“المجلس السوري للتغيير”.  كيان معارض جديد يهدف إلى مراجعة التجربة الثورية السياسية

فارس الرفاعي

أطلق عدد من ناشطي الثورة كياناً جديداً باسم “المجلس السوري للتغيير” بهدف مراجعة التجربة الثورية السياسية، للاستفادة من دروسها المُستخلصة، والمساهمة في إنضاجها، ومحاولة تأصيل الصبغة الوطنية للقضيّة السورية، واستعادة القرار الوطني السوري، -حسب ما جاء في بيان للمجلس- وهو تجمعٌ سياسي ينطلق من أرضية وطنية ثابتة، ويهدف إلى المساهمة في صنع عملية الانتقال السياسي من الاستبداد إلى الحرية، ويسعى إلى أن يكون مشاركاً أساسياً في بناء سوريا الجديدة من خلال ترسيخ مفاهيم التكامل والتنسيق والتعاون بين الجهود السورية المختلفة الرامية إلى ذلك.

وأشار المجلس في بيان تأسيسه الذي كتب بعدة لغات ومنها الإنكليزية والفرنسية والروسية والإسبانية الألمانية إلى تمسكه بالحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وإنجاز مهام العدالة الانتقالية المتوافقة مع الحالة السورية، والأخذ بأسباب الحوكمة الرشيدة، من تشاركيّةٍ وشفافيةٍ، والاحتفاء بالكفاءات، وتمكين الشباب، والسعي نحو التطويرِ الدائم المستمر.

ولفت البيان إلى أن “المجلس السوري للتغيير” ممثلاً بأعضائه منخرطون في قضاياهم الوطنية وفي معاناة السوريين على امتداد الوطن وفي مخيمات النزوح واللجوء وفي بلدان الشتات، وفي أقبية المعتقلات، ولا يدّخرون جهداً لتخفيف هذه المعاناة وصولاً إلى إنهائها.

وشدد المجلس الوليد على ضرورة مدّ جسور التواصل مع جميع القوى الوطنية السورية، للعمل على تغيير الوضع الراهن والانتقال إلى سوريا جديدة، دولة حقوق وحريّات، دولة مواطنة تحفظ كرامة الإنسان يسودها العدل ومبادئ الحكم الرشيد.

بدوره أشار عضو الأمانة العامة ورئيس لجنة الدراسات ورسم السياسات في المجلس السوري للتغيير المهندس “نصر أبو نبوت” في حديث لـ”زمان الوصل” إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد سنواتٍ طوالٍ من عمر الثورة السورية العظيمة، ومع بروز المسار السياسي كواحد من الخيارات الرئيسة لمواصلة التغيير.

وأردف أن “المجلس السوري للتغيير” الذي انطلق من حوران يعمل على توحيد الطاقات ودعمها استعداداً للمرحلة القادمة، ويسعى لاستعادة القرار الوطني السوري وصنع عملية الانتقال السياسي من الاستبداد إلى الحرية عن طريق التعاون والتكامل والتنسيق مع أصحاب الجهود السياسية والقوى المجتمعية، وبناء القدرات الفاعلة سياسياً لتحقيق مطالب السوريين المشروعة التي أطلقتها ثورة الكرامة.

وحول الرؤية المستقبلية للمجلس الوليد أوضح المصدر أن هذه الرؤية تمثلت في كونه مساهماً أساسياً في بناء التكامل والتنسيق والتعاون بين الجهود السورية العاملة على الانتقال السياسي، وجزءًا فاعلا في الحل السياسي السوري.

وحرص المجلس –حسب قوله- على أن تكون خطواته نحو تحقيق رؤيته السابقة من خلال تحويلها إلى أهداف محددة، وهي “صنع الجهود والمبادرات وتمكينها للحل السياسي السوري”.

و”بناء القدرات الفاعلة سياسياً وتمكينها في المجتمع السوري” و”السعي للتعبير عن مطالب حوران التي تعكس مطالب السوريين في بناء سوريا الجديدة الموحّدة” و”التشبيك والتكامل والتنسيق مع الجهود السياسية والقوى المجتمعية السورية لإيجاد حالة تنظيمية نحو الانتقال السياسي” و”الانفتاح على كافة الفئات المجتمعيّة و”التركيز خاصّة على الشباب، وإتاحة أوسع الفرص لمشاركتهم الفاعلة، وتمكينهم وتطوير قدراتهم”.

ونوّه محدثنا إلى أن “المجلس السوري للتغيير” سيركز من خلال عمله على الكفاءات الفاعلة في المجتمع السوري من الرجال والنساء من مختلف الشرائح العمرية، من خلال التطوير وبناء القدرات. والتحشيد والتوعية. والتشبيك والتكامل. وتصميم المبادرات والحلول السياسية.

واتخذ “المجلس السوري للتغيير” شعاراً له عبارة عن مربع ينقسم إلى قسمين الأول ذو نطاق أسود فيه سهم أخضر يصعد إلى الأعلى ويعبر عن الثورة والحرية، والقسم الأيسر ذو نطاق أبيض وفيه سهم أحمر يمثل النظام السوري الذي يهوي إلى الأسفل وفي منتصف المربع، ما يشير إلى التاريخ والثقافة والفن (الأرابيسك) والسيف الدمشقي الذي يرمز إلى عاصمة الأمويين.

المصدر: زمان الوصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى