بعد التوتر الذي شهدته مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، على مدار الأسبوع الماضي، بين أهالي المنطقة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على خلفية اغتيال مجهولين وجهاء وشيوخ عشائر عربية، عاودت “الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا” نفي الاتهامات الموجهة لها بالوقوف وراء تلك الاغتيالات.
ووجه “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، التابع لـ”الإدارة الذاتية”، أصابع الاتهام لكل من “مجلس العشائر والقبائل السورية” المدعوم من تركيا، والنظام السوري، وتنظيم “الدولة الإسلامية، بحسب بيان للرئيس المشترك للمجلس، رياض درار، في 8 من آب الحالي.
وقال درار، إن دلالات استهداف شيوخ العشائر العربية تعود إلى “كون العشيرة تنتمي إلى الأصالة والتقاليد العريقة، ويتوجه أبناؤها بالولاء للنسب والدم، وبسبب غياب التنظيم، ونتيجة الاندفاعات الفردية التي تقوم على دافع النخوة بلا حساب للعواقب”.
وأضاف أن وقوع هذه الاغتيالات دليل على استهداف المنطقة من قبل من وصفهم بـ”الخصوم”، لأنها المنطقة التي تعد بالاستقرار والتنمية والنجاح، بحسب تعبيره.
وكان أحد أبرز شيوخ قبيلة “العكيدات” في ريف دير الزور الشرقي، الشيخ مطشر حمود الهفل، قُتل، في 2 من آب الحالي، بإطلاق نار من قبل مجهولين على سيارة كانت تقله في البلدة، عقب مقتل المتحدث باسم قبيلة “العكيدات”، سليمان الكسار، بدير الزور، في حادثة تبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ودفعت الاغتيالات المتكررة لوجهاء العشائر أهالي المنطقة للخروج في مظاهرات، للمطالبة بالكشف عن المسؤولين، وتنديدًا بالفلتان الأمني الحاصل في المنطقة.
وردت “قسد” على احتجاجات الأهالي بحصار بلدات ذيبان والشحيل والحوايج وعدد من القرى شرق دير الزور، ومنعت التجول كاملًا والخروج من المنازل، ونشرت مزيدًا من الحواجز في المنطقة.
الباحث والصحفي السوري مهند الكاطع، يرى أن اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد أبرز الشخصيات في قبيلة “العكيدات”، جاء تحديدًا في ظروف يتصاعد فيها صوت السكان الرافض لسياسات ما اعتبرها “ميليشيات الأمر الواقع” ضد المدنيين.
إذ شهدت المنطقة عدة مظاهر احتجاج على فرض منهاج تعليمي يحمل أيديولوجية حزب “العمال الكردستاني”، المصنف كتنظيم “إرهابي” على اللوائح الدولية، على أبناء المنطقة، بكل ما يحمله من أفكار غريبة عن ثقافة المنطقة وعقائدها وانتمائها.
وقال لعنب بلدي، إن مطشر الهفل كان من بين الشخصيات التي لم تستجب لدعوات “قسد” للقاء معها وحضور الفعاليات التي تقيمها في المنطقة، وهذا له مدلولات “خطيرة” بالنسبة لها.
واعتبر أن مقتل الشيخ مطشر رسالة من “قسد” إلى وجهاء المنطقة من جهة، واستثمار لشماعة “تنظيم الدولة” ضد رد فعل سكان ريف دير الزور ومعظمهم من قبيلة “العكيدات” من جهة أخرى، لتصفية جميع الأصوات المعارضة لـ”قسد”.
ولذلك تفرض حصارًا شديدًا على ريف دير الزور، تُنفذ من خلاله حملات مداهمة أدت الى مقتل العديد من السكان، واعتقال العشرات تحت شماعة التنظيم.
وأضاف الكاطع أن تنظيم “الدولة” انتهى عمليًا، متسائلًا “إذا كان هناك وجود فعلي للتنظيم، لماذا لم تشهد المنطقة تنفيذ التنظيم عمليات ضد قيادات (قسد) التي تجول في المنطقة، وتقيم فعاليات في ريف دير الزور”.
واعتبر الكاطع أن تنظيم “الدولة” ذريعة تُستخدم كلما دعت الحاجة إلى ممارسة “الإرهاب الممنهج” ضد السكان، وإخضاعهم لسيطرة “ميليشيات الأمر الواقع”.
المصدر: عنب بلدي