وزير الإعلام السوري: الدولة تواجه التوترات بالحوار وتؤكد التزامها بالسلم الأهلي

صرّح وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، في مقابلة مع تلفزيون سوريا، مساء الأربعاء، بأن الدولة السورية تمكنت من التوصل إلى اتفاق لاحتواء التوترات التي شهدتها منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا، والتي امتدت لثلاثة أيام. وأكد أن محافظ دمشق استعرض في مؤتمر صحفي تفاصيل الأحداث بدقة، بهدف إطلاع الجمهور على مجريات الأمور والجهود التي بذلتها الدولة منذ بداية التوترات الأمنية.

وأشار الوزير إلى أن التوترات في جرمانا بدأت بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد، ما أدى إلى احتشاد مجموعات وحدوث اشتباكات ومواجهات، حاولت بعض الجهات تحويلها إلى منحى طائفي. وأوضح أن الدولة عملت على حماية الأهالي داخل جرمانا وخارجها، وسعت إلى تحييد المدنيين عن دوائر العنف، مؤكداً أن أجهزة الأمن، وخصوصاً وزارة الداخلية، قامت بمهامها رغم سقوط 16 عنصراً من عناصر الأمن العام خلال المواجهات.

وشدد الدكتور المصطفى على أن ما جرى يعكس تحديات المرحلة الانتقالية، لكنه أبرز في الوقت ذاته التزام الدولة بنهج الحوار والتواصل لتجاوز التوترات الاجتماعية، بالتعاون مع الفعاليات السياسية والمجتمعية المختلفة. ولفت إلى أن الدولة، منذ انتصار الثورة وتشكيل الحكومة الجديدة، جعلت من السلم الأهلي والوحدة الوطنية أولوية استراتيجية، واتخذت خطوات لدمج الفصائل والتشكيلات العسكرية ضمن إطار الدولة.

وأوضح الوزير أن الدولة تعاملت مع التوترات في جرمانا وأشرفية صحنايا وفق مبدأ حصر السلاح بيدها، وأن هذا النهج لا يقتصر على منطقة دون أخرى، بل يشمل جميع المناطق. ونوّه إلى أن غالبية التشكيلات السياسية والعسكرية، بما فيها تلك التي تضم أبناء الطائفة الدرزية، منخرطة في مؤسسات الدولة أو في حوار معها.

كما أشار إلى أن الدولة لا تميز في خطابها الرسمي بين أقليات وأكثريات، بل تعتمد على مبدأ “الأكثرية الوطنية” التي تسعى إلى بناء دولة حديثة تقوم على المواطنة، حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات. وأضاف أن الحكومة ملتزمة بحماية جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الطائفية أو الإثنية.

تحديات ترافق المرحلة الانتقالية

وفي سياق متصل، لفت الدكتور المصطفى إلى أن التحديات التي ترافق المرحلة الانتقالية لها أبعاد داخلية وخارجية، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، والتي تؤثر على جميع القطاعات الحيوية. وبيّن أن التوترات الاجتماعية ليست بالضرورة ناتجة عن أسباب سياسية، لكن الدولة تنخرط في معالجتها من خلال التصدي لخطابات الكراهية والتحريض.

وفي ختام حديثه، أشار الوزير إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف مؤخراً مواقع للجيش السوري، في إطار محاولات لزعزعة الاستقرار بعد التحرير، مستفيداً من بعض الخطابات الدينية والسياسية التي تستجدي التدخل الخارجي. ودعا عبر شاشة تلفزيون سوريا جميع العقلاء في محافظة السويداء والسوريين من الطائفة الدرزية إلى نبذ الخطاب الطائفي التحريضي والاستثمار في الوطنية كصيغة جامعة، والاعتماد على تاريخ السويداء المشرف في بناء الوطن السوري، بعيداً عن أي تعويل على قوى خارجية لحل قضايا داخلية.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى