177- | والمالُ لَمْ أَرَهُ لِبَخْسِ أَسْعارٍ | لكِنَّهُ مُتَوالِدٌ لِتُجَّارِ | |
178- | ريحُ الخريفِ أتى مدمِّرًا حُلمي | تَطايَرَتْ مَعَهُ أَوْراقُ أَشْجارِ | |
179- | مياسِمٌ قُتِلَتْ في مَهدِ بُرعمِها | داسوا بِأَرْجُلِهِمْ أغصانَ أزهارِ | |
180- | يَرِفُّ قَلْبي إِذا خَطَرَتْ بِذِكْراها | والدَّمْعُ يَهُطُلُ من أَوْراقِ تِذْكارِ | |
181- | تَقاسموا آنها لَحْمي وما أَسِفوا | رَغْمَ الخُضابِ الّذي في مُهْجَتي ساري | |
182- | سَطَّرْتُ تاريخَ أَيّامي على قَبْريْ | لِذِكْرِ مَظْلمةٍ نَقشًا بِأَحْجارِ: | |
183- | القَهْرُ أَكْرَهَهُ والذَّبْحُ في قلبي | والموتُ مُنْتَصِرٌ، والدَّفْنُ في داري | |
184- | والغَيْظُ في كَبِدي، والدَّمعُ في عَيني | والجُرحُ آلَمَني، كالكَيِّ بالنارِ | |
185- | ليتَ الذي عَرَفَ الهوى على صِغَرٍ | خالٍ من الهَمِّ مسرورٌ بِسُمَّارِ | |
186- | وَقَفْتُ أَحنو على زمنِ الهُيامِ بها | لَمْ يَبْقَ منها سِوى أَطْلالِ أَنْهارِ | |
187- | عُصْفورَتي وحديقتي هُما حِقْدي | ولا مَناصَ إلى تَرْويضِ أَفْكاري | |
188- | لملَمْتُ ذاكرتي فلمْ أجدْ إِلَّا | سطرًا به أَلَمي أو سوءَ أخبارِ | |
189- | من أَلفِ عامٍ رُعاةُ الشَّامِ أَغرابٌ | تُعْطي الَّذي غَلَبَ تاجًا من الغارِ | |
190- | أمَّا الخَسيسَ فإِنَّهُ بِها لِصٌ | لِذاكَ تلبسهُ ثوبًا من العارِ | |
191- | إِلامَ أبقى حليمًا أنشدُ الأَملَ | ألا أرى عَفَنًا في كلِّ أوكارِ؟ | |
192- | وكُلُّ مَنْ زَرَعَ الأَشواك في دَربي | لصوصُ دَربٍ أتوا من خارِجِ الدَّارِ | |
193- | لِذا أنا رافضٌ لحني وأُغنيَتي | محطِّمٌ كلَّ أَلحاني وأوتاري | |
194- | ورافضٌ ما بأهلي طيبةً و غَبا | النائمونَ على جمرٍ من النارِ | |
195- | على حَناجِرِهِمْ تَمُرُّ سِكِّينٌ | حَياتُهمْ أَلَمٌ لَيسوا بِأَحْرارِ | |
196- | لو تَسألوا الشّاةَ ما تَرجو لَقالَتْ لَكُمْ: | يا لَيتَني كُنْتُ ذَبّاحًا لِجزّارِ | |
197- | أنا أجودُ بِأَرْضي للحَضاراتِ | من ثمَّ أَدنو إلى غياهِبِ العارِ | |
198- | حَمَلْتُ جُرْحي مَدى عُمْري إِلى قبري | يا لَيتَهُمْ أَمروا عدْلًا بِإعْذاري |
(10)
199- | إِنَّ الملوكَ إذا تَداخَلوا في (بَسا | تينٍ) أَذَلُّوا بِزَرْعِها وصَبَّارِ | |
200- | وَفَرَّقوا بينَ أقمارٍ وأنْوارِها | شُلَّتْ يَدٌ أَطْفأَتْ أَنْوارَ أَقْمارِ | |
201- | فَأَهْلُها الكُرَماءُ لا خُيولَ لَهُمْ | ولا سُراةَ لِجَمْعِهِمْ على نارِ | |
202- | إِرْثُ المعارِفِ قَد غَدا على فقدٍ | حَتَّى تَرى أَبْكَمًا أَميرَ سُمّارِ | |
203- | في كُلِّ نادٍ هُناكَ أَخْرَقٌ فَلَكيْ | زارَ النُّجومَ ويَدْري ما بأَقمارِ | |
204- | أَوْ عارِفٌ مُتَبَجِّحٌ عَلى مُدَّعي | كَشْفُ الحِجابِ ومَشْيًا فوقَ أبْحارِ | |
205- | فَجَاهِلٌ دَخَلَ التَّصَوُّفَ عالِمٌ | باعَ البِلادَ وأَهْلَها بِدينارِ | |
206- | أَبْكَى سَلْبُ التُّرابِ من يَعي مِنْهُمْ | فَراحَ يَشتِمُهُمْ أَلْفٌ بدينارِ | |
207- | بيضُ الوجوهِ فلا شَمْسٌ لِتَكْويهُمْ | عاشوا على لَبَنٍ هَجْرً لإعْمارِ | |
208- | باتوا لساعَتِهم لا يعرفون غدًا | ونارُهم لَهَبٌ حتّى لغدّارِ | |
209- | صُنْعُ الحِبالِ جَرَى على أياديهمْ | أَصْحابُ شُغْلٍ وما انحازوا إلى عارِ | |
210- | مَنْ كانَ آبٌ على لَهيبِ مَوْقِدِهِ | لَمَّا أَغاظوا العِدا بِشَوكِ صبَّارِ؟ | |
211- | تَصْنيعُ حبلٍ على إِقْهارِ أَشواكٍ | تحويلُ صَخْرٍ إلى رمالِ إِعْمارِ |
(11)
212- | (إِنَّ البُكا سَبَبٌ للطِّفْلِ في رَضْعٍ) | بِئْسَ البُكا في خُنوعٍ عِنْدَ جَبَّارِ | ||
213- | يَبْكي الرَّضيعُ لأُمٍّ قَلْبَها مَعَهُ | وَنَحْنُ مَلْجَؤُنا لوَحْشِنا الضَّاري | ||
214- | نِعْمَ النوارسُ لو تَطغى على بَحْرٍ | وفي البَراري خِفافٌ مِثْلَ زُوَّارِ | ||
215- | لَكنَّها وَرَدَتْ تَمْتَصُّ شِرْياني | يا بَحْرُ رُحْماكَ مِنْ أَحقادِ أَطْيارِ | ||
216- | تَوزَّعوا زُمَرًا في كلِّ ناحِيَةٍ | حتَّى إذا كَثُروا صاروا كَإِسوارِ | ||
217- | فَكُلُّ من شَهَرَ السّيوفَ مِن غمدها | قَدْ جاءَ مُفْتخِرًا بِزَنْدِهِ العاري | ||
218- | يَرونَ في الحُلُمِ إِذْلالَ فيحاءٍ | يَحُضُّهُم (عَجَمٌ) بحقدِ ذي قارِ | ||
219- | سمومُ أفعى على تَلْويعِ مُحْتَلٍّ | باللُّؤْمِ قَدَّمَها من كَفِّ خَمارِ | ||
220- | اللُّؤمُ بالغالِ هذي من نَصائحِهم | (إِنْ كُنْتُمُ الحَرَسُ تَقْووا على النّارِ) | ||
221- | (فالغالُ) سَيِّدُهُمْ من بَعْدِ تَدْريبٍ | حتّى إذا حَمَلوا قُلوبَ أَشْرارِ | ||
222- | راحوا إلى عَجَمٍ عُبّادُ زَنْدقَةٍ | الحِقْدُ دَيْدَنَهُمْ للأَهْلِ والجارِ | ||
223- | يا لَيْتَهُمْ أَخذوا الكَدَّ عن جارٍ | قَدْ يَجْلِبوا صَدَفًا في صَيْدِ إبحارِ | ||
224- | عاشوا هُناكَ على أرْزاقِ مالِحَةٍ | بالزَّرعِ والصَّيْدِ خيْراتٌ بإيثارِ | ||
225- | شَتّانَ بَيْنَهُما هُذيْ أَبالِسَةٌ | السُّحْتُ مَأْكَلَهُمْ وبَيْنَهُمْ جاري | ||
226- | البَدْرُ والرّاحُ والخَمَّارُ يَجْمَعُهُمْ | صَبُّوا القَوافي على أَقْوالِ سُمّارِ | ||
227- | (النَّرْدُ) و(البَحْصُ) و(الطَّرْنيبُ) تَسْليةٌ | هَاموا بِها في سُوَيْعاتٍ لِسُهّارِ | ||
228- | ضَرْبُ القِداحِ مَعَ الأَقْداحِ مثْلَبَةٌ | خمرٌ على ميسِرٍ، ركنانِ للعارِ | ||
229- | إِنَّ العِبادَةَ ليسَتْ من مَزاياهُمْ | إلهُهُمْ قَمَرٌ من دونِ أَقمارِ | ||
230- | تَهامَسوا رَسَموا أَنْ يُلْحِقوا قَتلًا | والفَخُّ دَيْدَنَهُمْ في صَيْدِ ثُوَّارِ | ||
231- | عافوا مروجًا وهبّاتُ الصَّبا تَهْفو | على عجائِزِهِمْ بعَبْقِ أَزْهارِ | ||
232- | دَقَّوا بِأَعْمِدَةٍ نَصَبوا مضارِبَهُم | على هِضابٍ لِفَيحاءٍ كَأَسْوارِ | ||
233- | واسْتَخْلَصوا مِنْهُمُ حقيرَ ضَبْعٍ أو | فَتّاكَ زُعنُفَةٍ من عَقْرَبٍ ضاري | ||
234- | صاروا قراصِنَةً لشَيخِ إقليمٍ | كأَنَّهُمْ كَلْبُ صَيْدٍ عِنْدَ جَبّارِ | ||
235- | يا لَيْتَهُم خَنَقوا بِأَرضِنا فِتَنًا | كالنّارِ تَحْرِقُنا جَمْعًا بِإِعْصارِ | ||
236- | إِنْ كنتُ أشرعتُ سيفَ الحبرِ واأَسَفي | بِئْسَتْ ذِراعي على جَهلي لأَقْمارِ | ||
237- | تَفَتَّحَ الوَرْدُ والأَشْواكُ تَحْرُسُهُ | مِثلَ الظَّلامِ على أَضواءِ نَوَّارِ | ||
238- | لآلئٌ في سماء العدلِ ما برحوا | يُضَمّدونَ جِرَاحَ الكيِّ بالنّارِ: | ||
239- | (أبو عَليٍ) وغيرُ العَدْلِ لم ينطقْ | و(اليوسفانِ) و(قاضٍ) شيخُ أحرارِ | ||
240- | مَشاعِلٌ والظَّلامُ على دُجى لَيْلٍ | لا يُرْتَجى ما به أو ما بأشرارِ | ||
241- | إِنَّ الديارَ الَّتي يَضِيعُ أَهْلوها | إِقْرَأْ عَليها دَمارًا دونَ إِنذارِ | ||
242- | جُرْحُ الشَّآمِ تَمادى في تَوَسُّعِهِ | والجُرْحُ يُؤْلِمُ من سِكِّينِ زُوّارِ | ||
243- | يا شامُ نيرونُ آتٍ لا مَرَدَّ لَهُ | إِنْ لمْ يَؤُبْ بِرِضًا كُلٌّ إلى دارِ | ||
244- | بَلْ إِنَّهُ مَرَضٌ زَهَّاقُ أَرواحٍ | في كُلِّ ناحيةٍ إِزميلُ حَفَّارِ | ||
245- | أراهُ في جَبَلٍ، أراهُ في وادي | داووا مصائِبَنا بِهَدْمِ أَوْكارِ | ||
246- | قَدْ صارَ ما أَرِثُ مَأْوى لِتِلْميذٍ | غَصبًا بِلا عِوَضٍ ولَيْسَ مِنْ شارِ | ||
247- | غاباتُ بلدَتِنا أمٌّ لأَهْليها | مِنْ عَهْدِ مَنْ فَتَحوا غُرِسَتْ بِصَبّارِ | ||
248- | غَرَسُوا الَّذي مَعَهُمْ بُذورَ إيمانٍ | صارَتْ لَهُمْ هَدَفٌ لَيسوا بِأَشْرارِ | ||
249- | صَديقُ جَنَّتِهِمْ أَجْزاؤُهُ سَبْعٌ | واسْمُهُ بَرَدَى مِنْ أَوفَى أَنْهارِ | ||
250- | قَدْ دَمَّروا بَرَدَى وأَحْرقوا شجرًا | و(الصَّبْرُ) قَدْ جَرَفوا كَيْ يُشْعِلوا ثاري | ||
251- | الحُزنُ في فَقْدِ غالٍ مُبْكيٌ أَهْلًا | وأَيُّ آتٍ دَنا طَبّالُ زَمّارِ | ||
(12)
252- | إِنْ كانَ ذَنْبٌ على أَخيكَ فانْسَاهُ | وادْفَعْ بِمَوتٍ أَتى مِنْ جَيْشِ أَشْرارِ | |
253- | وسامِحِ الجارَ إِنَّ الجارَ من أَهْلِكْ | وإنْ جَفا، كادَ يَأْتي الإِرثُ للجارِ | |
254- | بالحُبِّ والوَدِّ نَرعى كُلَّ مَصْلَحَةٍ | فالنَّبْعُ يُسْعِدُنا بمائِهِ الجاري | |
255- | نُصْغي إِلى جَرَسٍ يُجاوِرُ مَسْجدًا | فالكُلُّ مُتَّفِقٌ أَنْ يَعْبُدَ الباري | |
256- | سُبحانَ مَنْ خَلَقَ المَسيحَ في كَهْفٍ | وأَنْزَلَ الذِّكْرَ في مَجاهِلِ الغارِ | |
257- | عِنْدَ المُخَلِّصِ والشَّفيعِ أَخلاقٌ | سَمَتْ بِها الشَّامُ مِن دارٍ إلى دارِ | |
258- | اللهُ بَشَّرَ عيسى بالرَّسولِ مُحمْـ | ـمَدٍ شَفيعِ الخَطايا مِنْ لَظى النَّارِ | |
259- | اللهُ لو قالَ كُنْ تَكُنْ بِها بَشَرًا | وَلَوْ أَرادَ تَكُنْ حَبَّاتِ أَمْطارِ | |
260- | إِنْ كانَ يَشْمُلُنا سلطانُ طاغِيَةٍ | فنحن أَغْنامُهُ أو مال تُجّارِ | |
261- | طال الظَّلامُ بِنا فاسْتَنْهضوا جَمعًا | يَسْتَبْدِلُ اللَّيْلَ صَنّاعًا لِنوّارِ |
(13)
262- | قَبَّلتُ تربَتَها لِأَنَّها أُمي | في جِلقٍ شَجَرٌ يَزهو بِزوَّارِ | |
263- | فالضّادُ تَأْبى لَنا إِلَّا العُلا أَبدًا | لكِنَّ كُلُّ اللئامِ داهَموا داري | |
264- | أَسْتَغْفِرُ اللهَ من ذَنْبٍ لِتيجانٍ | إِنَّ المُلوكَ بِنا ناموا على ثاري |
في الجزء الثالث من قصيدة “اغتيال” للشاعر “فايز هاشم الحلاق” يتحفنا بقصيدته لينقل الوضع الإجتماعي والإنساني بـ “الشام” [والمالُ لَمْ أَرَهُ لِبَخْسِ أَسْعارٍ … لكِنَّهُ مُتَوالِدٌ لِتُجَّارِ …. ريحُ الخريفِ أتى مدمِّرًا حُلمي .. تَطايَرَتْ مَعَهُ أَوْراقُ أَشْجارِ …. قَبَّلتُ تربَتَها لِأَنَّها أُمي .. في جِلقٍ شَجَرٌ يَزهو بِزوَّارِ …. فالضّادُ تَأْبى لَنا إِلَّا العُلا أَبدًا .. لكِنَّ كُلُّ اللئامِ داهَموا داري].