1- ونحن – العرب – مسؤولون عن تحريرها.. ليس بسبب ما فيها من اماكن دينية، ولكن لانها ارض عربية.. وشعبها عربي الهوية والإنتماء.. وهو جزء أصيل وفاعل في أمته العربية: تاريخيا وحاضرا ومستقبلا..
2-إن اغتصاب فلسطين لم يكن لإحتلالها بذاتها بل لتكون قاعدة إستعمارية متقدمة تقطع إتصال الأرض العربية وتواصل أبنائها.. قاعدة لتمنع تحرر ونهضة ووحدة وتقدم العرب وإبقائهم أسرى التشرذم والتبعية والتخلف.. وهذا ما تقوم به دولة الصهاينة بفعالية ظاهرة..
3- وحينما تتعرض دولة الكيان المصطنع لأيّ أخطار يسارع النظام العالمي الإستعماري الذي أقامها ويحميها ويستخدمها لتنفيذ ألأهداف المطلوبة منها؛ يسارع للتدخل المباشر لحمايتها وإنقاذها وإعادتها إلى الفعالية اللازمة وإعادة الفعالية النافذة إليها..وأية محاولة ممن يحمي دولة الكيان ويستخدمها؛ إنما هي مخادعة مكشوفة.. وما دور الولايات المتحدة وذيلها الإستعماري بريطانيا العظمى وسائر الغرب الإستعماري؛ منذ 7/ تشرين الأول/ “أكتوبر” الماضي، الفائت و”طوفان الأقصى”، ودخولها العسكري المباشر في حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها شعب فلسطين؛ إلا إثبات جديد على ذلك الإرتباط الوثيق العنيد المعند بين تلك القوى وذراعها العسكرية المتقدمة في فلسطين المحتلة..
4- وهذا يعني أن العرب هم المسؤولون عن فلسطين.. والمعنيون بقضيتها لأنهم هم المستهدفون من إغتصابها وليست هي وحدها.. وكل تأييد وتدعيم لمقاومة شعبها وصموده وبقائه في أرضه؛ إنما هو واجب وليس بحال من الأحوال تضامنا مع شعب فلسطين.. كما كل تخل أو إمتناع أو تجاهل من العرب، إنما هو فعل تقصير أو غدر أو تواطؤ مع أهداف المشروع الصهيوني وتسهيل لمقومات بقائه وإستمراره..
5- من لا يدرك بعد هذه الأبعاد والخلفيات ودلالاتها يحتاج إلى معرفة أكبر بالحقائق ووعي أكبر بالتاريخ القريب والبعيد.. فمنذ مؤتمر كامبل بانرمان (1907) الذي اسهب في شرح حاجة الغرب الإستعماري لمنع وحدة العرب بكل الوسائل؛ وإتفاقية سايكس بيكو (1916) وما نصّت عليه من تقسيم بلاد العرب وتقاسمها ثم وعد بلفور وإغتصاب فلسطين (1948) وكل ما أعقبه من أحداث وحروب ومعارك؛ يثبت ويبين بوضوح لمن يريد ان يعرف الحقيقة ويراها؛ أن دولة الكيان ليست في وارد التعامل السلمي مع أي عربي.. ومع أيّ أرض عربية.. فما أقيمت إلا لإحتلال الأرض وتهجير الشعب والتسيد على من يبقى – ما إستطاعت إلى ذلك سبيلا…
الذين يتجاهلون هذه الحقائق ويتعاملون بما يفيد خلافها؛ إنما يضعون مصالح شخصية أو فئوية فوق الحقائق التاريخية.. وما معاكستهم لتلك الحقائق إلا إضعاف مؤقت لحركة سير التاريخ وتأخير لموعد إندحار العدوان وتحلل دولته – القاعدية.. وزيادة في الثمن المدفوع وتكبير فداحة الخسائر والتضحيات.. فيكونوا قد خالفوا مصالح أمتهم وألحقوا بأنفسهم خسائر إستراتيجية سيندمون عليها بعد فوات الأوان.
6- وكل تضامن من غير العرب مع فلسطين، سيكون مأجورا ومشكورا، طالما بقي في إطار التأييد والتضامن ولم يدخل في سياق الإبتزاز والمتاجرة والإستغلال..
7- أما وجود الاماكن الدينية فيها فيعزز من أهميتها بالنسبة للمؤمنين الأحرار… أما كونها قضية تحررية ذات أبعاد إنسانية فيزيد من أهميتها لدى أحرار العالم الذين يرفضون هيمنة النظام العالمي الفاسد ويؤيدون حق كل شعب في أرضه وبلده…
8- فلسطين لنا عربية، نحررها لتكون جزءا من دولة العرب الموحدة.. وليس لتكون أرضا لأية مشاريع غير عربية أو تناصب العروبة عداء وحقدا تاريخيا ليس له ما يبرره راهنا؛ فيما يحتاح العرب إلى تعاون حقيقي عربي – إقليمي مضمونه تكامل الطاقات لحماية المنطقة وقيمها وتراثها وحضاراتها ودورها الانساني الفاعل.. وتحريرها من أخطار وأطماع العدوان الصهيوني – الإستعماري على الجميع..
وعليه مطلوب تكاتف الطاقات وليس إفتعال الصدامات..
مطلوب توحيد الصفوف وليس بعثرتها بالفتن التنظيرية أو بالتحريض المذهبي او الطائفي أو العرقي..
مطلوب نبذ العصبيات وأخطرها تلك المذهبية بين المسلمين ..
ليست العصبيات المذهبية طريقا للإنتصار أو التحرير أو التقدم.. بل هي طريق أكيد للتشتت والإنكسار والتشرذم…
9- إن عدم وجود مشروع عربي شعبي للتفاعل والتعامل مع قضية فلسطين وشؤونها وشجونها إنما هو ثغرة نضالية – تنظيمية خطيرة تترك آثارها السلبية على مجمل الوضع العربي بصورته الإجمالية العامة وبصورته الوطنية الجزئية في كل بلد.. سواء في مستوى الأمن الذاتي وحماية الأرض ومن عليها من بشر أو ما يقومون به من محاولات للبناء والنهوض بغرض التقدم.. وطالما بقيت هذه الثغرة قائمة سيبقى الثمن العائد من التضحيات الشعبية النضالية العظيمة أقل بكثير مما يمكن أن تثمره تلك التضحيات.. مما يزيد في فداحة الخسائر وإضاعة المزيد من الوقت قبل تحقيق أهداف كبيرة ذات نتائج تغييرية تحررية تقدمية واضحة..
10- إن إستمرار نوع من التشطي في الوضع الفلسطيني بما فيه من غياب مشروع وطني متكامل يستجمع طاقات الشعب الفلسطيني النضالية العظيمة؛ سوف يزيد من مخاطر ضياع التضحيات الهائلة والصمود الأسطوري لشعب فلسطين فيها وفوق أرضها؛ دونما تحقيق ما يماثها أو يضاهيها من نتائج إيجابية وإستثمار عملاني يصب في خدمة القضية وتدعيم طاقات الشعب وقدرته على الصمود مقدمة للإنتصار وتحرير الأرض..
إن ما تبذله النخب الفلسطينية المنتشرة في بلاد الدنيا؛ لا يزال دون الفعالية المطلوبة فيما يقض الزمن مضاجع الشعب المؤمن الصابر المحتسب؛ بشلال من الدم المتدفق عطاء يوميا بوجه العدوان المجرم الآرهابي الفاشي..
مطلوب من الوجود الشعبي الفلسطيني في خارج فلسطين إعلان النفير العام لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني الواحد الموحد؛ بالصيغة التي يرونها مناسبة وممكنة..
المصدر: المدار نت