الكاتب: عيسى شريط. (ﻻروكاد):اسم حي الأكابر في المدينة، في بداية المد الإسلامي في الجزائر. أما بطل الرواية فهو الحي بكل سكانه، هذه مدرسة الحي فيها الطلاب يخطون طريقهم في الحياة انطلاقا منها. المدرس شويحة الذي يتعامل مع المدرسة كعتبة للوصول الى حبيبته جميلة، التي تزوجت من التهامي الثري والمقاول. الذي ورث ماله عن زوجة ثرية تزوجته وأنجبت منه ابنتها سعاد وخالد. جميلة تريد ان تحصل على المال والذهب من زوجها لتعطيه إلى شويحة الذي يرى بها كنزه. هي تعامل الأولاد بشكل سيء. سعاد تحب ابن الجيران ، زميلها في المدرسة اسماعيل، يفكرون بالزواج، الاب يعمل بالمقاولات يتقرب من سحنون رئيس البلدية الرجل الشاذ جنسيا، ولكن مسكوت عنه لسلطته وماله. في الحارة علي صاحب القهوه وثامر كاتب العرائض وحسين المسرحي(كاتب مسرحي). ابن تاجر رفض طريق والده وفكر بالمسرح، عمل مسرحية كشف فيها عيوب الحارة والمسؤولين. حورب وفرطت الفرقة، صار مهووسا بالمسرح ولكن دون فعل. صرف مال أبيه ودخل الفقر. ثامر كاتب العرائض، يعيش على وجع الناس وشكواهم التي يدونها لترفع لمسؤولين لا يجيبون، كأنهم غير موجودين. دائم التوتر متأثرا من الشكاوي التي تأتيه. الاسكافي يشكو من رائحة النتن التي تهاجمه و اهل الحي معه، دوما و دائما يشكو. التهامي وسحنون يعرفون ان الموضوع كبير، انه خراب كامل في تأسيس الصرف الصحي للحي، الموضوع يجب ان يموت، خاصة بعد أن نشر عنه حسين في الصحف وأصبح فضيحة. الهوارية الداعرة في الحارة هي منهم، توفي زوجها وترك لها بيتا، لم تجد لها مخرجا يحميها ويعيّشها الا الدعارة. موسى السكارجي أحد معالم الحارة كان قد هرب بعد أن هوجم منزلهم يوما، قُتل ابوه وامه هرب هو وأخذوا اخته. من يومها تاه ولا صديق له الّا الخمر. علي القهوجي عين الحارة رصد شويحة وجميلة . كذلك مع إمام المسجد، رصد بداية وجود وجوه جديدة في قهوته و في المسجد، لهم لحى ومسواك وأشرطة تسجيل تتحدث عن حرب المسلمين ضد الكفار. التهامي وطّد علاقته مع سحنون، أعطاه ابنته زوجة، الفتاة القت نفسها من النافذة رافضة الزواج في ليلة عرسها. الطفل خالد تشرد في الشوارع، اعاده موسى السكارجي للحي ورفض الظلم الواقع عليه. عاد موسى معه إنسانا يحمل مسؤولية. حسين حمل مشكلة الصرف الصحي. التهامي وسحنون دبروا له تهمة سياسية قاضية، أنقذه منها زوج حبيبته الذي دفعه للهرب. سحنون قُبض عليه بسبب الفساد و لأنه يعمل ضد الدولة. شويحة يغنم مال جميلة (التي طلقها زوجها)، يفتضح امره معها، غرابه ينقر عينه، يهرب بعد ان قتل الهوارية وسرق مالها. حسين يرسل روايته من منفاه للضابط الذي انقذه. تبدأ المظاهرات، يحصل التخريب، الفوضى تحيط بكل شيئ.
في التعليق على الرواية نقول:
ترصد الرواية الخراب الاجتماعي؛ فقر وظلم وتخلف وتحالف بين رجال المال والسلطة،لنهب البلد. التدين الذي بدأ يمتد على البلاد محاولا ان يعوّض ويرد ويطرح نفسه بديلا. أهل الحي حاولوا التوحد لمواجهة خرابهم والسلطة حاضرة.
الرواية برأت السلطة وجعلتها مناط معالجة الواقع ومشاكله. وهذه نقطة نختلف فيها مع الرواية، السلطة هي مصدر الفساد في الجزائر. وهي رواية اخذت جائزة مالك حداد للرواية 2004. للتأمل. وهي رواية تقول أن ربيع الجزائر قادم ولو بعد حين.