يواجه القطاع الصحي في محافظة إدلب شمال غربي سورية ضغوطات وتحديات كبيرة، في ظل نقص المرافق الصحية والكثافة السكانية المرتفعة والأمراض المترافقة مع فصل الشتاء، ومنها الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا في المنطقة.
المخاطر التي تواجه مئات آلاف السكان في المنطقة، لا سيما أن قصف قوات النظام السوري والطائرات الروسية تسبب بإغلاق 53 مركزا صحيا، سبق أن حذرت منها منظمة الصحة العالمية في فبراير/ شباط الماضي،كما أن الطلب على الأدوية يفوق المخزون، حيث تصل مساعدات الأمم المتحدة وفق التقرير إلى نحو 800 ألف شخص شهريا.
ومن بين الأمراض الشائعة بين النازحين في ظل تدني درجات الحرارة، التهاب القصبات بين الأطفال، وقال المهجر من ريف حمص الشمالي علاء أبو محمد، المقيم في مخيم بالقرب من بلدة دير حسان، لـ”العربي الجديد”، إنه غالبا ما يضطر لأخذ أطفاله على الدراجة النارية لأقرب نقطة طبية لتلقي العلاج، وهذا يتكرر في فصل الشتاء بسبب البرد. مشيرا إلى أنه حتى الوقت الحالي لم تصل إلى المخيم أية مواد تدفئة من الجهات الإنسانية، التي قد تخفف من معاناة المقيمين فيه، وبدورها تخفف من أمراض الأطفال التي يتسبب البرد بها.
منظمة الصحة العالمية: الأسر التي فرّت بحثا عن الأمان تعاني من محدودية القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، ونقص في الأدوية الضرورية
بدوره أشار أحد أطباء مدينة سرمين (فضل عدم ذكر اسمه) لـ”العربي الجديد” إلى أن هناك مناطق تعاني من نقص حاد في عدد المراكز الصحية، وتضم عددا كبيرا من السكان سواء من المقيمين أو النازحين، وهناك مناطق فيها نقص في الخدمة الصحية وتحتاج لتوسعة وزيادة الكادر لتلبية احتياجات سكانها. مضيفا أن البرد هو السبب لكثير من الأمراض، ففي الدرجة الأولى يجب تزويد الأهالي بوسائل التدفئة، وخاصة ذوي الأمراض المزمنة ممن يعانون من ضغط الدم وأمراض القلب والسكري لسوء أوضاعهم في فصل الشتاء، وخاصة النازحين الذين يفتقرون لوسائل التدفئة.
وقال الطبيب إن هناك أمراضا سببها البرد بشكل مباشر، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، منها مرض تثلج الأصابع الشتائي، وسببه التعرض للبرد لفترات طويلة ودرجات حرارة منخفضة، إضافة إلى الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على مناعة الأطفال ويجعلهم عرضة للإصابة بالإنتانات التنفسية بنوعيها الفيروسي والجرثومي، وبالتالي يجب تزويد هؤلاء الأطفال والسكان أيضا بالمواد الغذائية التي تلعب دورا في تحسين المناعة لمواجهة الأمراض، وفي مقدمتها المواد الغذائية التي تحتوي على البروتين.
وأكد الطبيب أن هناك مراكز صحية تحتاج لدعم أكبر من النواحي الطبية من تجهيزات المخابر وأجهزة التصوير الشعاعي، وكلها تلعب دورا في تخفيف معاناة الأهالي والتنقل والذهاب إلى مناطق بعيدة للحصول على الخدمات الصحية المناسبة، وبالتالي يمكنهم الحصول عليها بحال كانت المراكز مجهزة خاصة المراكز القريبة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأسر التي فرّت بحثا عن الأمان تعاني من محدودية القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، ونقص في الأدوية الضرورية، ولديها حماية أقل ضد الأمراض المعدية بسبب هشاشة جهاز المناعة. وحسب المنظمة هذه العوامل تزيد من مخاطر تفشي الأمراض.
ومن متطلبات مواجهة الأزمة التي يعاني منها قطاع الصحة في إدلب، إنشاء عيادات متنقلة والتنسيق مع المنظمات الدولية، في مقدمتها منظمة الصحة العالمية، لإنشاء مراكز صحية قادرة على استيعاب النازحين في تجمعات المخيمات، وفق خطة موازية للخطة التي اتخذت لافتتاح مراكز عزل صحي ومراكز علاج المصابين بفيروس كورونا.
وكان الدكتور ريك برينان، مدير قسم عمليات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، قال: “إن الوضع الحالي في شمال غرب سورية يتسم بنقص في الحصول على الدواء وعدم كفاية النظافة وفوضى، ونزوح كبير يهدد بتفشي الأمراض مثل الحصبة والأمراض المرتبطة بالإسهال وغيرها.”
المصدر: العربي الجديد