
لم يكن الموقف الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء السبت بالأمر التفصيلي، ولا العابر. هو قال بوضوح: “هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا غير صحيح فنحن جماعة هيهات من الذلة”. وأردف في عبارة أخرى: “هل هناك من لديه عقل ويفكر بشكل صحيح يلغي عوامل القوة لديه، فيما الإسرائيلي لا يطبق الاتفاق ويواصل اعتداءاته؟”.
جاء موقف قاسم للردّ على كل الطروحات المتداولة حول مسألة سحب سلاح حزب الله من شمال نهر الليطاني. يمثّل الجواب موقفاً واضحاً: رفض تسليم السلاح. وكأن قاسم يوحي بالاستعداد للتصعيد.
قد يكون كلام قاسم موجهاً إلى “البيئة” والجمهور. كما قد يكون موقفاً تصعيدياً في لحظة تفاوض دقيقة وحساسة، ووصلت إلى مرحلة متقدمة. كذلك بالإمكان لهذا الموقف أن يكون مرتبطاً بما يتجمع لدى حزب الله من معطيات، حول النية الإسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية للضغط على لبنان أكثر.
“صمود” طهران
الأكيد أن موقف قاسم لا ينفصل عن جملة معطيات. فهو وإن كان رداً على تكثيف الضغوط، ورفض لبنان تقديم التزامات وتنازلات قبل أن تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق وقف النار وبالانسحاب.. إلا أنه أيضاً يندرج في سياق مواكبة التطورات الإقليمية، لا سيما أن حزب الله يقرأ في وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية قدرة لدى طهران على الصمود. فهو لا يعتبر أن إيران انتصرت ولكنه يؤكد أنها لم تُهزم، طالما تمكنت من الحفاظ على وضعيتها ونظامها، واستطاعت توجيه ضربات قوية لإسرائيل. هنا يندرج تصعيد قاسم في هذه الخانة، التي تتوازى مع بدء مسار لمفاوضات تمهيدية غير مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، تحضيراً للعودة إلى المفاوضات المباشرة الأسبوع المقبل، وفق ما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في كل الأحوال، يعتبر حزب الله أنه دخل في مرحلة جديدة على المستوى السياسي، يتزايد فيها منسوب الضغط الأميركي والإسرائيلي عليه وعلى لبنان. ولذلك، يتعاطى مع هذه المرحلة من هذا المنطلق التصعيدي، تحضيراً لأي تطورات تحملها الأيام المقبلة. خصوصاً أن حزب الله لا يستبعد إمكانية لجوء الإسرائيليين إلى تصعيد عملياتهم العسكرية في لبنان، في موازاة الترقب للجواب اللبناني الذي سيتم تسليمه للمبعوث الأميركي توم باراك.
رهان على الوقت
يتعاطى حزب الله مع المرحلة الحالية على أنها ستكون محفوفة بالكثير من المخاطر ومحاولات التصعيد، واحتمال الوصول إلى انفجار متجدد، لا سيما أن الحزب على قناعة بأن نتنياهو لم يكن يرغب في وقف الحرب على إيران، بل يسعى الى استدراج واشنطن إلى جانبه. كما أنه لا يريد وقف الحرب على غزة ولا حتى على لبنان. وبحال ضغط الأميركيون في سبيل وقف الحرب في غزة، فمن الممكن أن يتجه إلى إعادة إشعال الجبهة مع لبنان.
يتريث حزب الله في تقديم أجوبته على الورقة الأميركية، ويفضل انتظار مآلات الوضع في المنطقة.
يتعاطى مع ما يجري على قاعدة وجوب الصمود لفترة معينة كي تتبلور الصورة. وهو طبعاً يرفض تقديم التنازلات المطلوبة. وفي المقابل، يفضل المطالبة بالضمانات التي يريدها، وأبرزها انسحاب إسرائيل من الجنوب، وقف الخروقات والاعتداءات والاغتيالات، وإطلاق مسار إعادة الإعمار.
هذا التفاوض سيكون بحاجة إلى وقت، ومن الممكن جداً أن يكون متوازياً مع تصعيد عسكري.
المصدر: المدن
أمين عام حزب الله قاسم سليماني ، يصحى من نومه ليؤكد بإنهم لن يسكتوا، وذلك بعد طروحات تطبيق نزع سلاح ووجود حزبه جنوب الليطاني، هل يلعب بالوقت الضائع بإنتظار معلميه بطهران ومدى الصفقة مع الإدارة الأمريكية؟؟ إن تريث الحزب في تقديم أجوبته على الورقة الأميركية، هو بإنتظار الوضع العام بالمنطقة ومواقع القوة.