في الوقت الذي نشرت وزارة الدفاع الروسية وحدات إضافية من الشرطة العسكرية في مدينة عين عيسى شمال سوريا، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا عن تعليق مرافقة الشرطة العسكرية الروسية للعربات المدنية في جزء من طريق “إم-4” بسبب تصاعد التوتر في المنطقة وفقا لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وقال نائب رئيس المركز الروسي اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك خلال مؤتمر صحافي، إنه “نظراً لتصعيد الأوضاع تم تعليق مرافقة الشرطة العسكرية الروسية لوسائل النقل المدنية في القسم من الطريق بين تل تمر وعين عيسى”.
وفيما لا يزال الوضع متوتراً في البلدة التي تقف على حافة المعركة، أكد القيادي في الجيش الوطني العقيد زياد حاج عبيد ل”المدن”، حدوث مناوشات عسكرية بين الجيش الوطني وقسد في تلك المناطق، في وقت تستمر فيه المفاوضات بين الروس والأتراك حول مصير عين عيسى، ألّا أن حسم الموقف وفقاً له، سيكون خلال الأسبوع الأول من 2021 حيث من المتوقع عقد لقاء بين الطرفين في أنقرة.
وأضاف عبيد أن قوات الشرطة العسكرية الروسية موجودة فقط على مداخل عين عيسى ويصل تعدادها لما يقارب ال25 عنصراً و3 قادة عسكريين روس فقط، بينما لا تزال الإدارة المحلية تحت إمرة لقسد. وأوضح أن رتلاً عسكرياً روسياً كبيراً يتمركز في منطقة الجلبية، فيما يستمر الجيش الوطني بحشد قواته ويتابع حالة الاستنفار. وأكد أن الجانب التركي لا يزال على موقفه وهو انسحاب قسد والقوات الروسية من المنطقة وتركها للجيش الوطني مقابل عدم تنفيذ عملية عسكرية تركية كبيرة شرق الفرات.
من جهته، يقول الخبير في الشؤون العسكرية العقيد اسماعيل أيوب إن الموقف في عين عيسى لن يتم حسمه قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض، لافتاً في حديث ل”المدن”، إلى أن موسكو تستغل الموقف الأميركي المراقب حالياً للوضع هناك، للضغط على قسد من أجل تقديم تنازلات والانسحاب من عين عيسى لصالح دخول قوات النظام الى المدينة مقابل ضمان مصالحها على الطريق الدولي.
وتأتي هذه التطورات مع استمرار المحادثات الروسية التركية حول المنطقة الشرقية للفرات. والتقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في سوتشي الثلاثاء. وقال لافروف بعد اللقاء، إن موسكو ستبذل ما بوسعها مع الجانب التركي لحلّ الأمور الإنسانية في سوريا. فيما قال تشاووش أوغلو إن أنقرة تقوم ما بوسعها للتوصل إلى حل في سوريا، وهي تدعم الانتقال السياسي، دون التطرق الى الموقف في عين عيسى.
ويرى أيوب أن المناورات الروسية الحالية مع تركيا مرتبطة بمناطق النفوذ في جبل الزاوية وتل رفعت أيضاً، حيث تقترح موسكو إبقاء الجيش الوطني شمال عين عيسى لمنع تمدد قسد مع إخضاع الأخيرة لسيطرة النظام السوري مقابل تخلي الأتراك عن منطقة جبل الزاوية للروس وإبقاء مناطق تل رفعت ومارع تحت سيطرة النفوذ التركي.
ولا تزال عين عيسى تشهد اشتباكات متقطعة بين عناصر الجيش الوطني وعناصر قسد، بانتظار قرار الحسم، فيما عُقد أكثر من لقاء بين قادة عسكريين روس وأتراك في المنطقة وفقا لما أبلغته مصادر عسكرية ل”المدن”.
المصدر: المدن