منذ عام 1925، تعيش دولة الأحواز تحت وطأة الاحتلال الفارسي الإيراني، حيث انتُهكت سيادتها، ودُمرت هويتها القومية والثقافية، وحُرم شعبها من أبسط حقوقه الإنسانية والسياسية. هذا الاحتلال الذي بدأ عندما اجتاحت قوات الشاه رضا بهلوي أرض الأحواز، ما يزال مستمرًا حتى اليوم، في ظل سياسات قمعية واستعمارية تهدف إلى طمس هوية هذا الشعب وإسكاته. لكن مهما طال الزمن، فإن الاحتلال باطل، ولن يتغير هذا الواقع مهما حاولت السلطات الإيرانية فرض روايتها.
الأحواز: تاريخ وجغرافيا وهوية
الأحواز ليست مجرد إقليم يقع على ضفاف الخليج العربي، بل هي وطن له تاريخه الخاص، وثقافته العربية العريقة، وهو موطن لملايين الأحوازيين الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية. هذه الدولة التي كانت تتمتع باستقلالها الذاتي وقادت حكوماتها حتى وقت قريب، لم تعرف طعم الحرية بعد أن أُجبرت على الخضوع للاحتلال الفارسي. إن السياسات الإيرانية تجاه الأحواز اتسمت دائمًا بالقمع، والاستهداف المنهجي لكل مظاهر الهوية العربية، من منع اللغة العربية والتعليم بها، إلى محاولات التغيير الديموغرافي عبر التهجير القسري وجلب المستوطنين.
الاحتلال.. جرائم مستمرة
ما يميز الاحتلال الفارسي للأحواز هو طبيعته العنصرية، حيث يعامل الأحوازيون كمواطنين من الدرجة الثانية، بل وكغرباء في وطنهم. وتتمثل سياسات القمع في تكميم الأفواه، واعتقال المعارضين، ومصادرة الأراضي، واستنزاف الموارد الطبيعية للأحواز، خاصة الثروات النفطية والمائية التي تُستغل لصالح المركز الإيراني دون فائدة لشعب الأحواز.
القمع لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعدى إلى إعدام النشطاء، وتفكيك المجتمعات القبلية، واستهداف التعليم والثقافة الأحوازية، في محاولة لطمس الهوية وضمان الهيمنة الثقافية والسياسية. ومع كل ذلك، يظل الشعب الأحوازي صامدًا، متشبثًا بهويته وأرضه، رافضًا الخضوع لهذه السياسات الاستعمارية.
المقاومة الأحوازية: نضال مستمر
على الرغم من القمع المتواصل، لم يتخلَّ الشعب الأحوازي يومًا عن كفاحه من أجل الحرية. لقد ظهرت على مدى العقود حركات مقاومة متعددة، سعت للدفاع عن حقوق الشعب الأحوازي ومطالبته بالتحرر من السيطرة الإيرانية. الكفاح الأحوازي ليس مجرد حركة معارضة، بل هو نضال مشروع ضد الاحتلال، من أجل استعادة حقوق وكرامة أمة اغتُصبت.
هذا النضال الذي استمر لعقود يُظهر إصرار الشعب الأحوازي على مواجهة الاحتلال، وإيمانهم بعدالة قضيتهم. إن المقاومة الأحوازية تتخذ أشكالًا متنوعة، من الحراك السياسي والمظاهرات الشعبية، إلى العمل الإعلامي والدبلوماسي، وحتى النشاط المسلح، وكلها تهدف لتحقيق الحرية والكرامة لشعب عاش عقودًا من الظلم.
المشروعية الدولية وحق تقرير المصير
وفقًا للقانون الدولي، فإن الشعب الأحوازي له الحق في تقرير مصيره. أي احتلال أجنبي يُعتبر باطلًا، ولا يمكن أن يكون له شرعية مهما طال أمده. محاولات طمس الحقائق أو فرض سياسة الأمر الواقع لن تغير من هذه الحقيقة. الحق في تقرير المصير مكفول، والاعتراف الدولي بالقضية الأحوازية يزداد مع مرور الوقت، في ظل جهود مستمرة لكشف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق هذا الشعب.
الأمل في المستقبل والحق في التحرر
إيمان الشعب الأحوازي بقضيته وصموده أمام آلة القمع يشير إلى أن الاحتلال، مهما طال، لن يُغيِّب الحقائق أو يغير مصير الشعب. فكما انهارت إمبراطوريات عبر التاريخ، ستبقى قضية الأحواز شاهدًا حيًا على إرادة الشعب وقوة نضاله من أجل الحرية. في النهاية، لا يمكن للاحتلال أن يبقى إلى الأبد، وحقوق الشعوب، مهما طُمسَت، ستعود وتظهر.
الاحتلال الفارسي لدولة الأحواز باطل من أساسه، والحق في تقرير المصير لا يموت مهما طال الزمن. إن عظمة الشعوب تُقاس بقدرتها على الصمود في وجه الظلم، وبذلك، يثبت الشعب الأحوازي أنه لا يزال حيًا، حاضرًا، وسيبقى يطالب بحقه حتى يستعيده كاملاً.
النصر و استعادة الدولة الأحوازية لنا و الخزي و العار للاحتلال الفارسي الإيراني الغاشم .
المصدر: المركز الإعلامي للثورة الأحوازية