تم إنتاج نوع جديد من القطرات العينية صنعت خصيصًا لعناصر المخابرات، تمنع أعينهم من الطرف كيلا تفوتهم أدنى حركة أو تصرف أو ايماءة يمكن أن تهدد أمن البلاد وسلامتها، صادف هذا الاكتشاف نجاحا باهرا وصلت اصداؤه إلى مسامع المواطنين العاديين ، فقام شاب جريء بالتسلل إلى أحد المخابر التي صنعت القطرة وسرق عددا كبيرا منها وباعها إلى التجار بأسعار مضاعفة، لكن ذلك لم يمنع من انتشارها بين مختلف طبقات المجتمع بسرعة هائلة بعد اكتشاف سرها، إذ شعر الأخ بأن الفرصة الذهبية تفتح له ذراعيها لمراقبة أخته مراقبة دائمة طوال فترة استيقاظه، ومعاقبتها إن هي وقعت في الخطيئة، وكذلك شعر الزوج والصديق العشيق والمدير والمعلم والضابط وشرطي المرور وصاحب المطعم والنادل والموظف والطالب، فنسي الناس ماهي طرفة العين خلال فترة قصيرة، واختفت الأخطاء اختفاء تاما، فأصبحت البلاد مضرب المثل في الرقي والتحضر على مستوى العالم أجمع بعدما أصبح جميع أفراد المجتمع مخبرين!