حملة واسعة لقوات النظام ضد «داعش» غداة «كمين البادية»

باشرت قوات النظام السوري، بدعم روسي، عملية واسعة في البادية السورية مترامية الأطراف، في أعقاب تزايد الهجمات التي تشنها خلايا تابعة لتنظيم «داعش» وآخرها هجوم أوقع عشرات القتلى من «الفرقة الرابعة» في الجيش النظامي. وفي وقت بدأ النظام في تشييع قتلى «كمين البادية» الذي وقع بمنطقة كباجب في ريف دير الزور شرق البلاد، سُجّل استياء شعبي نتيجة إطلاق النار العشوائي الذي حصل في مناطق سيطرة النظام احتفالاً بقدوم السنة الجديدة في وقت كانت عائلات الجنود القتلى تستعد لوداعهم.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام، مدعومة بقوات «الدفاع الوطني» و«لواء القدس» الفلسطيني، بدأت حملة عسكرية واسعة منذ صباح أمس ضد مواقع انتشار تنظيم «داعش» في البادية الجنوبية لمحافظة دير الزور، وذلك بدعم جوي من الطائرات الروسية التي بدأت بدورها في تنفيذ عشرات الضربات الجوية على مواقع التنظيم في المنطقة ومناطق أخرى ضمن مثلث حماة «حلب» الرقة. وأوضح أن الحملة تأتي بعد يومين من كمين تنظيم «داعش» على طريق حمص – دير الزور، مشيراً إلى ارتفاع عدد قتلى «الفرقة الرابعة» وقوات النظام الأخرى إلى 39 بينهم 8 ضباط برتب مختلفة ممن قتلوا جميعاً في استهداف حافلات عسكرية على طريق حمص – دير الزور.
ووزع «المرصد»، في هذا الإطار، إحصائية توضح أن «داعش» تمكن خلال عام 2020 من قتل 819 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية له عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، في حين خسر التنظيم 507 من مقاتليه في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران النظام والروس.
ووزعت وكالة «سانا» السورية الرسمية أمس العديد من الصور التي تُظهر عمليات تشييع قتلى «كمين البادية» انطلاقاً من المستشفى العسكري بحمص، حيث لوحظت مشاركة واسعة للجنود في حمل نعوش القتلى.
وفي إطار مرتبط بتزايد نشاط «داعش»، أشار «المرصد السوري» إلى أن دوريات تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» نفذت حملة دهم لعدد كبير من المنازل في قرية أبو النيتل بريف دير الزور الشمالي، فجر الجمعة، واعتقلت 18 مدنياً من بينهم طفلان و3 رجال مسنين، لأسباب مجهولة. وتابع أن «قوات سوريا الديمقراطية» اعتقلت في وقت متزامن ثلاثة أشخاص من منازلهم في قرية أبريهه في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، لأسباب مجهولة أيضاً.
إلى ذلك، رصد «المرصد» ما وصفه بـ«استياء شعبي» تشهده مناطق نفوذ النظام السوري، على خلفية عمليات إطلاق النار المكثفة التي شهدتها المحافظات السورية ابتهاجاً بقدوم العام الجديد، والتي أثارت «الرعب والهلع» في صفوف المواطنين. وتابع أن الاستياء مرتبط أيضاً بكون الاحتفالات جاءت بعد يوم واحد من الكمين الذين نفذه «داعش» ضد قوات النظام في البادية.
وأقرت وكالة الأنباء السورية «سانا» في تقرير أمس بأن «إطلاق نار عشوائي بمناسبة حلول العام الجديد» تسبب في إصابة عدد من الأشخاص بجروح في عدد من المحافظات. ففي مدينة السويداء (جنوب سوريا) أصيب شخصان بجروح جراء «رصاص طائش»، فيما أصيب 12 شخصاً في اللاذقية (الساحلية) جراء إطلاق رصاص ومفرقعات نارية.
وفي حلب (شمال) أصيب أربعة أشخاص بجروح جراء «رصاص عشوائي»، فيما سجّلت إصابة واحدة بالرصاص في درعا (جنوب).

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى