أعلن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تعيين زهرة بيللي رئيسة لمكتب سوريا في مجلس الأمن القومي، ما يشير، حسب المعارضة السورية، إلى تخفيض مستوى الاهتمام بالملف السوري ويؤكد سير الإدارة الأميركية الجديدة على خطى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ما يتعلق بالشأن السوري.
وستكون بيللي المسؤولة الرئيسية عن ملف سوريا، لكن كموظفة في البيت الأبيض وليس كدبلوماسية فاعلة، وسيقتصر عملها على تقديم التقارير حول سوريا إلى بريت ماكغورك السفير الأميركي السابق لدى قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والذي تمت تسميته مؤخراً منسقاً للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي.
وكان تعيين ماكغورك قد تزامن مع استقالات او إقالات داخل الفريق السياسي الأميركي المعني بالملف السوري، حيث تم الإعلان عن انهاء التعاقد مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جويل ريبورن الاثنين، بعد أقل من شهر على تعيينه في هذا المنصب خلفاً للسفير السابق جيمس جيفري.
وسبق أن عبّر مسؤولون في الائتلاف السوري المعارض عن امتعاضهم من إقالة ريبورن، المعروف بدعمه وصلاته الوثيقة بمختلف أطياف المعارضة، بينما اعتبر آخرون أن هذا القرار يؤكد المخاوف التي جرى الحديث عنها منذ فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، حيث رأى الكثيرون أن الرئيس الأميركي الجديد سيستكمل سياسة أوباما في ما يتعلق بالملف السوري، وهي سياسة تُجمع المعارضة وحلفاؤها على أنها كانت “كارثية”.
وفي تعليق ل”المدن” على هذا الخطوة، يؤكد الكاتب الصحافي المعارض أيمن عبد النور أن “هذا القرار يشير مجدداً للعودة إلى الطريقة نفسها التي أدار بها أوباما الملف السوري، حيث جرى تخفيض المستوى الوظيفي للمسؤولين عن هذا الملف بعد سحبه من وزارة الخارجية وإلحاقه بشكل كامل بالبيت الأبيض”.
ويضيف “وقتها كان روبرت مالي هو المسؤول عن هذا الملف عندما شغل المنصب نفسه الذي تم تعيين روبرت ماكغورك فيه الآن، وبالتالي عدم تعيين أي مبعوث أو سفير خاص إلى سوريا، بينما كان لدى إدارة الرئيس ترامب مبعوثان خاصان بالشان السوري، هما جيمس جيفري وجويل ريبورن”.
ويتابع: “الآن سيتكرر ما كان يجري على زمن أوباما، حيث لن يكون بإمكان المسؤولين عن الملف السوري مقابلة أي وزير أو مسؤول كبير من الدول الأخرى لمناقشة هذا الملف، لأن منصبهما لا يسمح بعقد اجتماعات على مستوى عالٍ، وأفضل ما يمكن أن يحدث هو تعيين شخص كمدير لمكتب سوريا في وزارة الخارجية، على أن يبقى الملف بالكامل بيد ماكغورك الذي يمتلك خبرة كبيرة بالمنطقة، لكنه غير مريح بالنسبة لبعض الأطراف الأخرى وخاصة تركيا، بسبب علاقاته الوثيقة بالإدارة الكردية، وعليه فإن التخوف أيضاً هو أن يتركز كل الجهد الأميركي وأن يتم اختصار المسألة السورية بمناطق شمال شرق البلاد”.
وكان الإعلام التركي قد استقبل تعيين ماكغورك في منصبه الجديد بتحفظ كبير، ورغم أن زهرة بيللي ركزت معظم أعمالها في شمال شرق سوريا وتُعتبر من الداعمين للملف الكردي، وكانت المسؤول المباشر من الجانب الأميركي حول الحوار الكردي-الكردي في سوريا، إلا أن أنقرة لا تبدي تحفظات كبيرة حولها.
وبيللي هي المسؤولة السياسية لبرنامج “فريق الاستجابة للمساعدة بالتحول في سوريا” التابع لوزارة الخارجية، وكانت قبل ذلك مساعدة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، ومستشارة لنائب وزير الخارجية، كما خدمت قبل ذلك في سفارتي الولايات المتحدة في كل من العراق والكويت.
المصدر: المدن