بوتين مقابل الرئيس أحمد الشرع

معقل زهور عدي

باحترام ومهابة ظاهرين جلس بوتين مقابل الرئيس أحمد الشرع، بوتين ذكي بما يكفي ليدرك أنه أمام رئيس لا يشبه بشار الأسد في شيء، وأن عليه تغيير طريقة تعامله مع الدولة السورية الجديدة ورئيسها الشاب القوي ورجل الدولة.

الشرع افتتح حديثه مازحا ملمحا إلى طول المسار والأدراج ما بين مدخل القصر الرئاسي وقاعة استقبال بوتين.

مزاحه لم يكن بدون مغزى، قال: الطريق داخل القصر والسلالم طويلة لكني لحسن الحظ أمارس الرياضة فلم أتعب.

مزاحه أظهر أنه لم يشعر بالرهبة التي يحرص بوتين على أن يصل زائره للشعور بها قبل لقائه، قال ذلك الشرع مبتسما وتابع حديثه الذي كان يصغي اليه بوتين باهتمام واحترام ظاهرين.

لم يقف عند الماضي ولا عند بشار الأسد بل عند فتح صفحة جديدة في العلاقة مع روسيا معبرا عن فهمه العميق لكون المصلحة السورية تقتضي علاقة طبيعية ومتوازنة مع روسيا , بل ونوه بالعلاقة التاريخية السورية – الروسية ملمحا للرغبة في استمرار تلك العلاقة وليس قطعها .

في المقابل كان كلام بوتين كله ايجابيا ومنصبا على توضيح موقف جديد لروسيا تجاه سورية , موقف اختار الاعتراف بالعهد الجديد وبناء العلاقة معه على أساس من الاحترام والمصالح المتبادلة وخصوصا التأكيد على احترام وحدة وسيادة الدولة السورية ورغبة روسيا وقدرتها على مساعدة الدولة السورية .

زيارة بغاية الأهمية في انعكاساتها الخارجية والداخلية .

* قسد فقدت الأمل في مصدر دعم محتمل كبديل عن الولايات المتحدة .

* فلول الأسد فهموا اليوم أن رصاصة الرحمة قد أطلقت على أي حلم بالاستناد لروسيا في سيناريوهاتهم الحالمة بتحرك في الساحل .

* تيار الهجري ازداد شعورا بالعزلة وبأنه بمواجهة دولة سورية معترف بها عالميا وأن سرديته عن الحكم الداعشي الارهابي ال….أصبحت عتيقة جدا ومهترئة جدا إلى حد السخرية .

أخيرا بخلاف الولايات المتحدة فقد امتدح بوتين الانتخابات الأخيرة ( الانتخابات التي هي محل انتقاد التيار الوطني الديمقراطي السوري )

بما يشير لادارة ظهره لأية معارضة سورية .

بوتين قرر دعم الدولة السورية الجديدة طالما أن قيادة تلك الدولة تتفهم المصالح الروسية وطالما أن من الممكن الثقة بها كما أثبتت تجربة الشهور العشرة من العلاقات العلنية والسرية معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى