خيارات قسد في عين عيسى..المماطلة بانتظار بايدن

  مصطفى محمد

تنذر عمليات القصف المتبادلة التي تسجلها جبهات عين عيسى شمال الرقة، بين الجيش الوطني، وقسد، بدخول المنطقة في عملية عسكرية مباشرة، في حال استمرت قسد بتجاهل المطلب الروسي، بتسليم المدينة بالكامل لقوات النظام السوري، وإنهاء أي تواجد عسكري كردي فيها.

تبدو قسد مربكة، وتعيش خوفاً حقيقياً، فهي مهددة بخسارة السيطرة على عين عيسى ذات الأهمية الاستراتيجية على الحالتين. قد يجنبها القبول بالعرض الروسي خسائر جولة عسكرية تبدو محسومة النتائج لصالح تركيا، لكنه من جهة أخرى قد يفقدها السيطرة على تل أبيض التي باتت تعرف ب”عاصمة الإدارة الذاتية”.

ثمة خيار آخر، يتمثل في تدخل الولايات المتحدة لمنع العملية التركية، لكنه بحكم المؤجل إلى حين تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن الحكم، ويبدو أن قسد تعوّل على هذا الخيار. يؤكد ذلك الصحافي عبد العزيز الخليفة بقوله ل”المدن”: “تحاول قسد اللعب على عامل الزمن، والمماطلة لكسب الوقت حتى وصول بايدن”. ويضيف أن “قسد تعلق آمالاً واسعة على بايدن، وتتطلع إلى أن يكون أكثر حزما مع تركيا وروسيا من خلفه ترامب”.

تتقاطع قراءة الخليفة مع معلومات حصلت عليها “المدن” من مصادر كردية مطلعة، تشير إلى أن قسد لم تعط الروس رداً قاطعاً على العرض الذي قدمه ضباط روس خلال اللقاء الذي جرى قبل أيام في مركز “اللواء 93” شمال الرقة.

حسب المصادر، طلب الروس من قسد سحب نقاطها العسكرية من عين عيسى، وتسليمها بالكامل إلى النظام، كما هو حال المربع الأمني داخل الحسكة الخاضع لسيطرة النظام، ولم يأتِ الرد على ذلك من قيادات قسد، وجرى الاتفاق على مواصلة اللقاءات.

وبطبيعة الحال، وفق المصادر، يتضمن العرض الروسي تهديداً واضحاً لقسد، إذ يعني رفضه انسحاب الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام من عين عيسى، وترك قسد وحيدة أمام القوات التركية، وقوات الجيش الوطني.

وبما يخص موقف قسد من العرض الروسي، استبعد الخبير بالشأن الكردي الدكتور فريد سعدون القبول بالعرض الروسي. وقال ل”المدن”: لدى قسد تجربة سابقة بنفس الموضوع، كما في عفرين، فهناك لم تمنع روسيا الهجوم التركي، رغم موافقة قسد على كل شروط الروس في حينها.

وأضاف الخبير الكردي المقرب من الإدارة الذاتية أن “الواضح أن لدى قسد قراراً ثابتاً بعدم تسليم أي منطقة لدمشق، وقرارهم المعهود هو الدفاع والقتال حتى آخر لحظة، ولذلك أرى أنهم لن يسلموا المنطقة للدولة، وسيحاربون رغم معرفتهم السابقة بأنه لا طاقة لهم لصد الهجوم التركي في منطقة صحراوية مكشوفة ومستوية مثل عين عيسى”.

وبخصوص الموقف الأميركي، قال سعدون: “الأمل ضعيف بالتدخل الأميركي لمنع هذا الهجوم وهذا الأمل هو رهان قسد الأول والأخير”.

من جانبه، أعرب القيادي في “الجيش السوري الحر” النقيب عبد السلام عبد الرزاق عن اعتقاده بأن تبدأ تركيا عملية عسكرية في المنطقة، بهدف وصل منطقة عمليات “نبع السلام” بمنطقة عمليات “درع الفرات”، ما يحقق لتركيا، مهمة إبعاد الأحزاب الكردية نهائياً عن حدودها.

وأضاف ل”المدن”، “كان الحديث دائماً حول عملية عسكرية تركية حاضراً، لكن الظروف الإقليمية والسياسية كانت تؤخرها، ولكن بعد فشل الوساطة الأميركية بين الأحزاب وتركيا، واستمرار التصعيد والقصف على الجبهات، ووقف الدعم السعودي عن قسد -إن صحت هذه الأنباء-  يبدو احتمال استئناف المعارك من جديد، أقرب من أي وقت مضى”.

من الواضح أن تحديد مصير عين عيسى مرتبط بالقرار الروسي أكثر من قرارات الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الشأن السوري، وخصوصاً أن المدينة باتت تحت النفوذ الروسي، منذ انسحاب الجيش الأميركي منها في تشرين الثاني/أكتوبر 2020، قبيل إطلاق عملية “نبع السلام”.

المصدر: المدن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى