التطورات الميدانية العسكرية السريعة الحاصلة في سورية ،تشير بوضوح الى اتفاق أو تفاهم اقليمي_ دولي، أطرافه أمريكا، روسيا، اسرائيل، وتركيا.
كل المؤشرات تؤكد أن ما بدأ في غزة/ فلسطين لن يتوقف عند حلب/ سورية فالمنطقة برمتها ستشهد تغييرات وتبدلات لا يعرف حدودها، ولكن من الواضح، أيضاً، أن هذا الاتفاق يشمل اخراج القوات الايرانية وميليشياتها، ضمن سياق تحديد الوجود الايراني وتمدده في المنطقة، ومحاصرته في الداخل الايراني المنهك بأزماته البنيوية !!.
ومع عودة الرئيس الأميركي ترامب الى البيت الأبيض ،الواضح والحاسم في مواقفه تجاه ايران.
الذي بدأ في ريف ادلب ومحافظة حلب لايعرف مداه أو حدوده حتى الان، ولكن من المؤكد أن الانهيار السريع لقوات النظام وانسحابها أمام المهاجمين من دون قتال ،يغري هؤلاء بتغيير خططهم والتوغل الى مسافات بعيدة، والوصول إلى مناطق لم تكن ضمن مخطط (ردع العدوان) مايمكن معه القول أن هناك مؤشرات على انهيار شامل للنظام ،وهو ماعبرت عنه قاعدة حميميم الروسية في تصريح اعلامي يوم أمس.
يعني ان رفع الغطاء الروسي عن
النظام، ولو بحدود معينة، يأتي بعد خلافات حادة عن الدور الايراني في سورية مع نظام الأسد، وتفاهمات مباشرة روسية_ اسرائيلية في ظل العلاقات الايجابية المتطورة جداً بين الجانبين.
المراقبون للحدث السوري يتسائلون ماذا بعد هذا التقدم المفاجئ والكبير ،وانكفاء الداعم الايراني نتيجة مخاوفه الكبيرة وهزائمه المتلاحقة، ورفع الغطاء الروسي عن نظام دمشق لاجباره على التسليم الكامل للمطالب والخطط التي يضعها الكرملين وقادة قاعدة حميميم؟
مايحصل يحمل معضلات غير واضحة حتى الان تتعلق بالجانب الكردي، تحديداً قوات مايسمى “قسد” المتحالفة مع النظام أو المتعاونة معه، وكيفية تعامل القوات المهاجمة مع قوات قسد المتواجدة في منطقة تل رفعت شمال حلب، هل سيقع الصدام أم يتم الانسحاب دون مواجهة نتائجها ليست في صالح الطرف الكردي؟.
توقف المهاجمين عند حدود محافظة حماة والاستعاضة عن التوجه جنوباً بالاتجاه شرقاً لجهة محافظة حلب ،يوضح أن مايجري يرسم خطوط وحدود جديدة لقوى الصراع في سورية وعليها، هذا إن استبعدنا فرضية إسقاط نظام العائلة، وهو مايحمل معه مخاطر التقسيم على المدى غير البعيد.
التطورات متسارعة والأيام حبلى بانتظار انجلاء صورة الوضع كاملاً وتحديد مستقبل سورية.
المصدر: الشراع