابعة» بين بلدتي اليادودة والمزيريب التي هددت قوات «الرابعة» باقتحامها، تخلله قصف بقذائف «الهاون» في محيط منطقة الاشتباكات، بعد فشل المفاوضات الأخيرة التي جرت بين «لجان التفاوض المركزية» ووجهاء من المنطقة وضباط من «الفرقة الرابعة» واللجنة الأمنية التابعة للنظام.

وقال مصدر مقرب من «لجنة التفاوض المركزية» لـ«الشرق الأوسط» إن ضباطاً من «الفرقة الرابعة» طالبوا «اللجنة المركزية» في درعا بتسليم 8 أشخاص متهمين بتنفيذ أعمال معادية ضد الجيش السوري في درعا؛ منهم القياديان السابقان في المعارضة معاذ الزعبي، وخلدون الزعبي، أو ترحيلهم نحو الشمال السوري، مع تسليم أسلحة ثقيلة ومتوسطة من مدينة طفس. وأوقفت بعدها «الفرقة الرابعة» عملياتها العسكرية في منطقة درعا الغربية، إلى حين نقل «اللجنة المركزية» مطالبها إلى المنطقة، واستئناف عملية التفاوض في اليوم التالي بحضور جنرال روسي وشرطة عسكرية روسية و«الفيلق الخامس» المشكل من فصائل المعارضة التي كانت جنوب سوريا قبل اتفاق التسوية في المنطقة عام 2018. ورشح المصدر طرح «اللجنة المركزية» خيارات جديدة؛ منها انضمام المطلوبين إلى «الفيلق الخامس» مع تسليم السلاح المطلوب من المنطقة، وأن المفاوضات لا تزال مستمرة للوصول إلى صيغة اتفاق تنهي حالة التوتر في المنطقة وتمنع اقتحام المناطق غرب درعا.

وقالت مصادر خاصة من ريف درعا الغربي إن مناطق ريف درعا الغربي شهدت حالة من التوتر الأمني بعد اشتباكات جرت صباح يوم الأحد على طريق اليادودة والمزيريب بريف درعا الغربي وتحريك مزيد من التعزيزات العسكرية على الأطراف الغربية لمدينة طفس، وسط استنفار عسكري لدى قوات محلية من بعض أبناء المنطقة الغربية، بعد محاولة قوات من «الفرقة الرابعة» التقدم من المحور الغربي للمدينة، مُستخدمة قذائف «هاون» ودبابات، سقط بعضها في محيط المدينة، وسط نداءات عبر مكبرات الصوت في مدينة طفس لالتزام الأهالي المنازل ورفع جاهزية الشباب فيها، مع شلل في الحركة الحياتية وإغلاق للمدارس.

وأوضحت المصادر أن الهجوم استهدف مقرّاً عسكرياً للقيادي السابق في المعارضة وعضو اللجان المركزية خلدون الزعبي، وأن الاشتباكات جرت مع مجموعات عاملة معه، والقصف تركز في محيط هذا المقر العسكري.

كما توجهت قوات من «اللواء الثامن» التابع لـ«الفيلق الخامس» من مدينة بصرى الشام برفقة دورية للشرطة العسكرية الروسية باتجاه مدينة درعا، بهدف الاجتماع مع ضباط في «الفرقة الرابعة» والتفاوض معهم وإيقاف الحملة العسكرية على مناطق في ريف درعا الغربي.

وخرج عشرات من أبناء مدينة درعا البلد في وقفة احتجاجية تضامناً مع مناطق طفس واليادودة والمزيريب المهددة بالاقتحام، في حين أصدرت لجنة التفاوض المركزية في المنطقة الغربية، بياناً بعد محاولة تقدم تعزيزات جديدة لـ«الفرقة الرابعة» إلى أطراف مدينة طفس، استنكرت فيه عملية الهجوم، وأعلنت «استنفاراً عاماً لكافة الشباب الأحرار في المنطقة الغربية للوقوف وقفة رجل واحد» ضد ما وصفتها في بيانها بـ«سياسة العنجهية والإذلال لتركيع حوران وأهلها».

وجرت اجتماعات سابقة خلال الشهر الحالي بين لجان التفاوض وضباط من «الفرقة الرابعة»، طُرح خلالها الخيار العسكري في بعض مناطق ريف درعا الغربي، بذريعة وجود عناصر إسلاميين، وطالبوا بتسليم أشخاص مطلوبين إلى «الفرقة الرابعة» من مناطق طفس والمزيريب واليادودة، وعودة «الفارّين» من «الفرقة الرابعة» إليها، تلا هذه الاجتماعات استقدام «الفرقة الرابعة» تعزيزات عسكرية جديدة من دمشق إلى درعا تمركز معظمها في منطقة ضاحية درعا شمال غربي مدينة درعا المحطة.

 

المصدر: الشرق الأوسط

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى