لن نفقد البوصلة الثورية.. بالرغم من فظاعة التحديات التي مازالت تعصف بالثورة السورية العظيمة…عندما انطلقت ثورتنا.. وكأي ثورة في التاريخ.. رافعة شعاراتها الاساسية..
والتي باتت معروفة للقاصي والداني في هذا العالم.. شعارات تطلب الحرية والكرامة والعدالة والمساواة… انما كان الهدف الرئيس الكامن خلف هذه الشعارات.. ان هو او لا ..
القضاء نهائيا على المعادلة المقلوبة للسلطة السياسية.. التي كانت سائدة ومهيمنة على مسار شعبنا السياسي التاريخي لمدة عقود…بفعل الانقلابات والمؤامرات والتدخلات…المعروفة لجميع السوريين اي منذ ما بعد الاستقلال الاول.. المعادلة القائمة على سرقة السلطة وتزوير وسائل امتلاكها وافسادها.. والقبض عليها وممارستها تشويها واحتيالا وكذبا. ..ثم الادعاء الكاذب والخادع بتمثيل الشعب والعمل على ادارة شؤونه. ..
اذن.. فالأصل في قضية الثورة واهدافها.. هو اعادة صياغة هذه المعادلة للسلطة السياسية…
اي اعادة السلطة للشعب وتمكينه منها.. الشعب الذي بدوره يقوم بإنتاج واختيار ممثليه الحقيقيين لامتلاك هذه السلطة.. وممارستها وتامين حاجاته وتحقيق احلامه وطموحاته وبناء مستقبله…وإذا كان قدر ثورتنا التاريخي.. ان يتم دفعها الى مدارج ومطبات ومنعطفات اللعبة الدولية القذرة.. المحكومة بصراعات المصالح والهيمنة وادارة العالم وانتاج نظام عالمي جديد….. فإننا.. كثوار.. وبالرغم من كل ما تقدم.. لم نكن في يوم.. لنشعر بارتجاف بوصلتنا.. والشعور بضبابية الرؤية حيال هذه الفكرة الاساس.. لمعادلة السلطة السياسية التي لازال مطلوبا منا حتى اللحظة العمل على اعادة صياغتها لصالح الشعب الثائر….
لقد كانت.. المبادرة الاخيرة التي سادت في الساحة الثورية والسياسية.. بما يتعلق بمسالة مشروعية تمثيل الائتلاف والدعوة الى اسقاطه.. وتباين المواقف حول ذلك… اي اما اسقاطه كمؤسسة او كشخوص او كليهما معا…كانت بالنسبة لنا بالرغم من تسجيل دورها في إطلاق المكنونات الثورية العارمة التي لازالت تعيش في دواخل الملايين من اهلنا السوريين..
الا انها في المقلب الاخر لم تكن سوى تحرك جديد.. من التحركات التي ادارت شؤون الثورة على مدى السنوات العشر الماضية. . .. ودفعتها في أسيقة الثورة المضادة.. ولازالت….
لتكون.. اي هذه المبادرة. بذلك فاتحة لمرحلة جديدة قديمة.. اي مرحلة تفعيل العملية السياسية التسووية…التي آن اوانها اليوم.. في سياق ما هو مرسوم للملف السوري دوليا…..وبناء على ما تقدم..وبهذه بوصلتنا الثورية..ومن وجهة نظرنا..لا يمكن للثورة والثوار..ان يقبلوا..ما دون اسقاط هذا الائتلاف اطارا وشخوصا..والعمل وفق منهجية المحافظة على بو صلتنا الثورية .. واتباع الادوات والوسائل والاليات المنبثقة من ميدان الحراك الثوري العام. والحقيقي …. فيكون هذا الحراك سيد نفسه. ومالك قراره وينتج ما يراه هو مناسبا من ممثلين له بعيدا عن اي شكل من اشكال الوصاية النخبوية والفئوية…. وليشكلوا بذلك الهيئة الثورية البديلة …التي ستفرض نفسها ومشروعيتها وصدقيتها من خلال نضالاتها وحضورها الميداني …
ولتستمر في ادارة صراعاتها الثورية ومواجهة كافة التحديات المحتملة… وكل ذلك بعيدا..
عن اي شكل من اشكال الوصاية النخبوية او السياسية او الخارجية بأشكالها المتعددة….
ان منهجية العودة الى الميدان والحراك الثوري …. هي المنهجية الثورية الحقيقية التي تتماهى مع فكرة بوصلتنا الثورية والتي تعيد المعادلة السياسية الى اصحابها الشرعيين …..
والتي، من خلالها تنبثق كل الهيئات والاطر الثورية المختلفة اللازمة والضرورية لعملية النضال الثوري.. وبذلك.. فقط.. نستطيع القول.. ان الثورة تسير في مسارها الصحيح. سيدة نفسها. حرة بقرارها.. بعيدة. عن كل اشكال الوصايات.. وهذا هو بالضبط..
التعبير الحقيقي.. لممارسة المعادلة الصحيحة لمسالة السلطة السياسية.