أهمية العراق وتأثيره بالشأن السوري

عصام البو هلالة

تبنى العلاقات بين الدول على أسس المصالح المشتركة خدمة لشعوبها ، وتتعزز بعقد الاتفاقيات والمواثيق والتواصل فيما بينهما مهما إختلفت أنظمة الحكم ، هذا شأن الحكومات الوطنية التي تتمتع باستقرار سياسي وسيادي ، ولديها الحكمة والتعقل في إدارة البلاد .

إن ما يحصل في سورية هو تحول سياسي كامل ، وانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة في نظام الحكم وإدارة البلاد ، والعراق يرتبط مع سورية بحدود برية طويلة ومفتوحة ، وعلاقات أطول ضاربة بعمق التاريخ ، قد يضعف الحراك الإيجابي بين الطرفين لظرف ما ، لكن تبقى علاقة العراق أزلية بأشقائه السوريين .

كما أن للعراق أهمية وتأثيرا في الشأن السوري يتقدم فيها على كثير من الدول ، فهو من الدول المحورية في المنطقة ، والشقيق الأكبر لسوريا ، ويوازي دوره الدور التركي والأمريكي ، وقد يتقدمهم في الأهمية ، كما تربطه وشائج إجتماعية وإمتداد قبلي وعشائري ، إضافة إلى رابطة الدين واللغة والتاريخ المشترك مع الشعب السوري ، وهو العمق الاستراتيجي المتبادل بين الشعبين ، ويتميز هذا التداخل بخصوصية اكثر عن بقية الدول العربية الأخرى ، بما فيها دول الخليج العربي .

إننا نرى أن الأحداث والمتغيرات الأخيرة التي حصلت في سورية ، أخذت تتبلور صورتها بشكل سريع ، وتتجه إلى الحصول على اعتراف دولي بالتغيير ، وسعي جاد لرفع العقوبات ، وخلق إنفتاحاً ومناخاً كاملاً ، لتأهيل سورية وجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية ، ورسم خطة لإعمارها وإعادتها إلى المجتمع الدولي ، كي تأخذ دورها بين الامم من جديد ، وكان على الساسة في بغداد ، أن يأخذوا بزمام المبادرة قبل الجميع ، ويخطون خطوات إيجابية ، في الإعلان عن حسن النوايا ، والاسراع بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري الجريح ، كي يتجاوز محنته ، إنطلاقاً من موقف العراق الداعم لأشقائه في الأزمات ، دون النظر إلى الأسماء ، وكان بالامكان الإستفادة من بعض شركاء العملية السياسية في العراق ، ومنهم على سبيل المثال الحزب الإسلامي ، بأن يتم تكليفه بملف العلاقات العراقية – السورية ، للتنسيق مع الإدارة الجديدة في دمشق ، وتقديم المساعدات العاجلة ، من الوقود والمواد الغذائية والأدوية ، هدية من الشعب العراقي لأشقائه في سورية ، وهي كما قلنا تعبيراً عن حسن النوايا ، ورسائل إطمئنان للساسة الجدد ، وتعد في الحسابات الدولية خطوة متقدمة على الجميع ، وتعطي العراق الأولوية في لعب دور بارز لمساعدة أشقائه ، وترتيب أوراقهم وخلق أجواء المصالحة الوطنية فيما بينهم .

إن الشارع العراقي يطرح العديد من الأسئلة على الساسة في العراق ، ومن تلك الأسئلة ..

لماذا تأتي القرارات العراقية المفصلية المهمة متأخرة ؟ ، فتفقد بريقها وأهميتها وتأثيرها .

هل يدرك أصحاب القرار في بغداد أنهم يحكمون العراق الذي يبلغ عمره في التاريخ 8000 سنة وليس دولة من دول الموز ؟

نتمنى على أصحاب القرار في الحكومة المركزية أن يجيبوا على تساؤلات المواطن العراقي ، والإسراع في إتخاذ الإجراءات اللازمة .

إن الارتباك في الموقف السياسي العراقي يعد خارج المنطق والعقل ، وعلى الحكماء في العراق توجيه البوصلة الإتجاه الصحيح بعيداً عن التشنجات الطائفية .

الاربعاء 2024/12/25

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى