قتل الآخرين

سكوت ريتر ترجمة: علاء الدين أبو زينة

كان على الولايات المتحدة التزام أخلاقي بإحياء ذكرى ناغازاكي، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا العام المشاركة في إحياء ذكرى قتلها اليابانيين الأبرياء من خلال الدفاع عن قتلها الفلسطينيين الأبرياء. ‏

                *   *   *

‏في 18 حزيران (يونيو) 1945، عقد الرئيس هاري ترومان، الذي تولى الرئاسة الأميركية في نيسان (أبريل) 1945 بعد وفاة فرانكلين روزفلت، اجتماعًا في غرفة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض لكبار مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين، لمناقشة استراتيجية المرحلة الأخيرة من الحرب لهزيمة اليابان. ‏

‏كانت ألمانيا النازية قد استسلمت في أوائل أيار (مايو)، وكان ترومان يتعامل الآن مع الحقائق التي أنتجها هذا الحدث. وتحت ضغط من الكونغرس، كانت الولايات المتحدة قد أنهت نشر أكثر من 450.000 جندي يخدمون في أوروبا وأعادتهم إلى الديار -حتى بينما كان ترومان يتصارع مع احتمال وقوع أكثر من 260.000 ضحية أميركية إذا ما أصدر الأمر بغزو جزيرة كيوشو اليابانية الجنوبية، التي هي جزء من الوطن الياباني (بشكل غريب للغاية، أذن الكونغرس أيضًا بإنهاء انتشار 30.000 جندي في المحيط الهادئ، على الرغم من أن الحرب مع اليابان لم تكن قد انتهت بعد).

باختصار، كانت شهية أميركا للحرب تتضاءل.‏ و‏كان على ترومان أيضًا التعامل مع قضية “الجيش الأحمر” السوفياتي المنتصر، الذي لعب الدور الرائد في هزيمة ألمانيا النازية، ونتيجة لذلك أصبح يحتل الآن كل أوروبا الشرقية ونصف ألمانيا، بما في ذلك عاصمتها، برلين.‏

‏في تجاهل لحقيقة أن الاتحاد السوفياتي وزعيمه، جوزيف ستالين، قد أنهكتهما الحرب التي دمرت ثلث صناعة البلد وقتلت أكثر من 27 مليونًا من مواطنيه، ولذلك كان يبحث عن السلام وليس عن حرب جديدة مع الغرب، وقع ترومان تحت سيطرة أقرب مستشاريه، بمن فيهم الشخص الذي اختاره ليكون وزيرًا لخارجيته، جيمس بيرنز، الذي رأى السوفيات كتهديد يجب احتواؤه، وإذا لزم الأمر مواجهته بالقوة العسكرية الأميركية في فترة ما بعد الحرب. ‏

كانت كيفية التوفيق بين الحاجة إلى هزيمة اليابان، والتعامل في الوقت نفسه مع الضغط السياسي المتزايد لإنهاء انتشار الجنود، وإظهار موقف عسكري قوي أمام الاتحاد السوفياتي، أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه ترومان والرجال الذين جمعهم في غرفة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض.‏

‏كمنت الإجابة في القنبلة الذرية -“أداة” جيه روبرت أوبنهايمر- التي كانت، في وقت اجتماع 18 حزيران (يونيو)، قيد الإعداد للاختبار في الأراضي الوعرة في نيو مكسيكو.‏ وأثرت المسؤولية الضخمة التي ترتبت على وجود هذا السلاح الجديد وإمكانية استخدامه بشكل كبير على الحضور. وخلال هذا الاجتماع، ذكَّر وزير الحرب، هنري ل. ستيمسون، الحاضرين بأن:

‏”قيادتنا في الحرب وفي تطوير هذا السلاح [القنبلة الذرية] وضعت علينا مسؤولية أخلاقية معينة لا يمكننا التهرب منها من دون مسؤولية خطيرة للغاية عن أي كارثة للحضارة يمكن أن يتسبب بها”.‏

وعندما تحول النقاش إلى استخدام القنبلة الذرية كأداة “لكسب الحرب” مصممة لكسر روح اليابانيين وإجبارهم على الاستسلام من دون قيد أو شرط، اقترح مساعد وزير الحرب، جون ج. ماكلوي، حلاً وسطًا: لماذا لا نظهر المرونة فيما يتعلق بالحاجة إلى “الاستسلام غير المشروط”، مثل السماح للإمبراطور الياباني بالبقاء في مكانه كرئيس للدولة، و-كطريقة لتعزيز حقيقة تفوق أميركا الساحق في السلاح لليابانيين، نخبر اليابانيين عن وجود القنبلة الذرية، ونمنحهم خيارًا واضحًا للاستسلام بشروط معقولة أو مشاهدة مدنهم وهي تدمَّر؟‏

طلب ترومان، المهتم بالمفهوم، من ماكلوي حمل اقتراحه إلى بيرنز ليرى ما يفكر فيه وزير الخارجية المستقبلي (كان بيرنز، في ذلك الوقت، في طور تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الأميركي).‏

‏رفض بيرنز، الذي كان يساوره القلق إزاء التهديد المتصور من الاتحاد السوفياتي، اقتراح ماكلوي، واختار بدلاً من ذلك المضي قدمًا في استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان، ليضطلع ذلك بالمهمة المزدوجة المتمثلة في المساعدة في وضع نهاية سريعة للحرب مع اليابان، وربما الأهم من ذلك، بما أن ماكلوي وآخرين اعتقدوا أن اليابان مستعدة للاستسلام، وبالتالي انتفاء الحاجة إلى استخدام القنبلة، كعرض للقوة العسكرية الأميركية أمام الاتحاد السوفياتي في محاولة لردع أي تصرفات حمقاء قد تصدر عنه بعد الحرب في أوروبا.‏

‏ومع ذلك، كانت استراتيجية بيرنز غير منطقية بالنظر إلى ما حدث لاحقًا. في 17 تموز (يوليو) 1945، كان ترومان في بوتسدام، ألمانيا، لحضور مؤتمر كبير لبحث شؤون ما بعد الحرب مع جوزيف ستالين ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل (الثلاثة الكبار). ‏

كان أوبنهايمر قد اختبر في اليوم السابق، 16 تموز (يوليو)، بنجاح نموذجًا أوليًا لقنبلة بلوتونيوم في صحراء ألاموغوردو، نيو مكسيكو. (طور أوبنهايمر وفريقه من العلماء النوويين أيضًا قنبلة ذرية تستخدم اليورانيوم عالي التخصيب كنواة لها. وكان هذا السلاح أبسط بكثير في تصميمه، وبالتالي لم تكن الحاجة إلى اختباره ملحة). ‏

‏كشف ترومان النقاب عن وجود هذا السلاح لستالين في 24 تموز (يوليو). وقال الزعيم السوفياتي، غير مبال، أنه يأمل أن يستخدمه الأميركيون بشكل جيد ضد اليابانيين. وكان ستالين قد التزم بدخول الحرب ضد اليابان في موعد أقصاه 15 آب (أغسطس). ‏

كان يجري نشر القوات السوفياتية، المنتعشة من انتصارها على ألمانيا النازية، في الشرق الأقصى السوفياتي، حيث سيتم استخدامها لهزيمة أكثر من مليون جندي ياباني كانوا يحتلون شمال الصين وكوريا. ‏

‏مع المشاركة الموعودة للجيش الأحمر السوفياتي، كانت الهزيمة العسكرية لليابان مؤكدة. وكان ترومان، بإخطاره لروسيا بوجود القنبلة، قد وجه إنذارًا للسوفيات بشأن حقيقة القوة العسكرية الأميركية. ‏وبذلك، لم يكن هناك، حرفيًا، أي سبب وجيه لإسقاط قنبلة ذرية على مدينة يابانية.

‏حرمان السوفيات من الميزة في آسيا ما بعد الحرب‏

‏مع ذلك، بدأ ترومان، تحت تأثير بيرنز، يشعر بالقلق من احتمال اكتساب السوفيات وضعًا مهيمنًا في آسيا ما بعد الحرب. وبدلاً من إلغاء أمره باستخدام سلاح أميركا الجديد الرهيب، سمح للهجوم بأن يمر، على أمل أن يتسبب في انهيار اليابان قبل أن يبدأ الجيش السوفياتي هجومه، بحيث يتم حرمان السوفيات من فرصة توسيع نفوذهم في المحيط الهادئ.‏

وهكذا، كان مصير اليابان قد حُسم.‏

لقد كتب الكثير عن الاستخدام الأميركي للقنبلة الذرية في مدينة هيروشيما اليابانية في 6 آب (أغسطس) 1945. وسجلت قاذفة B-29 التي أسقطت سلاح الدمار الشامل اسمها، “إينولا غاي” ‏‏Enola Gay‏‏، واسم الطيار الذي قاد الطائرة، بول تيبيتس، نفسيهما في سجلات التاريخ.‏

‏رشحت “لجنة الهدف” التي تشكلت في تموز (يوليو) 1945 خمس مدن يابانية لتكون أهدافًا للهجوم باستخدام القنبلة الذرية: كوكورا (المعروفة اليوم باسم كيتاكيوشو)؛ وهيروشيما؛ ويوكوهاما؛ ونيجاتا؛ وكيوتو. ثم في مرحلة ما قام شخص ما بتعديل القائمة بالكتابة بخط اليد: “ناغازاكي”.‏

‏لم تكن ثمة علاقة لمنطق هذا التغيير في اللحظة الأخيرة بالمسائل العسكرية. بدلاً من ذلك، جاء التغيير بناء على طلب من وزير الحرب، ستيمسون، الذي طلب شخصيًا من ترومان إزالة كيوتو من القائمة لأن ستيمسون كان قد أمضى شهر العسل هناك منذ سنوات، وفتنه جمال المدينة وثقافتها.‏

‏كما نظرت اللجنة في الأهمية النفسية لاستخدام القنبلة الذرية من حيث تأثيرها على الشعب الياباني -ولكن أيضا من حيث جعل “الاستخدام الأول مذهلاً بما يكفي ليتم الاعتراف دوليًا بأهمية السلاح عند نشر الدعاية له”.‏

كان لا بد من تحذير الاتحاد السوفياتي بجعله يرى الواقع الرهيب للتفوق النووي الأميركي (تتأكد الغطرسة التي ينطوي عليها هذا الهدف من خلال حقيقة أنه بفضل عمل المخابرات السوفياتية، كان ستالين على علم مسبقًا بمشروع القنبلة الذرية الأميركية، وفي العام 1942، كلف علماءه ببدء العمل على بناء قنبلة سوفياتية، والتي أنهت، عندما تم اختبارها في العام 1949، التفوق النووي الأميركي الذي لم يدم طويلاً).

‏هيروشيما تتعرض للهجوم ‏

‏تعرضت هيروشيما للهجوم والتدمير في 6 آب (أغسطس) 1945. وتشير التقديرات إلى أن 66.000 ياباني قتلوا بسبب الآثار المباشرة للسلاح، وأن 100.000 آخرين قتلوا بحلول نهاية العام 1945 نتيجة للإصابات التي لحقت بهم أثناء الهجوم.‏ و‏استخدم هجوم هيروشيما سلاح “الولد الصغير” Little Boy الذري -سلاح اليورانيوم المخصب الأبسط الذي لم يتم اختباره من قبل. ‏

كان قد تقرر موعد الهجوم التالي على اليابان باستخدام قنبلة ذرية، ليكون في 11 آب (أغسطس). وسوف يستخدم هذا الهجوم سلاح البلوتونيوم “الرجل السمين” Fat Man الذي كان قد تم اختباره بنجاح في 16 تموز (يوليو).‏

وفي الوقت نفسه، تدفقت التقارير الاستخباراتية إلى البيت الأبيض حول تأثير هجوم هيروشيما على الحكومة اليابانية. ‏

‏بينما كان الجيش الياباني متحفظًا بشأن الاعتراف بالخطر الذي يشكله الكشف عن هذا السلاح الأميركي الجديد على اليابان (كانت اليابان منخرطة في برنامج القنبلة الذرية الفاشل الخاص بها، وقدرت أنه حتى لو أسقطت الولايات المتحدة مثل هذا السلاح على هيروشيما، فإن مخزونها من الأسلحة المتاحة سيكون محدودًا للغاية، ولذلك، يجب على اليابان، ببساطة، أن تتحمل وتتجاوز العاصفة)، وكان للإمبراطور الياباني رأي مختلف. ‏

‏في محادثات مع وزير خارجيته، شيغينوري توغو، في 8 آب (أغسطس)، أعلن الإمبراطور هيروهيتو أن الحرب يجب أن تنتهي. وأكد توغو في وقت لاحق أن الهجوم بالقنبلة الذرية على هيروشيما هو الذي قاد الإمبراطور الياباني إلى هذا الاستنتاج.‏

ومع ذلك، تدخلت يد القدر. ‏

‏في 7 آب (أغسطس)، بعد يوم واحد من تفجير هيروشيما وقبل يوم واحد من اتخاذ هيروهيتو قراره بإنهاء الحرب، اجتمع القادة الأميركيون المعنيون بتنفيذ أمر ضربة 24 تموز (يوليو) الذي وجَّه إلى مهاجمة اليابان باستخدام القنبلة الذرية بدءًا مما بعد 3 آب (أغسطس)، واستمرارًا مع توفر الأسلحة، لمناقشة الهجوم التالي. ‏

عندما تم إعلامه بأن قنبلة “الرجل السمين” يمكن الانتهاء من تجميعها لتكون جاهزة للاستخدام بحلول 11 آب (أغسطس)، أبلَغ بول تيبيتس -طيار “إينولا غاي”- بأن الطقس فوق اليابان سيكون سيئًا في ذلك اليوم، وطلب الانتهاء من تجميع القنبلة بحلول 9 آب (أغسطس).‏

‏قرار قاتل لناغازاكي‏

‏وسرعان ما تبين أن هذا القرار كان قاتلًا لمواطني ناغازاكي. لو تم الإبقاء على تاريخ الهجوم الأصلي المقرر في 11 آب (أغسطس)، من المحتمل جدًا أن يكون هيروهيتو قد أبلغ عن رغبته في إنهاء الحرب في الوقت المناسب لإحباط هجوم ثان.‏

‏وثمة عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار -القرار السوفياتي في 9 آب (أغسطس) ببدء العمليات القتالية ضد اليابان. وقد أدى هذا الإجراء إلى إعلان اليابانيين الأحكام العرفية، الأمر الذي أفضى إلى تعقيد أي احتمال للسلام.‏

هل كان بإمكان هيروهيتو أن ينتصر على جنرالاته ويعلن انتهاء الحرب لو تم منحه يومين للتشاور؟ لن نعرف أبدًا، لأنه في 9 آب (أغسطس) أرسلت الولايات المتحدة طائرة B-29 الملقبة بـ”بوكسكار” Bockscar، يقودها تشارلز سويني، لإسقاط قنبلة البلوتونيوم “الرجل السمين” على مدينة يابانية ثانية. ‏

ولم تكن ناغازاكي هي الهدف المقصود. كان هذا الشرف قد مُنح لمدينة كوكورا. ومع ذلك، جعل مزيج من السحب والضباب والدخان السيطرة البصرية على الهدف مستحيلة (نظرًا للرغبة في تحقيق أقصى قدر من الضرر للهدف، تم منع الطواقم التي تقود طائرات B-29 المسلحة بالقنبلة الذرية من استخدام الرادار لحيازة الهدف، لأن أي انحراف كبير عن نقطة الهدف المقصودة سيكون من شأنه أن يقلل من مستوى الدمار الذي تسعى القيادة الأميركية إلى إحداثه). ‏

بدلاً من ذلك، تم استخدام معايير محددة للغاية للتعرف إلى الهدف المرئي. وكانت هذه المعايير هي التي أنقذت مواطني كوكورا.‏

‏وبالمثل، كاد سكان ناغازاكي أن ينجوا بدورهم نتيجة لعوامل مماثلة. في الثانية الأخيرة (عانت B-29 من عطل في مضخة الوقود وكان الوقود ينفد منها بشكل خطير)، ولكن، لاحظ الضابط المسؤول عن إطلاق القنبلة نقطة الهدف المحددة، ووجه الـB-29 إليها.‏

‏كنتيجة مباشرة للانفجار الناتج، ‏‏قُدر أن 60.000 ياباني قتلوا، بينما لقي 30.000 آخرون حتفهم كجزء من نتائج الهجوم بحلول نهاية العام.‏

فاجأ هجوم ناغازاكي ترومان -بدا غير مدرك لمسألة أن قصف اليابان باستخدام القنابل الذرية كان شأنًا أوتوماتيكيا بالكامل طالما كانت هناك قنابل وأهداف متاحة. وكانت التقارير عن الهول الذي ضرب هيروشيما تتوافد إلى البيت الأبيض، وبدأ الرعب الذي أطلقه الحدث في الترسخ. ‏

‏في 10 آب (أغسطس)، أمر ترومان بأنه لن يكون هناك المزيد من هجمات القنابل الذرية على اليابان من دون إذنه المباشر والصريح، وهو ما أنقذ مواطني كوكورا ونيغاتا من المذبحة النووية (كانت مدينة يوكوهاما قد أزيلت من القائمة لأنها تعرضت للقصف بالذخائر التقليدية في أواخر تموز (يوليو) وأراد فريق الاستهداف أهدافًا “طازجة” فقط حتى يمكن تقييم التأثير الكامل للقوة التدميرية للقنبلة الذرية.‏

لو كان تفجير “الرجل البدين” قد بقي حسب موعده الأصلي المقرر – يوم 11 آب (أغسطس)- فمن المحتمل أن يكون ترومان، بعد أن أصبح أكثر دراية وقدرة على تقدير التدمير الذي أحدثه سلاح هيروشيما- قد أمر بوقف الهجمات الذرية قبل وقوع الهجوم.‏ ولما كان قتل مواطني ناغازاكي ليحدث أبدًا.‏

‏لكنه حدث، وفي كل عام منذ ذلك الحين، يتجمع مواطنو ناغازاكي لإحياء ذكرى ذلك اليوم المظلم في تاريخهم.‏

وهي لحظة مهيبة حقًا؛ لحظة لا يُقصد منها أن تكون مسيسة. ‏

‏ولهذا السبب، قرر عمدة المدينة الياباني عدم دعوة إسرائيل إلى الحفل خوفًا من أن احتمال أن يقوم المتظاهرون المناهضون لإسرائيل (والمؤيدون للفلسطينيين) بتعطيل الإجراءات.‏

‏عندئذٍ، أبلغ السفير الأميركي في اليابان، رام إيمانويل، رئيس البلدية بأنه لن يحضر الحفل ما لم تتم دعوة إسرائيل للمشاركة.‏

‏مجرد فكرة أن الولايات المتحدة -الدولة المسؤولة عن الهجوم الذري على ناغازاكي- ستختار عدم حضور إحياء ذكرى قتلها الجماعي لليابانيين لأنها اختارت بدلاً من ذلك الدفاع عن شرف أمة، إسرائيل، التي تتورط بنشاط في القتل الجماعي -في الحقيقة الإبادة الجماعية ضد شعب غزة- محيرة للعقل حقًا.‏

إلا إذا كنت مسؤولاً حكوميًا أميركيًا.‏

‏في هذه الحالة، سيكون من المنطقي تمامًا أن تدافع عن جريمة قتل جماعي من خلال تجاهل تواطؤك في قتل آخرين.‏

‏*سكوت ريتر Scott Ritter: ضابط مخابرات سابق في سلاح مشاة البحرية الأميركية، خدم في الاتحاد السوفياتي السابق لتنفيذ معاهدات الحد من الأسلحة، وفي الخليج العربي خلال عملية “عاصفة الصحراء” وفي العراق للإشراف على نزع أسلحة الدمار الشامل. أحدث كتاب له هو “‏‏نزع السلاح في زمن البيريسترويكا” Disarmament in the Time of Perestroika‏‏‏‏، (منشورات كلاريتي برس).

*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Murder of Others

المصدر: الغد الأردنية/ (كونسورتيوم نيوز)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى