18 ديسمبر هو يوم اللغة العربية العالمي أي لغة الضاد. اللغة البربرية تعتبر أيضا لغة الضاد، البربر يفرقون بين الضاد والظاء (بالبربرية: أضارْ: القدم؛ أشْظَاظ: الخشبة الرابطة بين الحملين) مع نطق
الضاد ضادا.
الكاتب الجزائري البربري القبائلي السعيد الزاهري نشر مقالا في مجلة المقتطف المصرية سنة 1938 عنوانه (البربرية لغة الضاد).
البربرية فرعٌ من فروع العربية الأم كالبابلية والأشورية والأكّدية والأمهرية والآرامية والكنعانية، وهي منحدرة من العربية العاربة في اليمن، مثلا وزن أفعول مثل “أكسوم” أي اللحم، “أغروم” أي الخبز، والذي يعتبر العمود الفقري للبربرية هو وزنٌ آتٍ من الحُميرية اليمنية، وحرف السين في الإضافة بالبربرية مثل “لكثابنس” أي “كتابُه” متأتٍّ من السبئية اليمنية.
وقد أثبتت في كتابي (معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية البربرية) أن تسعين في المئة من الكلمات البربرية عربية عاربة أو مستعربة. مثلا اسم المرأة بالبربرية “تامطوث” أي الطامث، وهي عربية، فعل “يوسيد” أو “يوساد” ومعناه “جاء” هو فعلٌ عربي مشتق من آسدَ يوسد، فعل “يتكّاذ” بالبربرية أي “يخاف” وهي عربية أكذى يكذي، اي اصفرّ وجهه من الفزع. بالقبائلية اسم صانع الأحذية “أخرّاز” وهي أفصح من كلمة الإسكافي في العربية، يقال بالعربية: خاط القماشَ وخرز الجلد، إلى آخره.
قبل الإسلام كانت اللغة الفصحى المكتوبة هي الكنعانية أي الفينيقية محاطة بلهجات قحطانية بربرية شفوية ولمدة سبعة عشر قرنا مثلما أورد المستشرقُ الفرنسي هنري باسي. وجاءت العدنانية لغة القرآن الكريم فحلّت محل الكنعانية، واستمرت البربرية لهجاتٍ شفوية حولها حتى الآن. القديس أوغستين يقول في مذكراته :”أسال الناس خارج مدينة عنابة ما هي هذه اللغة التي تتكلمون فيجيبون هي الكنعانية فنحن كنعانيون”.
منذ الدولة الرستمية التي تأسست سنة 776 ميلادي بالمغرب العربي، وحتى الاحتلال الفرنسي سنة 1830م، أي لمدة عشرة قرون حُكم شمال إفريقيا من طرف ثلاث عشرة أسرة بربرية، ولم يحدث أن جاء أميرٌ منها وقال “العربية ليست لغتي وينبغي ترسيم الأمازيغية”، بل عمل البربر على تطوير العربية واعتبارها لغتهم.
وعندما جاء الفرنسيون سنة 1830 رسّموا الفرنسية وطمسوا العربية والبربرية، وأوجدوا الفرقة بين العرب والبربر من باب “فرِّق تسد”.
في 1956 أعدَّ الفرنسيون خطة رفع شعار البربرية كضرّة للغة العربية لتدخل في صراع معها لصالح تأبيد هيمنة اللغة الفرنسية على بلدان المغرب العربي، هذه الخطة وردت في كتاب للجنرال أندري P.J André عضو الأكاديمية الكولونيالية للعلوم، وكتب مقدمته الحاكمُ العام الفرنسي بالجزائر جاك سوستيل، وقد تطورت هذه الخطة وبرزت في تأسيس الأكاديمية البربرية بباريس سنة 1967 في عهد الجنرال دوغول. وفي نفس السنة صنع الراية الأمازيغية اليهودي الفرنسي الصهيوني جاك بينيت.
المصدر: المدار نت