حكومات الوعود الكاذبة

عصام البوهلالة

مر على الشعب العراقي كثيراً من المسؤولين منذ عام 2003 ولغاية الآن تصدروا المشهد السياسي وعاهدوا الناس على الثبات وتنفيذ وعودهم قبل التكليف، وعند تسلمهم السلطة تبين أنها لم تكن سوى وعوداً كاذبة وأوهاما خططوا لها بعقلية شيطانية من أجل الوصول للسلطة.

لم يقتصر الأمر على الحكومة المركزية في تقديم الوعود الكاذبة وحسب بل تعدى للحكومات المحلية في المحافظات كافة بما فيها حكومة (الإقليم) شمال العراق، وآخر ما أفرزته لنا العملية السياسية من أسماء كان الشعب يظن بهم فرصة لإصلاح ما أفسده الرؤساء السابقين، هم رئيس الوزراء ومحافظ البصرة الحاليين الذين لامست وعودهم الوردية آمال الناس البسطاء، لكن مجرد تسلم هؤلاء السلطة انقلبوا على أعقابهم وتنمروا على الشعب، بل تجاوزوا في غيهم وخداعهم للناس حتى رئيس (حكومة المبخوت) السابقة مصطفى الكاظمي.

إن أفعال رئيس الوزراء الحالي وأعضاء حكومته تجاوزت التخلي عن وعودهم بالإصلاحات إلى حنث اليمين والتفريط بأراضي وثروات وموانئ البلاد لصالح دول الجوار، وممارسة الضغط على السلطات القضائية لإيقاف إجراءات الطعن بقرار تسليم ميناء خور عبد اللّه العراقي للكويت.

إن خطوات رئيس الحكومة المركزية تعد سابقة خطيرة لم يتجرأ اي رئيس حكومة قبله أن يخطو مثلها والتي من شأنها أن تكون أحد عوامل الاحتقان وتأجيج الشارع العراقي الذي يعاني من الرشى والفساد الإداري المستشري وزيادة الضرائب وغلاء المعيشة وشبه انعدام للخدمات في كافة مناحي الحياة التي من شأنها أن تجعل غيوم الفوضى تتلبد في سماء العراق المضطرب، والشعب ينتظر المطر للخروج وطي مرحلة الفساد والوعود الكاذبة بأكملها.

{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ} الأعراف 84

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى