«رجعوا الخروف» ناشطون يطلقون حملة ساخرة لمطالبة «قسد» بإعادة مسروقات العملية العسكرية

انسحبت قوات سورية الديمقراطية (قسد) من مدينة البصيرة وبلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، بعد حصار دام أربعة أيام، نفذت فيها قوات خاصة من «قسد» عملية أمنية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، تحت مسمى «ردع الإرهاب 2»، والمفترض أنها كانت تستهدف خلايا تنظيم «الدولة» في المنطقة حسبما صرحت «قسد»، كون هذه المنطقة بالذات تعتبر من المناطق الساخنة في ديرالزور، وتشهد باستمرار عمليات قتل واستهداف لعناصر «قسد» بشكل متكرر، ولكن يبدو أن هذه الحملة التي شنتها «قسد» في ريف دير الزور جاءت نتائجها عكسية.

فقد تعرضت الحملة لانتقادات لاذعة وشديدة من قبل أهالي ديرالزور، نتيجة الانتهاكات التي مارستها «قسد» بحق السكان المحليين، حيث شنت حملة اعتقالات طالت مدنيين من أهالي الريف الشرقي، بينهم شخصيات عشائرية محسوبة عليها، كما تعرضت منازل ومحلات عدة للسرقة في بلدة الشحيل من قبل عناصر «قسد»، وبعد انتشار خبر السرقات، شن ناشطون من دير الزور حملة انتقادات ضد العملية، مع وسم ساخر تحت وسم (#رجعوا_الخاروف)، والذي أطلقه في البداية ناشطون من بلدة الشحيل، لينتشر الهاشتاغ في عموم مناطق المعارضة السورية.

قصة الخروف
ويقول الصحافي خلف الخاطر إن سبب إطلاق الهاشتاغ هو قيام مجموعة من عناصر قوات «قسد» بسرقة خروف صغير من أحد المنازل في بلدة الشحيل، أثناء مداهمتها بقصد تفتيشه، وبعد انتهاء عملية التفتيش فوجئت ربة المنزل باختفاء الخروف الذي كانت تربيه في فسحة منزلها، لينتشر خبر الحادثة في عموم البلدة، وليقوم عدد من ناشطي بلدة الشحيل بإثارة قضية السرقات التي كثيراً ما يقوم بها عناصر «قسد» خلال عملياتهم، وتوسعت بعدها الحملة الإعلامية ضد انتهاكات «قسد» ، ليقوم العشرات من السوريين المقيمين في الخارج بالتقاط صور من أمام معالم مميزة في تلك الدول، سواء كانت عربية أو أوروبية أو آسيوية، مع قصاصة ورقية مكتوب فيها #رجعوا_الخاروف.

وشاركت في عملية «قسد» الأمنية وحدات عدة من قواتها، على رأسها وحدات حماية المرأة YPG وقوات خاصة من وحدات HAT ، وعناصر من مجلس دير الزور العسكري بقيادة أبو خولة البكيري، وحسب بعض الناشطين من أهالي المنطقة، فإن عمليات السرقات التي حصلت في الشحيل يقف وراءها غالباً، عناصر من مجلس ديرالزور العسكري، وهم من العناصر العربية المنضوية في «قسد»، ولذلك حمل شعار #رجعو_الخاروف هذه الاشارة، فهو عبارة عن راية مجلس ديرالزور العسكري التابع لقسد وعليه صورة الخروف المسروق .

وجاءت حملة «قسد» الأمنية في ريف ديرالزور بعد يومين فقط من اجتماع وجهاء وشيوخ من ديرالزور ومن عشيرة العكيدات خصوصاً، بمظلوم عبدي في الحسكة، ويعلق الصحافي محمد الشامي لـ «القدس العربي» على ذلك قائلاً «كانت زيارة وجهاء المنطقة تهدف لإيصال مطالب أهل المنطقة إلى قيادة «قسد» وكان على رأس تلك المطالب، تحسين حياة المدنيين في ديرالزور، وإعطاؤهم دوراً أكبر لحكم مناطقهم، ورفض المنهاج الدراسي الذي أطلقته الإدارة الذاتية في مناطقها، وبعد هذا اللقاء بيومين باشرت «قسد» بمحاصرة مدينة البصيرة وبلدة الشحيل حيث شنت حملة اعتقالات طالت كذلك بلدات الزر وجديد عكيدات والحوايج.

والمفاجأة كانت في اليوم الثاني من الحملة حيث نشرت «قسد» على معرفاتها صوراً تظهر إلقاءها القبض على من سمتهم «ارهابيي داعش»، ليتبين أن احد الأشخاص الظاهرين في الصور هو حمود النوفل أبو فراس، رئيس المجلس المحلي لمدينة الشحيل في ريف ديرالزور التابع لقسد، والنوفل كان مع مظلوم عبدي قبل يومين في اجتماع وجهاء عشائر دير الزور، وبعد انتشار الصور، بدأت موجة من الانتقادات عبر صحافيين وناشطين من ديرالزور، لتقوم بعدها «قسد» بإطلاق سراحه، ويبدو ان حملة «قسد» الاخيرة في ديرالزور، ستفشل كسابقاتها، ولن تستطيع ضبط المنطقة امنيا، كون المعتقلين غالبيتهم مدنيين كبار بالسن وقاصرين». وتحدث الناشط «عمر الشامي» لـ «القدس العربي» عن تفاصيل وخلفيات ما جرى في الحملة الأخيرة، إذ قال إن قوات «قسد» حاصرت القرى في دير الزور، وفرضت حظراً للتجوال في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وشحة الخبز والثلج، مع قيامها بإغلاق أفران الخبز، لكن «أبناء البلدة تحدوا هذه القوات وعمدوا إلى فتح أحد الأفران وهو فرن البيادر الذي قام مالكه بتوزيع الخبز مجاناً». ويعتقد أن ما يجري هو «فعل انتقامي ضد المكون العربي، وهم المكون الوحيد في المنطقة المعارض لخطط قوات سوريا الديمقراطية ومخططاتها لتغيير ثقافة أبناء المنطقة».

«كردستان الكبرى»
وفي هذا الخصوص، تحدثت «القدس العربي» مع الناشط الميداني وسام محمد من سكان ريف دير الزور الشرقي، حيث اكد ان «قسد» ومنذ العاشر من يوليو/تموز، بدأت تناقش وجهاء وشيوخ عشائر ريف دير الزور فيما يتعلق بطرح «منهاج دراسي جديد» على المنطقة وهو المنهاج نفسه المعتمد في مناطقها الكردية، والذي لا يتناسب مع ثقافة أبناء المنطقة وعاداتهم وتقاليدهم، ويضيف أن «المنهاج الجديد وبعد الاطلاع عليه، تبين أنه لا ينسجم مع ثقافة أبناء المنطقة ومخالف للدين الإسلامي وعقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا، إلى جانب التزوير في تناول تاريخنا نحن العرب، وكذلك ما يتعلق بخرائط المنطقة التي أضاعت مساحات واسعة من سوريا والعراق وضمتها إلى خريطة كردستان الكبرى»، على حد قول الصحافي وسام محمد.

وأوضح محمد أن قيادات من «قسد» بدأت مناقشة «المنهاج مع ممثلين عن أبناء مناطق دير الزور وبمشاركة مدرسين ومعلمين من المنطقة رفضوا ما طرحته تلك القيادات من مناهج، وهو ما أدى إلى قيامها بممارسة الضغط الأمني والعسكري على المنطقة واقتحامات لبلدات الحوايج وجديدة عكيدات والشحيل والبصيرة والجرذي وغيرها، ونفذت اعتقالات عشوائية في الشوارع ونهبت منازل المدنيين والمحال التجارية وفرضت حظر تجوال كاملاً على المنطقة». ويتهم ناشطون محليون «قسد»، بأنها تلجأ إلى هذه الأساليب لإثبات دورها في محاربة تنظيم «الدولة» أمام الولايات المتحدة، والحفاظ بالتالي على الدعم المقدم لها من الإدارة الأمريكية.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى