إنه.. صراع بين الجبهة الحسينية…والجبهة اليزيدية. هل هناك وضوحا ومباشرة اكثر من هذه اللغة وهذه الكلمات….؟؟؟ قبل الاسترسال في الحديث حول هذه الرسالة التي انتظرناها طويلا….نقول لمن ربما يُحَمِّل الكلمات غير ما تحمل من معنى…اننا لن نقع في مطب يصنعه الاستعمار العولمي الحديث لنا…فيتوهم اننا نسقط في فخ مقولة.. الصراع السني الشيعي …التي روجها خَدَمُ الحداثة والعصرنة من مثقفينا بالتعاون مع مراكز البحوث التي يدورون في فلكها….لكي تستمر شعوب هذه المنطقة بالاحتراب والاستنزاف الدموي القاتل..
منذ انطلاق الثورة الايرانية (الاسلاموية)..والشعوب العربية ممثلة بنخبها السياسية والثقافية لم تحسم امرها في اختيار العنوان المناسب لهذه الثورة إن في جوهرها او في اهدافها لِتُدرجها تحت معناه…وكان مسلكها موزعا طوال نصف القرن الماضي من عمرها في نظر هذه النخب بين كونها ثورة اسلاموية خالصة او ان تكون نظام حكم وظيفي انتجه النظام العولمي الاستعماري في منطقتنا للهيمنة على الشعوب العربية ومنعها من النهوض والنماء…في سبيل خدمة الرؤية الصهيونية في اعادة تصنيع كيانات هذه المنطقة…..
وبالرغم من اساليب المراوغة والتضليل التي تميز بها نهج الثورة الاسلاموية هذه.. وتصنيع المرتزقة الاتباع وانتاج الاذرع المتعددة واعتماد المستوى العقدي في استقطاب الحواضن الشعبية من اجل تنفيذ مشاريعها المتعددة التي بدأت بالتموضع على الارض السورية واللبنانية ومن ثم العراقية واليمنية وانتقلت فيها من نجاح الى نجاح…ماعدا الحرب العراقية الايرانية التي خاضتها والتي تجرع الخميني في نهايتها كاس السم مجبرا…
الى ان جاء الامريكي كاوبوي القرن الواحد والعشرين فمكنها من السيطرة على العراق إثر ضريبة دموية وتدميرية ترقى الى مستوى فعل نووي استثنائي دمر الدولة واباد مقومات القوة والتأثير لغالبية الشعب العراقي..
ومع انه تمكن لها ايضا اختطاف حزب الله في لبنان من حواضنه الوطنية والعروبية…والشغل عليه تحت عناوين مختلفة حتى بات هذا الحزب يشكل كيانا دولتيا ضمن الدولة اللبنانية فيقبض عليها ويلقيها في اتون العجز والشلل.. ومن ثم..يتم نقله ليشكل مع الاسد العميل جبهة نارية ضاربة مبيدة تستهدف الشعب السوري المكافح فتقتل وتهجر وتدمر وتنشئ بنى ديمغرافية جديدة خدمة للمخطط الوحشي المبيت لسورية الوطن والشعب..
وكان لها ايضا ان تتمدد بعدها الى ربوع اليمن الغالي فتعمل فيه الاقتتال والتدمير والتخريب…ليصبح على مشارف التقسيم الذي نشهده اليوم جميعا..
بالرغم من كل ما تم عرضه وبالرغم مما بات متداولا في الفضاء السياسي والدبلوماسي اقليميا ودوليا..وعلى لسان الرموز الايرانية ..بان ايران…الثورة الاسلاموية…باتت تحتل اربع عواصم عربية…
فقد بقيت العديد من الفئات السورية والعربية…تحمل مسؤولية الترويج والتبرير لخطاب وممارسات وتكتيكات هذه الثورة الاسلاموية….
ولكن…بعد ان انطلقت الحرب الاسرائيلية في غزة…منذ اكتوبر الماضي…ظهر البون الشاسع بين الخطاب الضبابي الواهم الذي قدمته الادارة الايرانية (الاسلاموية)وأذرعها حزب الله والحوثي …
من مقولات …تحرير القدس وانهاء الكيان الصهيوني.. وتعرية اركان النظام الدولي والانظمة الغربية وتبني القرار الحمساوي في اشعال فتيل هذه الحرب…وبين حال التنصل من كل ذلك زحفا تجاه الدور المساند والداعم لمعركة الاقصى الحمساوية. الى. الانكشاف الفاضح في اساليب المراوغة والكذب في الرد على الهجمات التدميرية واعمال الاغتيالات التي نفذتها اسرائيل حينا والتحالف الدولي حينا اخر..في ساحات الاشتباك جميعها ..سورية العراق فلسطين البحر الاحمر…
وبالمقابل لابد من تسجيل الخطاب الاسرائيلي وخاصة الاعلامي وكيفية التعامل مع حالات الاشتباك وقواعدها المقرة سلفا… سواء هجمات تفجيرية ام اغتيالات فردية ام جماعية حتى بات المشهد يذكرنا بأعمال تمثيلية وسينمائية ..تتضمن رسائل يتم تبادلها بين الاطراف المتحاربة من تهديد ووعيد وتحذير وتحديد للأهداف المرصودة التي يمكن تناولها…وكل ذلك على الهواء مباشرة…؟؟؟..
حتى اذا ما جاء اخيرا الحدثان المزلزلان في الشهر الماضي…اغتيال فؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله و اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس… وما تلاهما من توصيف لضخامة وزلزلة الحدثين وعمق توجيعهما …وهو ما عبر عنه على لسان رموز الحزب والثورة …وما اعلن عنه ايضا من تهديدات لردات انتقامية قد تزلزل الكيان الصهيوني وتصيبه في مقتل كما يمكن ايضا ان تمتد الى المواقع الأمريكية في العراق او سورية او البحر الاحمر…
وقد رافق ذلك ايضا.. اضاءة مبهرة لافتة ومثيرة على الزمن الذي سيتم فيه الرد على هذين الحدثين…. حيث امتلأ الفضاء الاعلامي بمواعيد متغيرة ومتقلبة…متراجعة حينا ومتقدمة حينا اخر..وكأني بالعالم بات يترقب مقدمة لحرب اقليمية طاحنة يمكن ان تنشب بين لحظة واخرى…بين ايران الثورة الاسلاموية واذرعها التي يتزعمها حزب اللات…وبين اسرائيل وربيبتها امريكا….
اخيرا…. كانت المفاجأة الصادمة والمضحكة في آن…. وذلك عندما اعلن كل من حزب الله والكيان الصهيوني عن انجاز عملية الرد… على مقتل شكر والرد الاسرائيلي على هذه العملية..وما رافق ذلك من تصريحات موحية باكتفاء الطرفين بهذا الانجاز. الذي سمح للجميع تنفس الصعداء بعد حبس الانفاس على مدى شهر تقريبا…كما أعلن الطرفان وفق عبارات موحية عن التهدئة.. والعودة الى قواعد الاشتباك المتفق عليها…..
اللافت في هذا المشهد ان التدمير الاسرائيلي في غزة وعمليات القتل اليومي لم تتوقف طيلة تلك المرحلة.. واللافت ايضا…انه ما ان تم الاعلان عما يوحي بالتهدئة انتقلت العمليات العسكرية الدموية الى الضفة الغربية مكتسحة جنين وطولكرم وغيرها من مناطق الضفة الغربية المسالمة…واذا ختمنا …هذا المشهد بالتصريح التاريخي الذي اعلنه الخامنئي عن جوهر الصراع اليزيدي الحسيني……يحق لنا ان نثبت الاستنتاج التالي…. اولا…لم يعد مقبولا لاي فريق سوري او عربي ان يركن الى اي مبرر يسوق الدور الايراني خارج موقف العداء المكشوف للامة والشعوب العربية والاسلامية.
ثانيا..لقد ثبت وبكل البراهين المتخيلة ان هذا الكيان انما حمل اسم الثورة الاسلاموية…حملا كاذبا ومزورا ومضللا…ليس له من الاسلام في شيء ولو حتى الاسم..
ثالثا….لقد ثبت وبكل الاسنادات…ان هذا الكيان انما هو كيان وظيفي ومنتج من منتجات النظام الدولي الذي يستهدف الشعوب العربية في وجودها…
رابعا…ان التصريح الاخير للخامنئي انما جاء بشكل مدروس وهادف…وذلك بعد ان انهت الثورة الاسلاموية دورها….من حيث تدمير وتقتيل وابادة وتهجير خمسة شعوب عربية. …لا يمكن ان تستعيد عافيتها ولو بعد قرن من الزمان…
خامسا…على الشعوب العربية متمثلة بنخبها السياسية والثقافية ان تحدث ثورة جذرية في مناهجها الفكرية والسياسية وان تعلن حال النفير لتحشيد شعوبها وحثهم على الاستجابة الاستثنائية لأوضاع استثنائية قد يتم فرضها عليهم من جديد وذلك من خلال دفعها الى أفخاخ الاقتتال والصراع الشيعي السني….وان يتم تشكيل جبهات وطنية ترفع الوية حركة تحرر وطني جديدة…لعلها تستعيد بواسطتها كرامتها وحريتها وتمنع وجودها من التلاشي….
قراءة موضوعية ودقيقة ووضع النقاط على على الحروف لمن يجهل، بأن نظام ملالي طهران يمارس التقية بكامل أبعادها، وأخيراً فضح موقفه من تصريح خامنئي”الصراع بين الجبهة الحسينية…والجبهة اليزيدية” ومسرحية الرد على فؤاد شكر ، ليؤكد المؤك بأن نظام الملالي وأذرعته الطائفية والكيان الصهي.وني يتنافسان على النفوذ وهدر الدم العربي برعاية المايسترو الأمريكي,