بدأت الإدارة الذاتية التابعة لقسد باستدعاء الموظفين لديها في مناطق سيطرتها بريف دير الزور الشرقي، للالتحاق بصفوف قواتها (واجب الدفاع الذاتي)، لتنهج بذلك منهج النظام السوري في استغلاله للموظفين، عبر إجبارهم على الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في صفوف قواته.
ويأتي هذا الاستدعاء مع ارتفاع مستوى التوتر في عين عيسى حيث تحشد كل من قسد من جهة والجيش الوطني وتركيا من جهة ثانية، لمعركة على البلدة.
وقالت صفحات إخبارية محلية أن الإدارة الذاتية أبلغت غالبية الموظفين والمعلمين في مناطق دير الزور، بضرورة الالتحاق بمراكز التجنيد التابعة لها، خلال مدة أقصاها أسبوع، تحت طائلة التهديد والملاحقة.
وذكرت شبكة “نهر ميديا” أن الإدارة الذاتية أبلغت رئاسة البلديات ضمن مناطق سيطرتها بمحافظة ديرالزور، بإرسال 3 موظفين من كل بلدية إلى ما يسمى بالدفاع الذاتي.
وعلى الفور، سجلت مناطق دير الزور دعوات للتظاهر رفضاً لاستدعاء المعلمين إلى الخدمة، وتنديداً بتداعيات القرار الذي من شأنه دفع الكوادر التعليمية إلى الهجرة، أو المشاركة في معارك وصراعات ليسوا طرفاً فيها، على حد تعبير الدعوات التي راجت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر محلية ل”المدن”، إن قرار قسد يُعدّ ابتزازاً للموظفين، حيث تضعهم بين خيار الالتحاق بصفوف قواتها، وبين قطع الراتب في حال مخالفة القرار.
واستبعد مصدر محلي أن تلقى دعوات التظاهر رواجاً بين الأهالي، وذلك بسبب عدم مشاركة قسم كبير من الموظفين لدى الإدارة الذاتية في التظاهرات السابقة المناوئة لقسد. وحسب المصدر، فإن قسد تعمدت استدعاء الموظفين، لأنها تدرك أن عدداً كبيراً منهم سيمتثل للقرار، خشية قطع الرواتب.
وقبل نحو شهر، عيّنت قسد محمد جبر الشعيطي مسؤولاً جديداً عن عمليات التجنيد بدير الزور، بدلاً من محمد أبو ليلى، المُعتقل على خلفية تُهم متعلقة بالتعامل مع تركيا والجيش الوطني.
بموازاة ذلك، كثفت قسد حملات الاعتقالات بهدف التجنيد في الحسكة وريفها، واعتقلت خلال الأيام الأخيرة ما يزيد عن 100 شاب، وساقتهم إلى مراكز التجنيد، بعد مواجهات محدودة خاضتها في محيط عين عيسى.
يُذكر أن المتحدث باسم قسد كينو كبرئيل كان قد نفى الأحد، تسليم عين عيسى لقوات النظام السوري وروسيا، مؤكداً أن قواته ملتزمة بحق الدفاع المشروع، والرد على الهجمات التي تتعرض لها المنطقة.
وفي السياق، نقلت الشرطة الروسية مؤخراً عشرات العناصر المنضوية في “الفيلق الخامس” الذي يتلقى دعماً روسياً من محافظة دير الزور شرقي سوريا، إلى بلدة عين عيسى.
وذكرت شبكة “دير الزور 24” أنّ عدد العناصر بلغ نحو 100، وجاءت العملية بهدف دعم قوات قسد في البلدة، كما أشارت إلى أنّ روسيا تنوي استقدام المزيد من العناصر إلى المنطقة.
المصدر: المدن