طبول الحرب تقرع على مشارف عين عيسى

يتواصل تدفق التعزيزات العسكرية لفصائل الجيش الوطني والجيش التركي نحو جبهات القتال مع قسد في محيط بلدة عين عيسى شمالي الرقة. ومن المحتمل أن تتوسع الهجمات البرية المحدودة التي شنتها الفصائل مؤخراً لتصبح عملية عسكرية كاملة تستهدف قسد في مركز البلدة ومواقعها في المحيط القريب وعلى الطريق الدولي “إم-4”.
وسيطرت الفصائل المدعومة من الجيش التركي، ليل الخميس/الجمعة، على قريتي الجهبل والمشيرفة وعدد من الحواجز والمواقع العسكرية في الجبهات الشمالية والشمالية الشرقية. ونفذ “اللواء 123” التابع لأحرار الشرقية في الجيش الوطني وعدد آخر من التشكيلات التابعة للفصائل هجمات متزامنة على مواقع قسد وبدعم النيران الثقيلة التي قدمتها قواعد الجيش التركي المنتشرة في محيط منطقة العمليات.
وأكد المسؤول السياسي في “لواء السلام” هشام سكيف أن “العملية العسكرية التي استهدفت عدداً من مواقع قسد في محيط عين عيسى هي تحرك محدود، ومن المحتمل توسعة نطاقه لاحقاً، وهذا ما تحكمه الظروف السياسية والميدانية المحيطة في ملف عين عيسى”.
وأضاف سكيف ل”المدن”، أن “العملية هي بمثابة تحذير فعلي لقسد من أن الجيش الوطني والحلفاء الأتراك جادون في طرد التنظيم الإرهابي وليست المسألة مجرد تهديدات”.
ويبدو أن فصائل الجيش الوطني استكملت كامل التجهيزات لخوض معركة واسعة ضد قسد في عين عيسى، وهي تنتظر الإشارة لإشغال كامل المحاور، في حين كثّف الجيش التركي من انتشار قواعد المدفعية والصواريخ في محيط منطقة العمليات، ووصلت المزيد من التعزيزات والتي تضم مدرعات ومركبات رباعية الدفع وكاسحات ألغام.
وتواصلت الاشتباكات بين الطرفين في محاور مخيم عين عيسى ومعلق وأطراف المشيرفة وصيدا وخريجة وغيرها من القرى والمواقع في محيط عين عيسى، وقطعت الفصائل الطريق “إم-4” واستهدفت تحركات أرتال قسد. وقال سكيف: “أجرت قواتنا عمليات بالقوة النارية مرات عديدة، ونقاط قسد مكشوفة لنا، ولدينا الخطط العسكرية والتكتيكات اللازمة لتحقيق أهداف أي هجوم وفي وقت قياسي”.
احتمال توسع العمليات العسكرية ضد قسد أكدته شخصيات عشائرية مقربة من النظام وروسيا، والتي اتهمت قسد بالتهرب من الاتفاقات المفترضة مع النظام وبرعاية روسيا. وقال محمد الهويدي في تغريدة، إن “جميع المباحثات والمفاوضات بين الدولة السورية ومليشيا قسد لم تأتِ بأي نتائج، وذلك لعدم جدية قسد، فبعد كل جولة لا بد من انتظار تعليمات قنديل التي على ما يبدو أنها عازمة على تسليم المدينة للأتراك لكن لا بد من مناورة للتغطية على الانسحاب من عين عيسى كما جرى في عفرين”. وأضاف أنه “بدل أن تدافع قسد عن عين عيسى تقتحم قرى الشرموخ ورحية البوخضر والحاجية و يعتقلون 150 شاباً عربياً”.
رأى الصحافي يحيى مايو أن “العملية العسكرية المحدودة التي نفذها الجيش الوطني تهدف بالدرجة الأولى لزيادة الضغط على قسد ودفعها للانسحاب من المنطقة، وهي أيضاً تعبر عن موقف الفصائل المعارضة وحليفتها تركيا الرافض للاتفاقات بين قسد والنظام برعاية روسية، فالتنازلات التي قدمتها قسد مخادعة، وللفصائل تجربة مماثلة في منبج ولا تريد تكرارها مرة أخرى في عين عيسى”.
ويبدو أن النظام وروسيا راضيان إلى حد بعيد عن تطورات المشهد العسكري في عين عيسى، وذلك بسبب رفض قسد تقديم المزيد من التنازلات التي تمنع السقوط المفترض للمدينة في قبضة المعارضة والجيش التركي، ولهذا شهدت بعض النقاط والمواقع العسكرية التابعة للنظام والقوات الروسية خلال الساعات الماضية انسحاباً جزئياً، وقد يستمر الانسحاب وصولاً للإخلاء الكامل والذي سيكون توقيته متزامناً أيضاَ مع بدء العملية العسكرية الواسعة للمعارضة والجيش التركي.
وقالت مصادر محلية في عين عيسى ل”المدن”، إن “قسد تجهّز نفسها للمواجهة، وبدأت في تكثيف إجراءات التحصين والحماية منذ بداية كانون الأول/ديسمبر. أنفاق وخنادق حُفرت تحت أحياء عين عيسى وفي محيطها، واستقدام متواصل للتعزيزات العسكرية إلى قلب البلدة، ودفع السكان المحليين للمغادرة لتحويل البلدة إلى ثكنة عسكرية كبيرة. يبدو أن قسد تنوي خوض معركة (حرب شوارع) كلفتها عالية وهي خاسرة حتماً، لكنها على الأقل مفيدة لدعايتها في حشد الشارع الموالي لها”.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى