المظاهرات لم تكن انفجارًا عفويًا

معقل زهور عدي

كل الدلائل تشير أن المظاهرات لم تكن انفجارا عفويا، بل كانت عملا مخططا بعناية، نداء غزال غزال لم يكن صيحة معزولة بل كان إشارة البدء بتنفيذ المخطط المرسوم في الخارج.
هناك الهدف النهائي وهناك استراتيجية الوصول إليه.
لنبدأ بكون أن المظاهرات كانت عملا مدروسا منظما تم إعداده والتعبئة له بسرية تامة.
لم يكن لتلك المظاهرات أية مقدمات، فجأة خرجت من كل مكان، غزال غزال ليس الشخصية الكارزمية التي تمتلك القدرة على تحريك تلك الحشود بإشارة منه، المجتمع العلوي ليس متدينا وليس لرجال الدين فيه تلك السلطة والسطوة خاصة خلال نصف القرن الماضي , إذن هناك خلف غزال غزال غرفة عمليات سياسية وربما عسكرية ملحقة بها أو جزء منها . هذه الغرفة تفضل أن تبقى في الظل وتدفع بغزال غزال كواجهة , هذا ليس غريبا وليس جديدا .
الهدف النهائي : فصل الساحل عن سورية وإقامة دويلة تماما كما هو مشروع الهجري وقسد .
الاستراتيجية : أولا : صناعة مظلومية علوية , شعب مضطهد معرض للإبادة من قبل متطرفين اسلاميين .
ثانيا : طلب التدخل الدولي . كائنا من كان وضمنا فالرهان على اسرائيل بالدرجة الأولى ( نموذج الهجري ) .
ثالثا : التشبيك مع قسد في الشرق والهجري في الجنوب وتنسيق التحركات السياسية والأمنية لإضعاف الدولة وتشتيت قواتها وجهدها , هكذا يمكن استنزاف الدولة وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار لا عطاء الغرب الانطباع أن الحكومة الحالية غير قادرة على فرض الاستقرار في البلاد ” أنتم تدعمون الشرع من أجل استقرار سورية ونحن سوف نقنعكم أنه غير قادر على تحقيق ذلك الاستقرار ”
رابعا : بعد أن تنضج الظروف المؤاتية ويصاب المجتمع الدولي بالخيبة ويبدأ بالتفكير بالبديل يمكن توجيه الضربة القاصمة :
إما بعمل عسكري مفاجىء منسق بين القوى الانفصالية الثلاث يستهدف دمشق .
أو بإعلان مشروع اتحاد فدراليات الساحل والجنوب والشرق وتخلي قسد نهائيا عن أي اتفاق مع دمشق .
قسد من جهتها جاهزة لماسبق وكذلك السويداء ويبقى الساحل الذي هو الآن موضوع التحضير بدءا بالمظاهرات السلمية ثم العصيان والانتقال نحو حرب تشبه حرب العصابات مع حملات دعاية واسعة .
لم تكن الشعارات المدروسة جيدا في المظاهرات أهدافا مطلبية سوى بالقدر الكافي للتمويه , الشعارات الحقيقية كانت تلك التي تنادي بالفدرالية أولا , وبالهوية العلوية بديلا عن الهوية السورية , ” واحد واحد واحد .. الشعب العلوي واحد ” ” يا علي ” , لم يرتفع خلال المظاهرات علم سورية ولو مرة واحدة أليس ذلك يستدعي التوقف عنده ؟
باختصار ما شهدناه أمس ليس انفجارا شعبيا , وليس استجابة لنداء غزال غزال , بل هو بداية تنفيذ مخطط فصل الساحل عن سورية وتشكيل دولة علوية , إنه مجرد رأس جبل الجليد.
أما إن كان مهيأ له تحقيق هدفه أم لا فذلك حديث آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى