هاجم محتجون غاضبون، السبت، القاعدة الروسية في بلدة عين عيسى في ريف مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، احتجاجاً على الصمت الروسي حيال الهجمات والقصف الذي تتعرّض له البلدة من قبل فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض، المدعوم من تركيا، فيما هربت مجموعة تتبع للمليشيات الإيرانية الموجودة في مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سورية، إلى منطقة خاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
وقال الناشط أحمد خليل، لـ”العربي الجديد”، إنّ البلدة شهدت وقفة احتجاجية رافضة للعملية العسكرية التي تنوي فصائل “الجيش الوطني” شنّها بدعم من تركيا، شارك فيها العشرات من أهالي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وطالبوا بتدخل دولي لوقف أي عمل عسكري في المنطقة.
وأوضح أنّ الوقفة تزامنت مع قصف مدفعي استهدف أطراف البلدة، ونفّذته فصائل “الجيش الوطني”، عقبه توجّه عشرات المحتجّين إلى القاعدة الروسية في البلدة، ونفّذوا وقفة أمامها ثمّ رشقوها بالحجارة، احتجاجاً على الصمت الروسي والمماطلة في المفاوضات مع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
وبالتزامن مع ذلك، شهدت قريتا المشيرفة وجهبل، الواقعتان شرقي عين عيسى، مواجهات بين عناصر “الجيش الوطني” و”قسد” شاركت فيها طائرات مسيرة تركية.
ويوم الخميس الفائت، أنشأت القوات الروسية نقطة عسكرية جديدة في قرية الكالطة جنوبي بلدة عين عيسى، في محاولة لرسم خطوط للمنطقة الشمالية.
وشهدت الأيام الأخيرة عدة لقاءات بين ممثلين عن “قسد” وضباط روس، كان محورها إيجاد صيغة تجنّب البلدة أي عمل عسكري من قبل تركيا وفصائل المعارضة، إلا أنها لم تشهد أي تقدّم بسبب إصرار روسيا على تسليم البلدة لقوات النظام، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه “قسد”، بحسب وسائل إعلام تابعة لها.
وتبدو قوات “قسد” اليوم على مفترق طرق، في ظلّ محاولات روسية واضحة لابتزازها، من أجل تسليم البلدة التي تقع على بعد 37 كيلومتراً عن الحدود السورية – التركية، وتشكّل صلة وصل بين مناطق سيطرتها في الرقة والحسكة.
من جانب آخر، هربت مجموعة تتبع للمليشيات الإيرانية الموجودة في مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سورية، إلى منطقة خاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وذلك بسبب زجّ المقاتلين في معارك ضد خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي.
وذكر موقع “نهر ميديا” المحلي، السبت، أنّ المجموعة التي هربت تتألف من 13 عنصراً يتبعون لـ”اللواء48″ الإيراني، هربوا عبر زوارق صيد إلى الضفة الثانية من نهر الفرات قُبالة مدينة البوكمال شرق دير الزور.
وأوضح أنّ سبب انشقاق العناصر يرجع إلى زجهم على الخطوط الأمامية في المعارك الدائرة ضد تنظيم “داعش” في بادية البوكمال. وأضاف أن هذه المرة ليست الأولى التي ينشق فيها عناصر من المليشيات الإيرانية، وأكّد أن جميع المنشقين يحملون الجنسية السورية.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين، الواقعتان على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، وتنتشر فيهما العديد من المليشيات التي من أبرزها الحرس الثوري الإيراني و”فاطميون” و”زينبيون”.
وكانت مواقعها قد تعرّضت لقصف من التحالف وجيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها، وحدّ من تحركاتها نهاراً.
كذلك شهدت المنطقة أخيراً اشتباكات بين المليشيات المحلية التابعة لروسيا والمليشيات الأجنبية التابعة لإيران، إذ اتهمت المليشيات الأجنبية المحلية، وبخاصة “لواء القدس”، بالتواطؤ مع تنظيم “داعش” الإرهابي في شن هجمات بالبادية، في حين تتهم المحلية الأجنبية بشن هجمات ضدها ونسبها إلى تنظيم “داعش”.
المصدر: العربي الجديد