شنت القوات التركية قصفاً مدفعياً على مواقع لجيش النظام السوري في سراقب في الريف الشرقي لإدلب عقب قصف للنظام قرب إحدى نقاط مراقبتها العسكرية في المحافظة.
وواصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا ورفع درجة جاهزية فصائل المعارضة في المنطقة.
وقصفت المدفعية التركية المتمركزة في معسكر «طلائع البعث» في المسطومة، تمركزات النظام في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، تزامناً مع استمرار القصف الصاروخي من قوات النظام على مناطق في جبل الزاوية جنوب إدلب أمس.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام كانت قد قصفت محيط قرية الزيتونة شمال اللاذقية، على بعد كيلومتر واحد من نقطة تركية في المنطقة، فشنت القوات التركية القصف المضاد.
وأضافت المصادر أن فصائل المعارضة السورية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى إدلب في إطار استعدادها لمواجهة أي تحرك من النظام بدعم روسي نحو الشمال السوري، وتوجهت التعزيزات نحو مناطق الجبهات في ريف إدلب لحمايتها.
كما أعلن «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا الاستنفار تحسباً لأي حملة للنظام وروسيا على المنطقة. وتُجري القوات التركية وفصائل المعارضة السورية تدريبات مشتركة مكثفة لمواجهة أي خرق محتمل لاتفاق إدلب الموقّع بين تركيا وروسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي.
وواصل الجيش التركي الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية واللوجيستية نحو نقاطه في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، وتصاعد إرسال التعزيزات بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، ودخلت على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر 160 شاحنة تركية تحمل آليات عسكرية على 7 دفعات عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع ولاية هطاي الحدودية في جنوب تركيا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس (السبت)، إنه لن يقبل بـ«حدوث مأساة جديدة في إدلب»، مؤكداً استعداد بلاده «لإزالة مناطق الإرهاب المتبقية في سوريا»، ما عُد تلويحاً بعملية عسكرية جديدة. وأكد أن الوجود العسكري التركي «الفاعل» سيستمر ميدانياً «حتى يتحقق الاستقرار على حدود البلاد الجنوبية مع سوريا».
وصعَّد النظام السوري وداعموه، إضافةً إلى روسيا، في الأسابيع الأخيرة من الهجمات التي تستهدف «هيئة تحرير الشام» والجماعات المتشددة، على محاور في جنوب وشمال وغرب إدلب، ما تسبب في نزوح جديد باتجاه الحدود التركية.
وفي وقت سابق، قال إردوغان إن تركيا لا تزال ملتزمة بمذكرة التفاهم التي أبرمتها مع روسيا في 5 مارس الماضي في موسكو، بشأن وقف إطلاق النار في إدلب، إن «تركيا لا تزال ملتزمة بمذكرة التفاهم، لكنها في الوقت نفسه لن تتهاون حيال عدوان النظام… إذا واصل النظام انتهاكه للهدنة والشروط الأخرى للاتفاق، فإنه سيدفع ثمن ذلك خسائر فادحة جداً، كما أننا لن نتسامح مع منظمات الظلام التي تقوم بأعمال استفزازية من أجل إفشال وقف إطلاق النار في إدلب».
وشهدت الفترة الأخيرة حديثاً عن توتر بين أنقرة وموسكو بعد فشل الاجتماع العسكري التشاوري الذي عُقد بين الجانبين في العاصمة التركية لبحث ملف إدلب، بعدما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الاجتماع لم يكن مثمراً.
وقالت مصادر من الجانبين إنهما أخفقا في الاتفاق على النقاط المطروحة خلال الاجتماع.
وطلب الجانب الروسي من نظيره التركي تقليص عدد النقاط العسكرية التي تم نشرها في شمال غربي سوريا، أو تخفيض عدد القوات في النقاط، وسحب الأسلحة الثقيلة في النقاط الواقعة ضمن سيطرة النظام السوري، وتم رفض الطلب، كما تم رفض طلب أنقرة تسليم مدينتي منبج وتل رفعت لتركيا.
ومنذ الاجتماع الذي عُقد في الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، امتنع الجانب الروسي عن تسيير دوريات مشتركة مع الجانب التركي على طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4) تنفيذاً لبنود اتفاق موسكو.
وتقول موسكو إن أنقرة لم تلتزم تعهداتها بموجب الاتفاق الأخير وما سبقه، فيما يتعلق بالفصل بين المجموعات المتشددة وفصائل المعارضة السورية المعتدلة، وضمان أمن الدوريات المشتركة على طريق حلب – اللاذقية.
وصعَّدت تركيا في الأسابيع الأخيرة من إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب وسط تصعيد النظام وروسيا.
المصدر: الشرق الأوسط