جدّدت قوات النظام السوري ليل الثلاثاء، خرق الهدنة في شمال غرب البلاد، تزامناً مع وصول مزيد من التعزيزات التركية إلى المنطقة، فيما هاجم مجهولون، يرجَّح أنهم من تنظيم “داعش” مواقع للنظام في ريف حماة (وسط).
وقال الناشط مصطفى محمد، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات النظام السوري جددت خرق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سورية، حيث قصفت مناطق في قرى وبلدات قوقفين وبينين وكنصفرة والروحية بجبل الزاوية جنوبي إدلب، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية.
في المقابل، قصفت فصائل المعارضة بالمدفعية والصواريخ مواقع لقوات النظام في محوري سراقب وكفرنبل، وذلك رداً على خرق النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع بين موسكو وأنقرة في الخامس من مارس/ آذار الماضي.
وقالت مصادر من “الجبهة الوطنية للتحرير”، إن الفصائل المسلحة قصفت مواقع لقوات النظام في قرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي.
وبحسب المصادر، فقد جاءت خروق قوات النظام تزامناً مع وصول رتل جديد للجيش التركي إلى نقاط المراقبة في إدلب، حيث وصل رتل يضم قرابة 40 آلية عسكرية، من بينها دبابات وشاحنات تنقل مواد بناء وعوارض إسمنتية توجهت إلى معسكر المسطومة جنوبيّ إدلب.
وأنشأت تركيا في شمال غرب سورية، أكثر من خمسين نقطة عسكرية لها، أكبرها في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، حيث عززتها القوات التركية مراراً بمجموعات من القوات الخاصة.
إلى ذلك، هاجم مجهولون يرجَّح أنهم تابعون لتنظيم “داعش” نقاطاً لقوات النظام السوري في منطقة الفاسدة وجبل التناهج ومنطقة توتيان شمال شرق ناحية سلمية في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن الهجوم ترافق مع هجوم ثانٍ على محور مدينة السخنة في ريف حمص الشمالي الشرقي المتاخم لريف حماة الشمالي الشرقي، انطلاقاً من ناحية الكوم على طريق تدمر دير الزور. ولم يتبين حجم الخسائر الناتجة من الهجوم.
وأضافت المصادر أن المهاجمين تراجعوا بعد شنّ الطيران الحربي الروسي عدة غارات استهدفت ناحية الكوم على طريق تدمر دير الزور، وفي جنوب ناحية الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي المتاخم لناحية السخنة.
وتنشط الخلايا التي يعتقد أنها لـ”داعش” في البادية السورية، وتتحرك في المنطقة بين دير الزور والرقة، وصولاً إلى ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حمص الشمالي الشرقي، وخصوصاً المناطق التي فيها حقول نفط مثل الرصافة والسخنة.
وتستغل الخلايا المهاجمة وعورة التضاريس في المنطقة، واتساع رقعتها، الأمر الذي يزيد من صعوبة ضبطها على قوات النظام وتمنح “داعش” فرصة التمويه والتخفي.
وفي السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري هاجمت خلايا تابعة لـ”داعش” مواقع لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له في بادية حمص وسط البلاد، وذلك بعد أسبوعين من إعلان روسيا عملية تمشيط في البادية السورية بريف دير الزور.
ويستهدف “داعش” بالدرجة الأولى أرتال ودوريات النظام المتحركة في البادية عبر الكمائن، وتُعدّ تلك الهجمات مصدراً رئيسياً من مصادر تمويل التنظيم حالياً، ويشنّ هجمات على المواقع الثابتة مثل حقول النفط والغاز.
المصدر: العربي الجديد