
بعد مائة سنة على بداية الحركة الشيوعية في سورية تزداد التساؤلات عن أصول نشأتها، وظروف تأسيسها، وبنيتها الداخلية، وتطورها في سياق علاقتها مع الاتحاد السوفياتي، وأسباب قصور وعيها بالقضايا العربية الرئيسية، وخاصة منها بناء الدولة الوطنية الحديثة، وقضيتي فلسطين والوحدة العربية.
إنّ تجربة الحزب الشيوعي السوري تشكّل جزءاً هاماً من تاريخ الحركة الشيوعية في العالم العربي، فالحزب هو من أقدم الأحزاب السورية في القرن العشرين، وأكثر الأحزاب الشيوعية ديمومة واستمراراً في تنظيماته وقياداته. كانت له الزعامة السياسية والأيديولوجية، وربما التنظيمية في حدود معينة، على الحركات والأحزاب الشيوعية في المشرق العربي.
لقد نشأ الحزب الشيوعي السوري- اللبناني في صفوف الأقليات القومية والدينية (أكراد، أرمن، شركس، يهود، مسيحيين)، وقد جرت محاولات لفصل الحزبين لكنها بقيت نظرية، وفي الواقع لم ينفصل الحزبان – عملياً – حتى سنة 1964، حيث أعلن الشيوعيون اللبنانيون، من طرف واحد، الانفصال النهائي، دون رجعة. ومنذ ذلك الوقت ” لم يتوقف الشيوعيون اللبنانيون، من خلال مؤتمراتهم وتصريحات قادتهم وكتب الذكريات الصادرة عن بعضهم، عن توجيه الانتقاد الحادِّ إلى قيادة الحزب الشيوعي في سورية ولبنان، حتى عام 1964، أو على الأصح إلى من يمثل هذه القيادة، ويقصدون به خالد بكداش، بالذات “[1].
لقد عقد الحزب مؤتمره الأول عام1932، ومؤتمره الثاني في نهاية1943 وبداية1944، والمؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري في عام1969، حيث كان آخر مؤتمر موحَّد للحزب. إذ وُجدت ثلاثة أحزاب منبثقة عنه: الحزب الشيوعي السوري (خالد بكداش)، الحزب الشيوعي السوري/المكتب السياسي (رياض الترك)، الحزب الشيوعي السوري الموحد (يوسف فيصل). وتشير المعطيات إلى أنّ الأزمات والانشقاقات في الحزب كانت تقترن، بشكل عام، مع التحوّلات داخل السلطة الحاكمة في سورية، أو مع تحوّلات كبرى في الوضعين العربي والدولي. فقد تسبّب الموقف من قرار تقسيم فلسطين عام 1947 في أزمة أدت إلى تجميد وطرد العديد من قيادات وكوادر الحزب (فرج الله الحلو، رشاد عيسى، نجاة قصاب حسن، رفيق خوري، قدري قلعجي، مير مسعد، هاشم الأمين، محمد الأمين، قره بت بتشريان، إملي فارس إبراهيم). وفي الخمسينيات ترك الحزب العديد من الكوادر (الياس مرقص، ياسين الحافظ، ميشيل كيلو …)، بسبب توجهاته الستالينية. وفي فترة قيام الوحدة المصرية – السورية (1958 – 1961) أعلن العديد من مثقفي الحزب انسحابهم وإدانتهم للقيادة بسبب مواقفها من الوحدة: الأديب السوري المشهور سعيد حورانية، ورئيس رابطة الكتّاب العرب آنذاك الياس الديراني … الخ[2] .
أمّا الأزمتان الأخيرتان فقد أديتا إلى انشقاق عمودي في الحزب: الأولـى، في أوائل السبعينات بقيادة رياض الترك. والثانية، في أواسط الثمانينات بقيادة يوسف فيصل.
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس والانطلاق (1924-1947)
إنّ نشوء الحركة الشيوعية في سورية ولبنان كان ثمرة لنشاط موفدي الأممية الشيوعية الثالثة ” الكومنترن “، فقد خطت الحركة خطواتها الأولى في عشرينيات القرن الماضي، حين التقت حركة المثقفين الماركسيين وحركة الشبيبة الأرمنية ” سبارتاك ” مع الحركة العمالية التي اتخذت اتجاهاً نقابياً تقدمياً. وقد ساعد على هذا اللقاء أنّ القسم الشرقي في ” الكومنترن ” أخذ يولي اهتماماً جدياً لمسألة وجود حزب شيوعي في سورية ولبنان، بعد أن تأسس حزبان شيوعيان في كل من مصر وفلسطين. ففي شهر تشرين الأول/أكتوبر 1924 كتب يوسف إبراهيم يزبك مقالاً تحت عنوان ” مات أناتول فرانس “[3]، واتضح من المقال أنّ يزبك لا يغفل الجانب الاجتماعي لدى المناضل الفرنسي، فاسترعى المقال اهتمام القادة الشيوعيين في فلسطين، فقــــرروا إرسال جوزف بيرغر[4] إلى بيروت للاتصال بيوسف إبراهيم يزبك وفؤاد الشمالي[5]، وتم عقد اجتماع تأسيسي موسّـــع في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1924 حضره نحو عشرين شخصاً، وأعقبه اجتماع ثانٍ في بكفيا/لبنان، ونتج عن هذين الاجتماعين تأسيس ” حزب الشعب اللبناني “، الواجهة العلنية للحزب الشيوعي[6].
نظم الحزب احتفالاً بعيد العمال في أول أيار/مايو 1925، نتج عنه اللقاء مع مجموعة ” سبارتاك ” الأرمنية (كانت تضم حوالي40 عضواً في بيروت وزحلة وحلب)، وفي مقدمتها أرتين مادويان[7]. وتم توحيد المنظمات الشيوعية العربية والأرمنية في لبنان وسورية في منظمة واحدة، وتشكلت اللجنة المركزية من: فؤاد الشمالي، يوسف ابراهيم يزبك، إيلي تيبر، هيكازون بوياجيان، أرتين مادويان، واتخذت اسم ” اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سورية ولبنان “. وفي 15 أيار/مايو صدرت جريدة باسم الحزب ” الإنسانية “[8] – تيمناً بـ” اللومانيته “صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي.
أعاد الحزب تنظيم صفوفه في أواخر العام1925، فقد عُقد المجلس الوطنـي الأول في 9 كانون الأول/ديسمبر، وحضره خمسة عشر مندوباً عن منظمات الحزب في: بيروت، بكفيا، زحلة، حلب، انطاكية، اسكندرون، دمشق، الجزيرة[9].
وبسبب تأييد الحزب للثورة السورية اعتقلت سلطات الانتداب الفرنسي قيادته بين سنتي 1926 – 1928. وبعد عودة قادة الحزب من السجن والمنافي، أُعيد تنظيم الصفوف، وتشكلت لجنة مركزية من: فؤاد الشمالي، أرتين مادويان، فريد طعمة، نسيم الشمالي، هيكازون بوياجيان[10]. وبعدما عاد فؤاد الشمالي من المؤتمر السادس للأممية الشيوعية، عقدت اللجنة المركزية اجتماعاً، تقرر فيه تغيير اسم الحزب من” حزب الشعب اللبناني ” إلى” الحزب الشيوعي السوري- فرع الانترناسيونال الشيوعي “.
في نيسان/أبريل 1930، انعقد المجلس الوطني الثاني للحزب، وحضر الاجتماع (36) مندوباً من منظمات الحزب المنتشرة في سورية ولبنان. وكلف المجلس اللجنة المركزية بصياغة بيان عام برنامجي مفصل حول أهداف الحزب وغايته القصوى، وموقفه من مختلف القضايا التي تجابهها البلاد، وشعارات الحزب وسياسته المرحلية في مختلف الميادين. وفي صباح يوم 7 تموز/يوليو 1930 وزّع الحزب بياناً، تميّز بهجومه العنيف على مساومات البورجوازية الوطنية، ومما جاء في آخر البيان ” فلتحي حكومة العمال والفلاحين، فليحي الاستقلال التام والوحدة السورية، فليحي مؤتمر البلاد العربية ضد الاستعمار، فلتحيا عصبة مقاومة الاستعمار، فليحي الأنترناسيونال الشيوعي، فليحي الحزب الشيوعي السوري”. وبالفعل جاءت الوثيقة البرنامجية الصادرة في تموز/يوليو 1931 تحت عنوان ” لماذا يناضل الحزب الشيوعي السوري ” لتعلن أنّ الحزب يعمل من أجل ” إيجاد جبهة متحدة بين جميع البلدان العربية للنضال والتضامن المشترك ضد الاستعمار “، وكذلك” إيجاد حلف بين العمال والفلاحين في البلاد العربية “[11]. وبتأثير التكتيك المُقرّر في المؤتمر السادس للأممية الشيوعية ” الكومنترن “، أصدر الحزبان الشيوعيان السوري والفلسطيني وثيقة في أواخر العام1931 تحت عنوان ” مهمات الشيوعيين في الحركة القومية العربية “[12]، تعتبر من أهم الوثائق الشيوعية في تلك الفترة. إذ اعتبرت الوثيقة ” أنّ إحدى المهمات الجوهرية في نضال التحرر الثوري ضد الإمبريالية على أرض الشرق الأدنى الواسعة، هي حل المسألة القومية العربية. وأنّ جوهر القضية العربية القومية يكمن في أنّ الإمبريالين قد مزّقوا الجسد العربي الحي للشعوب العربية، وأبقوا البلاد العربية في حالة من التجزؤ الإقطاعي، وحرموا كلا منها من مقوّمات التقدم الاقتصادي والسياسي المستقل، وجمّدوا التوحيد القومي السياسي للبلاد العربية “.
وفي ربيع العام 1934 أعد الحزب لمؤتمر وطني – ثقافي في زحلة بلبنان، جمع فيه بعض المثقفين العرب المهتمين بالقضايا القومية، والمناهضين للاستعمار والفاشية[13]. وتركزت المناقشات خلال المؤتمر حول موضوع الوحدة العربية، وحول أشكال هذه الوحدة. واتخذ المؤتمر قراراً بإصدار مجلة تنطق باسم المثقفين الوطنيين – الديمقراطيين، تكون أداة لتقريب مفهوم الوحدة العربية من الرأي العام العربي[14].
واختُتم بيان المؤتمر بالقول ” إنّ خلاصنا قد لا يأتي دفعة واحدة، وهذا لا يغيّر شيئاً من هدفنا الذي نرمي إليه، فكلما تحرر قسم منّا يساعد القسم الآخر على التحرر إلى أن يأتي يوم نسير فيه معاً إلى الأمام… إذا أردنا أن نتحرر فيجب أن نجعل من ضعفنا قوة بالاتحاد، وأن نستغل تناقضات الاستعمار نفسه، وأن نستعين بالقوى التي تقاوم كل أنواع الاستعمار”[15].
وفي الاجتماع الموسع الرابع للجنة المركزية للحزب في أواسط سنة 1932 (اعتُبر المؤتمر الأول للحزب) أصبح خالد بكداش[16] عضواً في اللجنة المركزية للحزب. وحوالي عام 1934ظهر مناضلون جدد، حلّوا محل الفرق القديمة، منهم: رفيق رضا، نقولا شاوي، يوسف خطار الحلو، فرج الله الحلو، رشاد عيسى، أحمد زكي الأفيوني، نسيب الجندي. ومن أهم الأعلام الثقافية: الدكتور كامل عيّاد، الشاعر قبلان مكرزل، المهندس إحسان الجابري، رئيف خوري، فؤاد قازان، عبد الرزاق الصافي، عز الدين ساطع، سليم خياطة …
وبسبب الحياة السرية التي كان يعيشها، فقد أصدر الحزب جريدة سرية ” نضال الشعب “[17]. وعندما عُقد المؤتمر السابع للأممية الشيوعية في عام 1935، انتدب الحزب: يوسف خطار الحلو وهيكازون بوياجيان، ممثلَين له في المؤتمر، وانضم إليهما في موسكو خالد بكداش. وبعد المؤتمر سمحت حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية بالنشاط العلني للحزب، وبنشر الصحف، وبتكوين تنظيمات جماهيرية. وفي هذه الفترة أصبحت باريس قاسماً مشتركاً بين الحزب ومركز الأممية الشيوعية في موسكو بجميع الرسائل والمراسلات الصحافية، وتم ذلك بـ ” مساعدة الحزب الشيوعي الفرنسي الذي وفّر جميع الأسباب التي تؤمّن حسن سير العلاقات والمواصلات بيننا “[18].
بعد وصول خالد بكداش من موسكو في أوائل سنة1937، عقد الحزب مجلسه الوطني الثالث بدمشق في شهر شباط/فبراير، قدم فيه فرج الله الحلو تقريراً تنظيمياً[19]، وقدّم خالد بكداش تقريراً سياسياً، وتقرر إصدار صحيفة علنية. وفي نهاية الاجتماع تشكلت سكريتارية جديدة من: فرج الله الحلو، ونقولا الشاوي، وأرتين مادويان، ورشاد عيسى، كما تم انتخاب خالد بكداش أميناً عاماً للحزب، طبقاً لتعليمات واقتراحات الأممية الشيوعية، وبذلك أصبح التوجيه بيد بكداش ومعاونيه، مع خروج المناضلين من الجيل الأول[20]. في 3 أيار/مايو 1937 حصل الحزب على رخصة إصدار جريدة ” صوت الشعب “[21].
وقد ضم الحزب في صفوفه، خلال الفترة من 1936-1939، قرابة الثلاثة آلاف عضو، وكان حوله أكثر من خمسين ألف صديق[22]. وعندما أصدرت” المفوضية الفرنسية ” الموالية للنازية قراراً بحل جميع الأحزاب في سورية ولبنان، رفض الحزب الشيوعي حلَّ نفسه، وكان هذا إيذاناً بحملة اعتقالات واسعة شملت معظم قيادات الحزب وكادراته، وقد بلغ عدد المعتقلين الشيوعيين في سورية ولبنان حوالي المئتين. أما خالد بكداش، الأمين العام للحزب، فقد تمكن من الاختفاء ومتابعة تحرير جريدة ” نضال الشعب ” السرية في دمشق.
تغيّرَ الوضع، بالنسبة للحزب الشيوعي السوري، بعد دخول القوات الفرنسية والانكليزية إلى لبنان وسورية في شهر حزيران/يونيو 1941، وخاصة بعد الدور الأساسي الذي لعبه الجيش الأحمر السوفياتي، وبروز الاتحاد السوفياتي كإحدى القوى العالمية الرئيسية المعنية بمحاربة الخطرين النازي والفاشي، ففي شهر آب/أغسطس تمَّ الإفراج عن جميع الشيوعيين، وعُقد اجتماع موسع لكادر الحزب، وتشكلت سكرتارية اللجنة المركزية من: خالد بكداش، فرج الله الحلو، رشاد عيسى، نقولا شاوي.
لقد كانت أواخر سنة1941هي بداية الانطلاقة الكبرى للحزب على أكثر من صعيد، فعلى الصعيد التنظيمي عُقد المجلس الوطني الرابع للحزب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أما على الصعيدين الثقافي والسياسي، فقد عادت صحيفة الحزب ” صوت الشعب ” إلى الصدور يومية منذ مطلع سنة1942. وفي المجال الثقافي، يعتبر صدور مجلة ” الطريق “، في نهاية عام1941، من الأحداث الثقافية الهامة في تلك الفترة[23].
وعلى الصعيد التنظيمي، كان الحدث الأبرز هو انعقاد المؤتمر الوطني الأول للحزب في بيروت، خلال أيام 31 كانون الأول/ديسمبر 1943 و1-2 كانون الثاني/يناير 1944، وضع فيه الميثاق الوطني للحزب، ونظامه الداخلي الجديد. وكانت أبرز قرارات المؤتمر: المصادقة على قرار اللجنة المركزية الصادر في يوم27 أيار/ مايو1943 بالموافقة على ” حل الأممية الشيوعية كمركز قيادي لحركة العمال الأممية، بجعل فروع الأممية في حِلٍّ من الواجبات التي تقتضيها قوانين الأممية الشيوعية “. كما وافق المؤتمر على تقرير اللجنة المركزية الذي قدمه الأمين العام للحزب عن نشاطها وعن سياسة الحزب، وعن ميثاقه الوطني. ووافق المؤتمر على التقرير الذي قدمه فرج الله الحلو عن شؤون الحزب التنظيمية، والتعديلات المقترح إدخالها على نظامه الداخلي. وانتخب المؤتمر لجنة مركزية من أعضائها: خالد بكداش، فرج الله الحلو، نقـــــولا شاوي، رشـاد عيسى، مصطفى العريس، مير مسعد، عبد القادر اسماعيل. وانتخب أعضاء اللجنة المركزية خالداً رئيساً للحزب الشيوعي السوري وفرج الله الحلو رئيساً للحزب الشيوعي اللبناني. كما انتخبت اللجنة المركزية المكتب السياسي من: خالد بكداش، فرج الله الحلو، نقولا شاوي، رشاد عيسى، مصطفى العريس، يوسف خطار الحلو، عبد القادر اسماعيل[24].
وهكذا، فإنّ الحزب، بعد أن ركّز تنظيمه ووسّع من مجال تأثيره، من خلال الاطّلاع على مصادر فترة الانطلاق، أنّ الحزب كان جماهيرياً – إلى حدٍّ بعيد – وقد بلغ ذروة قوته في العام1947، وبالرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة إلا أنه ” يمكن تقدير عدد أعضاء الحزب بعشرة آلاف في لبنان وعشرة آلاف في سورية “[25].
ولكنّ غياب الديمقراطية عن الحياة الداخلية للحزب، والاعتماد على التعيين في كل الهيئات القيادية، حيث سيطرت النزعة الفردية لخالد بكداش على مجمل عمل الحزب، ومن أبرز مظاهر ذلك تعيين أعضاء في اللجنة المركزية وفصل أعضاء آخرين بشكل تعسّفي، ترك آثاره السلبية على المراحل اللاحقة من تاريخ الحزب.
[1] زياد الملّا، صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوري (1924-1954)، (دمشق، دار الأهالي، 1994)، الطبعة الأولى، ص 171.
[2] رسلان شرف الدين، خمسون عاماً على الشيوعيين في الشرق الأوسط (1924-1974) مثال” الحزب الشيوعي السوري “/مساهمة في علم الاجتماع السياسي للبلاد العربية (تونس، دار البراق، 1988 الطبعة الأولى)، ص ص164-166.
[3] يوسف إبراهيم يزبك، (مات أناتول فرانس) – عن صحيفة: المعرض – بيروت، 19 تشرين الأول/أكتوبر 1924 – نقلاً عن: جاك كولان، الحركة النقابية في لبنان (1919-1946)، تعريب: هادي نبيل (بيروت، دار الفارابي، 1974 الطبعة الأولى)، ص 114.
[4] من أصل بولوني، واسمه الحقيقي ” برزيلاي ” وهو عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في فلسطين، ومراسل لمجلة ” المراسلات الأممية ” الناطقة باسم ” الكومنترن “.
[5] عامل تبغ، ولد في عام 1894 في بلدة سهيلة، منطقة كسروان/لبنان، واستقر به المقام في مصر، حيث انتمى سنة1916 إلى الحركة النقابية المصرية، وعندما تأسس الحزب الشيوعي المصري كان من أعضائه. وفي لبنان أسس نقابة عمال التبغ في بكفيا، وكان من مؤسسي ” حزب الشعب اللبناني “، ومن بين الذين اعتقلتهم سلطات الانتداب الفرنسي بعد قيام الثورة السورية عام 1925. وفي عام 1928 حضر المؤتمر السادس للأممية الشيوعية ” الكومنترن ” في موسكو، حيث تقرر إبدال اسم الحزب إلى ” الحزب الشيوعي السوري- فرع الانترناسيونال “.
[6] جاك كولان، الحركة النقابية…، المرجع السابق، ص 117.
[7] ولد في نيسان/أبريل 1904 في مدينة ” أضنة ” التركية، وأثناء دراسته في استنبول انتسب إلى منظمة الطلبة الاشتراكيين- الديمقراطيين الأرمن ” الهشناق ” التي كانت قد أُنشئت بجنيف في العام1887، وقامت صلات بينه وبين بيديك طوروسيان الذي أصبح – فيما بعد – أحد قادة الحزب الشيوعي الأرمني.
[8] حُرِّر من ” الإنسانية ” خمسة أعداد فقط، ثم عطلتها سلطات الانتداب الفرنسي في 17 حزيران/يونيو 1925.
[9] محمد دكروب، جذور السنديانة الحمراء/حكاية نشوء الحزب الشيوعي اللبناني (1924-1931)، (بيروت، دار الفارابي، 1974)، الطبعة الأولى ص373-374.
10محمد دكروب، جذور السنديانة…، المرجع السابق، ص 397.
[11] ضاهر العكاري، الصحافة الثورية في لبنان (1925-1975)، (بيروت، دار الفارابي، 1975)، الطبعة الأولى ص 35.
[12] نُشرت في كتاب: محمد دكروب: جذور السنديانة…، المرجع السابق، ص ص531-544. وقد أخذها عن: ” المراسلات الأممية ” التي كانت تصدرها الأممية الشيوعية في موسكو بعدة لغات، العدد رقم (1)، كانون الثاني/يناير1933.
[13] من الشخصيات التي حضرت المؤتمر: ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار، كامل عيّاد، جميل صليبا وسواهم من سورية. وسليم خياطة، مصطفى العريس، يوسف خطّار الحلو، الياس القرعوني من لبنان.
[14] صدرت مجلة ” الطليعة ” تنفيذاً لمقررات مؤتمر زحلة في العام 1935 نصف شهرية بدمشق. وتولى إدارتها: فؤاد الشايب، وكامل عيّاد، وناصر الدين حدّة. وفي أواسط العام 1937 تولى إدارتها: رجا حوراني، وكانت إذ ذاك قد انتقلت إدارتها إلى بيروت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1937 عادت إلى دمشق، وبقيت تصدر شهرياً حتى أيلول/سبتمبر 1939.
[15] زياد الملاّ، صفحات من تاريخ …، المرجع السابق، ص 66.
[16] خالد بكداش (1912 – 1995)، في عام 1933 حصل على عضوية تامة في الأممية الشيوعية الثالثة، وعلى الاسم الحركي الرفيق رمزي، وسافر إلى موسكو سرّاً عن طريق باريس، ومكث هناك حتى عام 1936، حيث عُيّن أميناً عاماً للحزب. وكان في الحزب شبه مقدس، إذ كانت الأهزوجة شبه الرسمية تصفه هكذا ” خالد يهدي خطانا، في طريق الخالدين! “.
[17] أصدرها الحزب في النصف الثاني من عام1934، وفي عام1940 انتقل مكان صدورها إلى دمشق.
[18] يوسف خطّار الحلو، (نحن والحزب الشيوعي الفرنسي)، صحيفة ” النداء الاسبوعي ” – بيروت، 18 كانون الثاني/يناير 1981.
[19] نُشر بكتيب عنوانه: الحزب الشيوعي قوّته في تنظيمه الديمقراطي، حيث رأى أنّ الظروف ملائمة للتوسع في تنظيم الحزب.
[20] يوسف خطّار الحلو: من نافذتي/ذكريات متفرقة ومتنوعة تعكس لوحات من حياته ونضاله، (بيروت، دار الفارابي، 1978)، الطبعة الأولى ص 20-21.
[21] صدر العدد الأول في 15 أيار/مايو 1937، وبدأت أسبوعية ثم تحولت إلى يومية في شهر أيلول/سبتمبر من العام نفسه، وبقيت إلى عام1947 حيث أقفلتها السلطات اللبنانية.
[22] الملاّ، زياد: صفحات من تاريخ…، المرجع السابق، ص 122.
[23] صدر العدد الأول من ” الطريق ” يوم20 كانون الأول/ديسمبر1941، تحت شعار” وطن حر وشعب سعيد، في سبيل الحرية والخبز “، وكانت هيئة التحرير مكوّنة من: عمر فاخوري، أنطون ثابت، يوسف يزبك، رئيف خوري، وكان رئيس التحرير قدري قلعجي.
[24] استقينا المعلومات المتعلقة بالمؤتمر من العدد الخاص (619)، الذي أصدرته ” صوت الشعب ” يوم 7 كانون الثاني/يناير1944. كان عدد أعضاء المؤتمر (190) مندوباً من (50) منظمة حزبية منتشرة في البلاد السورية واللبنانية، يمثلون سبعة آلاف شيوعي.
[25] الياس مرقص: تاريخ الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي، (بيروت، دار الطليعة، 1964)، الطبعة الأولى، ص 59.