مازال الغضب من جانب المواطنين محتدم في قرية أبو الفضل في منطقة كيناشهر بالأحواز المحتلة، والتي تحولت إلى مواجهات كبيرة واشتباكات وصلت إلى إطلاق الحرس الثوري الرصاص الحي على المواطنين المحتجين على نزع ملكية أراضي القرية، لتشريد ما يقرب من 300 عائلة.
ويقود الاستيلاء على القرية مؤسسة المستضعفين والتي سبق وأن استغلها المرشد الإيراني ليضمه إلى قائمة مؤسسات بعد السطو عليها وحبس رئيسها.
وهو النهج الذي تنفذه قوات الملالي لتهجير سكان القرية، وتصاعدت المواجهات في الأيام والساعات الأخيرة لإصابة العشرات من المواطنين بينهم أطفال إلى جانب اعتقال العشرات من المواطنين.
الاستيلاء على الأراضي
وخلال السنوات الماضية كانت الأرض التي بنيت عليها القرية قليلة القيمة، لكن مع توسع مدينة الأحواز وارتفاع أسعار الأراضي، بدأت أسعار تلك المنطقة في الارتفاع، وهو ما أثار حسد النظام الإيراني الذي سعى إلى الاستيلاء على الأراضي، ليقود مؤسسة المستضعفين، التابعة للمرشد الإيراني، علي خامنئي إلى مطالبة السكان إلى إخلاء أراضي القرية، على الرغم من أن سكان القرية يعيشون فيها منذ 4 عقود.
ويمتلك المواطنين في القرية وثائق تنسف مزاعم مؤسسة المستضعفين بامتلاك القرية، التي تبلغ مساحتها الإجمالي 25 هكتاراً، في الوثائق، التي تعود إلى الفترة ما بين 1985-1991، ضمن مشروع سلمان.
وكانت القرية مهيئة إلى التطوير لزراعة القمح والشعير والخضروات والمحاصيل الصيفية، قبل أن يسطو النظام الإيراني على مياة القرية ضمن مسلسل تجريف الأراضي وتبويرها، عبر هدم القناة القرعية لبناء لدة زردشت.
إدانة المعارضة الإيرانية
وهو ما دفع مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، إلى التنديد بالاعتداء الإجرامي الغاشم من قبل القوات الأمنية على المواطنين، مثنية على دورهم في التصدي دون سلاح للقوات القمعية، في الوقت الذي دعت فيه كذلك إلى المواطنين لمناصرة أهالي القرية اللذين لا ذنب لهم سوى الدفاع عن حياتهم ومنازلهم ضد الملالي المحتلين ومؤسسة النهب والسلب المسماة (مؤسسة المستضعفين).
وأكدت أن جميع رؤوس أموال وأصول هذه المؤسسة ملك للشعب الإيراني ويجب إعادتها إلى الشعب.
في السياق ذاته أدان صلاح أبو شريف الأحوازي، الأمين العام لـ الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية، مصادرة الأراضي والقرى الأحوازية من قبل النظام الإيراني، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ (صوت الدار) أنه لا يعد عملًا جديدًا من قبل الاحتلال الفارسي بل عمره يساوي عمر الاحتلال الايراني حيث إسقاط الدولة الأحوازية ومصادرة كل الوطن وضمه بقوة السلاح للدولة الإيرانية في مخالفة صارخة لكل الأعراف والقوانين الدولية.
تطهير عرقي
وأضاف الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، أنه رافق الاحتلال الايراني سياسة تطهير عرقي ممنهجة بدأت بإبطال كل الأسانيد والوثائق التي يملكها الاحوازيين منذ الشيخ خزعل اخر أمراء الأحواز والذي أسر على يد قوات الاحتلال الايراني، ومن ثم استشهد في سجون عام ١٩٣٦، ليتبعه إعلان إيران مصادرة كل الأملاك والأراضي التابعة للدولة الأحوازية التابعة من أجل تهجير الأحواز.
وأضاف الأمين العام للجبهة الديمقراطية الأحوازية أن النظام الإيراني عمد إلى تصعيد وتيرة مصادرة الأراضي وتهديم القرى بعد مجيء نظام الملالي الإرهابي في إيران و تشديد سياساتها الإرهابية، حيث صودرت مئات الآلف من الدونمات وهدمت أكثر من ١٥٠ قرية على ضفاف كارون و الكرخة و الدز لمشروع قصب السكر وهو مشروع استيطاني لتوطين الفرس في الأحواز وبنيت مدن بأكملها فارسية على أرض الأحواز.
واستطرد الأمين العام للجبهة الأحوازية، أن سعى مؤسسات المرشد الإيراني إلى الاستيلاء على أراضي الأحواز، تهدف في المقام الأول إلى تحقيق غاية الاستيطان، وهو المخطط الذي يتم في قرية أبو الفضل وهي حي من أحياء العاصمة الأحواز وقرية عربية خالصة بنيت على آرض عربية وسكانها جميعهم من ملاكين الأرض والقصد من تهديمها إخلاء القرية من سكانها.
وأضاف الأمين العام للجبهة الأحوازية، أن مؤسسة المستضعفين، هي إحدى أدوات تمرير سياسات إيران الإرهابية في المنطقة حيث لها فروع في سوريا والعراق ودول أفريقيا وحتى جمهورية أذربيجان وغيرها لكسب الأنصار والعملاء والمرتزقة للدولة الإيرانية بزعم أعمالها ومشاريعها الخيرية والاقتصادية.
المصدر: صوت الدار