السويداء اجتازت المرحلة الأخطر.. البلعوس: نعمل على مصالحة شاملة في الجنوب السوري

أكد قائد “قوات شيخ الكرامة” ليث البلعوس أن محافظة السويداء تتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والأمان، وشراكة كاملة مع مؤسسات الدولة، مشيراً إلى استمرار العمل على اجتثاث الفوضى والجريمة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية.

وأوضح البلعوس أن حماية وحدة البلاد أولوية لا يمكن المساومة عليها، وأن أبناء السويداء يشكّلون جزءاً لا يتجزأ من الدولة السورية، داعياً إلى إنهاء مظاهر السلاح العشوائي وترسيخ ثقافة الانتماء والحقوق ضمن مشروع وطني جامع.

وجدّد البلعوس رفضه لدعوات الانفصال ومحاولات توريط أبناء السويداء في صراعات هامشية، مشدداً على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي والدخول في حوار صريح مع جميع الشركاء الوطنيين لترسيخ الأمن وتحقيق مصالحة مجتمعية شاملة في الجنوب السوري.

وبيّن أن التعاون مع مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية يأتي في مقدمة أولويات أبناء السويداء، خاصة فيما يتعلّق بملاحقة المتورّطين في الجريمة المنظمة من بقايا النظام المخلوع وشبكات الاتجار وتهريب المخدرات والسلاح، بحسب ما نقلت “الإخبارية السورية”.

 

وأضاف أن أبناء السويداء لم يكونوا يوماً مع الفوضى، بل كانوا من أوائل من واجه عصابات الخطف والنهب، مضيفاً: “آن الأوان أن ننظف المحافظة من كل مظاهر الإجرام بدعم شعبي وأهلي، وبعمل مشترك مع الدولة”.

السويداء اجتازت المرحلة الأخطر

ذكر البلعوس أن السويداء تجاوزت المرحلة الأخطر، وأن الالتزام بخارطة التهدئة وضبط السلاح المنفلت من أبرز عوامل استعادة الاستقرار بالكامل خلال بضعة أسابيع، لافتاً إلى امتلاك المحافظة لرأسمال بشري واجتماعي واقتصادي مهم، ينقصه فقط الشعور بالأمان.

وأشار إلى أن الدولة تعمل حالياً على خلق بيئة آمنة حاضنة للاستثمار والتنمية، مؤكداً أهمية فتح المجال أمام المبادرات الوطنية والمشاريع الإنتاجية فور تثبيت الأمن في السويداء.

وأعلن دعمه لاندماج تدريجي ومدروس لمن يرغب من المقاتلين من أبناء السويداء ضمن التشكيلات الرسمية لوزارة الدفاع، على أن يتم ذلك وفق ضوابط تحفظ الكرامة وتضمن الالتزام بالدستور والقانون.

وأشار إلى أنه “يجري العمل بهدوء لإعادة بناء الثقة بين الناس والدولة، وحماية الأبرياء، والدفع نحو مصالحة تاريخية شاملة في الجنوب السوري”، مضيفاً أن أبناء السويداء يطالبون بأن يُعامَلوا كمواطنين شركاء، وأن يتم احترام تضحياتهم.

 

وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل، قائلاً إن القادم سيكون أفضل طالما وُجدت نوايا صادقة وقلوب مفتوحة وعقول واقعية، مشيداً في الوقت ذاته بدور محافظ السويداء مصطفى البكور، والهلال الأحمر، والوزارات المعنية في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

رفض مشاريع التقسيم والانفصال

وجدد التأكيد على أن مقام رموز المحافظة الأهلية والدينية مصان ومحفوظ، وأن أبناء السويداء لا يجاملون على حساب المصلحة الوطنية، موضحاً أن كل دعوة انفصالية أو تحريضية سيتصدّى لها المجتمع بالوعي والحوار والقانون.

وأضاف: “من أراد تمثيل السويداء أو طائفة الموحّدين الدروز، فعليه أن يكون حامياً لها، لا أن يزجّها في معارك خاسرة”.

ودعا إلى توحيد الخطاب الوطني والانخراط في مشروع جامع يعزز الانتماء للدولة ويروّج لثقافة الحقوق والواجبات، مطالباً الشخصيات الفاعلة بالمشاركة في هذا المسار لـفضح مشاريع التفرقة والخراب.

ولفت إلى أن الوعي يشكّل خط الدفاع الأول، مؤكداً أن أبناء السويداء يعملون مع الوطنيين لترسيخ هذا الوعي في المجتمع.

وأكّد أن السلاح العشوائي لا مكان له بين المدنيين، وأن الجهود الحالية تتركّز على جمعه وتنظيمه ضمن مؤسسات رسمية.

ووجّه البلعوس رسالة إلى السوريين مفادها أن السويداء كانت وستبقى جزءاً أصيلاً من الوطن السوري، وستقف دائماً مع وحدة البلاد، رافضاً أي دعوة مشبوهة تمسّ بتراب سوريا أو بهوية طائفة الموحّدين الدروز.

وشدّد على أن “أهالي السويداء ليسوا دعاة انفصال، ولا يسعون إلى تقاسم النفوذ”، مضيفاً: “وإلى كل السوريين، نحن معكم وأنتم معنا، وبلدنا تتسع للجميع”.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى