89- | طافَتْ بها الحورُ كَيْ تُسقي إَضاءاتٍ | والكأْسُ مُتْرَعَةٌ بخمرَةِ الباري | |
90- | وكُنَّ يَقْرَأْنَ من آياتِ تَنزيلٍ | على سِراطِ تُقى في طاعَةِ الباري | |
91- | عينٌ حِسَانٌ ولا يَحْمِلْنَ أَصْبَاغًا | ولا تَبَرَّجْنَ مِثْلَ تَبَرُّجَ العَاري | |
92- | هذا هوَ الأَمَلُ في بِنْتِ فَيحاءٍ | أُختٌ وأُمٌّ وخزَّانٌ لِأَحرارِ | |
93- | يا شامُ إِنِّي على عهدِ الوفا باقٍ | إِنْ فُلَّ زِنْدي فَإِنَّ الشِّعرَ قيثاري | |
94- | أعطيتُكِ خافِقي وكلَّ إِحْساسي | والرَّبُّ كافَأكِ عِطرًا مِنَ الغارِ | |
95- | إِنْ كُنْتُ أعْليكِ في عُرْبٍ فَلي عُذْريْ | أَنتِ اللِّواءُ سَما في أَرْضِ أَبْرارِ |
(6)
96- | أَنا اِبْنُ ضادٍ دَمي يَصيحُ وَا عَرَبٌ | رَغْمَ الذي انْتَصَرَ أَعْلَنْتُ إِجْهاري | |
97- | وَلَسْتُ بَيْنَهُمُ شمّاخُ أَنْفٍ على | أَهلٍ من الكُردِ أَو كِلدانَ هُمُ جاري | |
98- | كانَ التآخي على ما صارَ تاريخًا | بَلْ مُنْذُ جيرَتِنا في الأَرضِ والدّارِ | |
99- | كنْ ما تَشاْ واتَّخذْ بينَ الورى رَأْيًا | ولا تَكُنْ فارغًا في أَيِّ مِشْوارِ | |
100- | أخْزَى الإِلهُ مُؤازِرًا لِطُغْيانٍ | يَسعى إلى حُلُمٍ (زعيمَ أشرارِ) | |
101- | ويلٌ لمنْ رَكَعوا والشّركُ دينُهم | فَراقِدٌ عُبِدَتْ قُربى لأَقمارِ | |
102- | الوَيْلُ للأسدِ قَدْ سَيَّد الصِّلَ | والفَتْكُ يَحْملُهُ في نابِهِ الضّاري | |
103- | تَصَوَّفَ الفِسقُ عُهْرًا في عبادتِهِ | صَلّى صَلاةَ تُقَى هِرٍّ إلى الفارِ | |
104- | صارَ البشيرُ إلهًا يسجدونَ لهُ | من حَولِهِ عَسَسٌ لِدَهْمِ أَسْوارِ | |
105- | قَدْ خَصَّني اللهُ أَنْ أُعطي فلا بُخْلٌ | النُّورُ أَصْنَعُهُ والفْحَمُ أَقْداري | |
106- | اللهُ يشهَدُ لي ظُلْمًا بِأَيَّامي | واللهُ يَمْنَحُنا نَصْرًا لأحرارِ | |
107- | لا تَسْأَلوا الوردَ عن عِطْرٍ يجودُ بِهِ | واستَنْطِقوا الجَذْرَ عن ماءٍ بِهِ جاري | |
108- | أُمَيَّةٌ والدي وخالِدٌ خالي | والفِكْرُ من عُمَرٍ في أَضْلُعي ساري | |
109- | آثَرْتُ رَفْضَ الَّذي يَحُطُّ من قَدْري | أَوْ كانَ خِبٌّ سَعى تَقْويضَ أَسْواري | |
110- | لِمَنْ أَبوحُ بِآلامٍ أَلَمَّتْ بي؟ | قَلَّ الرجالُ يَعوا قَولي وإٍْسراري | |
111- | أَهْلُ الحِجا كُثُرٌ ولَسْتُ أَوَّلَهُمْ | أَبْقَى أَسيرَ بَصيرَتي وإِبْصاري | |
112- | يا ليتَ مَنْ حَسَدوا كانوا هُمُ عَرِفوا | العربُ صامِدَةٌ في كلِّ إِعْصارِ | |
113- | وَإِنَّما حَرُّ نيراني سَيَقْتُلُني | والناسُ سَكْرى يُدَبِّرونَ إِسْكاري | |
114- | دَأبُ الغُزاةِ على تَخْديرِ مَغْدورٍ | للشامِ تَجْرِبَةٌ مَعْ كُلِ غَدّارِ | |
115- | سُقيتُ من (بَردى) و(الرَّبْوَةُ) مَرْتَعي | والحَوْرُ في (دُمّرٍ) أغْصانُهُ داري | |
116- | للصَّخْرِ في (قاسيونَ) الحُرِّ عَهْدٌ مَعي | نَقْسو مَعًا عِنْدما شَكَّلتُ أَظْفاري | |
117- | أَفديهِ نَفسي وخافِقي وأوْلادي | راياتُهُ البيضُ أعْطَتْني إِكْباري | |
118- | واللَّحْنُ من بَردى يَهْزُني طَرَباً طَ |
خَريرُهُ نَغَمٌ من عَزْفِ قيثاري | |
119- | لَمْلَمْتُ غُصْنًا على (صَفْصَافَةِ مُسْتَحي) | شَدَدْتُهُ نَغَمًا فَكانَ أَوْتاري | |
120- | قيثارتي عَزَفَتْ أَنْغامَها شَجَنًا | من لُؤْلُؤٍ طَرِبٍ بِلَحْنِ أَنْهارِ | |
121- | وَ(غوطَتي) رَقَصَتْ بِسِحْرِ أَلحاني | ومن بَلابِلِها كَوَّنْتُ أَشْعاري | |
122- | هذا وريدي من نَبْضِهِ أَحْيا | كانَ الرسولَ إِلى دَمْعي ومِزْماري |
(7)
123- | يا شامُ عُذْري لَكِ فالشِّعْرُ أَوْهَمَني | واللَّحْنُ زَيَّنَ لي في أُسْطُري عاري | |
124- | إنَّ الفَراديسَ أَشْرافٌ يَعيشُ بِها | ليسَ المَلائِكُ من عَسَسٍ وحُقّارِ | |
125- | إِنَّ الَّذي كَتَبَ السطورَ في جارِهُ | تُؤْذيْ خَسيسٌ وَواشٍ وابْنُ أَشْرارِ | |
126- | أهلُ المناصبِ لا تَسعى لتَحريرٍ | مَنْ كانَ ذو سُلْطَةٍ يُطْرَبْ على العارِ | |
127- | يخافُ مِنْ صَحْوَةٍ في ريحِ عاصِفَةٍ | تَجْتَثُّ رَقْبتَهُ كَسْرًا كَفُخَّارِ | |
128- | إِلا بُدورٌ تنيرُ مَسْلَكًا للهُدى | قَدْ زَيَّنوا صُحُفًا لنا بأنوارِ | |
129- | جَدِّي (معاويَةٌ) ما زالَ يَغْبِطُني | أَراهُ في حُلُمي يثيرُ بي ناري | |
130- | وهاتِفٍ صاح بي مِنْ حَولِ مَرْقَدِهِ: | (من يُغْمِدُ السيفَ نوَّامٌ على ثارِ | |
131- | حَذَّرْتُكُمْ فِتَنًا مِنْ دودَةِ الأَرضِ | دِماؤكُمْ سُكِبَتْ في كَأْسِ أَشْرارِ)
|
|
132- | بَني قُرَيْظَةَ في التَّاريخِ لم يَزَلوا | يَسْعونَ في فِتَنٍ شَرارَةُ النَّارِ | |
133- | أَمْشي وتَمشي مكارِمٌ أَعيشُ بِها | وزائِري مُكْرَمٌ كَأَنَّه جاري | |
134- | كَرَّسْتُ مُشْكِلَتي وكُلَّ أَحْلامي | وقُلْتُ أَمنحُها لِكلِّ ثوارِ | |
135- | لا صَفْحَ عَنْ خائِنٍ أَرادَ فُرْقَتَهُمْ | لا جَفْنَ يَغْمِضُهُ: عَهْدي لأحرارِ | |
136- | حَوَّلْتُ نَفْسي إلى بُركانَ مِنْ لَهَبٍ | أَحْرِقْهُ في غَضَبي، أصْلِيهِ في نَاري |
(8)
137- | عِشْقُ المهَا بِدَمي وشاغِلي زَمَنًا | في شطِّ ساقِيَةٍ وَأَيْكِ أَشْجارِ | |
138- | الحُبُّ داءٌ ولا يُرجى الشِّفاءُ بِهِ | والداءُ يصرعنا من دون إنذارِ | |
139- | مَجْنونُ لَيْلى بَكى جُرْحَ الهوى طِفلًا | عِشْقُ العَصافيرِ يَشْكو بَوْحَ أَزهارِ | |
140- | فَرُحْتُ أَنْشِدُ شعرًا دونَ أَنْ أَدْري | يا لَيْتَها بَقِيتْ جَميعَ أقْداري | |
141- | من دونِها لم أَكُنْ بِالشِّعْرِ صَدّاحًا | ولا مَشَتْ قَدَمي تَسْعى لِسُمَّارِ | |
142- | لكنَّها خُلِقَتْ لِكَيْ أَموتَ بها | تَمْشي الضَّحايا لِأَقْدارٍ بِإِصْرارِ | |
143- | أَحْبَبْتُ بَحْرِيَّةَ العَينينِ حَتَّى غَرِقْـ | ـتُ في شَواطِئِها، يا حُسْنَ إبحارِ | |
144- | يا حُبَّ عَشْرٍ، وما يَأتيكَ من لَوْمٍ؟ | العِشْقُ في كِبَرٍ يأتيك بالعارِ | |
145- | والطّفلُ عن مَرَحٍ إِنْ كانَ قَدْ عَشِقَ | فالطِّفْلُ حُسْنٌ بِهِ غَرَقٌ بتيارِ | |
146- | عُصْفورةُ الدَّوحِ مَنْ يَكونُ بُلْبُلَها؟ | فَرخانِ لم يَرِشا لكنْ بأَوبارِ | |
147- | مَنْ كان يَعرِفُني بينَ العَصافيرِ؟ | أَوْ بينَ سِرْبِ القَطا في كلِّ أَطْيارِ | |
148- | أَعيشُ دَهْرًا على إشراقِ مَبْسَمِها | أُحَدِّثُ النَّجْمَ عَنْ سِرِّي بأشْعاري | |
149- | أَموتُ إِنْ حَزِنَتْ أَعيشُ لو ضَحِكَتْ | أَحْيا على فَرَحي في خافِقي جاري | |
150- | وما لَمسْنا كِلانا مَوْطِنَ الحِسِّ | إِلَّا بِمَسْحٍ لِدَمْعٍ أَوْ لِأَشْعارِ | |
151- | بَراءةُ الطِّفْلِ، لمْ تُفارِقِ المُقَلَ | أَثْناءَ قَفْزٍ على فُروعِ أَنْهارِ | |
152- | رَأَتْ دُموعي على جُرحٍ بأصْبَعِها | فَأَتْبَعَتْني بُكاءً مثل مِقْدارِ | |
153- | ساءَلْتُها: هَوِّني عليكِ! تُؤْلِمُكِ؟ | نَفَتْ وَقالَتْ: حَمَلْتَ قَلْبَ فَخَّارِ | |
154- | مِنْ قَطْرَةٍ هوَ يبكي ثُمَّ يَنْكَسِرُ | دَعْ عَنْكَ جُرْحي فَيَقْسو مِثْلَ أَحْجارِ | |
155- | غَطَّتْ عُيونًا بِساعِدٍ لِزَلَّتِها: | إِنِّي أَرى فيكَ مِرْآةً لأَسْراري | |
156- | كَمْ مَرَّةً طارَ قلبي عند ضحكتها | فكنتُ أُسْكِتُهُ يوشي بأخبارِ | |
157- | وصَرَّحَتْ دونَ أَنْ تَدري نَعَمْ أَنتَ لي | للسَهوِ فائِدَةٌ بَوْحٌ بِأَسْرارِ | |
158- | أَهْوى عَبيرًا يَفوحُ عِنْدما تَأْتي | زُهْريَّةٌ لَمْلَمَتْ مَجْموع أَزْهارِ | |
159- | داءُ الهوى مَرَضٌ من دونِ أَنْ نَدري | والعشقُ قاتِلنا صَرعى بتيارِ | |
160- | كلُّ الكواكِبِ زُرْتُها بِعينَيها | لَمْلَمْتُ كلَّ النُّجومِ لها بِأَشْعاري | |
161- | نَظَمْتُ مِنْهُمْ مَعَ الأَقمارِ أَقْراطًا | هذا حُلِيٌّ من السماءِ فاخْتاري |
(9)
162- | لمّا صَحَوتُ على الهَوى أنا غضٌّ | بَدَأْتُ أَعْشَقُ لكِنْ عِشْقَ ثُوَّارِ | |
163- | جاءَتْ نِصالٌ بِأَلْفِ يَدٍ وجَزّارٍ | وَكُلُّها هَدَفٌ في ذبْحِ أَشْجاري | |
164- | شَيَّعتُ كلَّ الفَراشِ وصارَ بستاني | مَبيتُ جامِعَةٍ وشارِعُ العارِ | |
165- | نادوا (لِجامِعَةٍ) بِوَأْدِ أَزْهارٍ | العِلْمُ يَرْفُضُ إِذْلالي وإِفْقاري | |
166- | صَخرُ اليَبابِ مجاورٌ يقولُ: أنا | أرعى الشبابَ فيُمسي الوردُ أَحجاري | |
167- | فَابْنوا طِباقًا إِلى كلِّ التلاميذِ | فالدارُ تَحيا بِتَعْليمٍ وأَفكارِ | |
168- | هذي جنانُ الإِلهِ شكَّلتْ آيةً | برهانُ ربٍّ كَوى الكُفَّارَ بالنَّارِ | |
169- | لا يَرْتَوي من عُطور الورد إلّا زا | رعٌ لها راحَ يَبْكي مِثْلَ أَطْيارِ | |
170- | كالأُمِّ إِنْ ثَكِلَتْ وَحيدَ لوعَتِها | باتَتْ بِلا أَعْيُنٍ، تَشْكو لِقَهّارِ | |
171- | مليونُ طُنٍ من اللَّيراتِ قد سُرِقَتْ | قَدْ باتَ يَحْصُدُها مُسْتَمِلِكٌ داري | |
172- | في ظَنِّهم مُهْمِلٌ ما هَمَّني شَرَفي | فَأَتْبَعوا شَجَري آلافَ مِسمارِ | |
173- | أتى قرارٌ من (الآتي) على إرثي | قال: السُّهولُ قصورٌ أو لطيارِ | |
174- | أمَّا الجبالُ فعشِّشوا بها عَسَسي | هديَّةٌ غُصِبَتْ تُهْدى لجزَّارِ | |
175- | بِئسَ الوَصِيُّ على أَرضي ومُمْلَكَتي | جَعَلْتَ من جَنَّتي مبيتَ أَشرارِ | |
176- | الأرْضُ كَمْ بَكِيَتْ فِراقَ أَهْلِيها | والماءُ قد أَسِنَ هَجرًا لأنهارِ |
في الجزء الثاني من قصيدة الشاعر “فايز هاشم حلاق” بإسم “إغتيال” الشعر الجميل المعبر بصدقه [يا شامُ إِنِّي على عهدِ الوفا باقٍ .. إِنْ فُلَّ زِنْدي فَإِنَّ الشِّعرَ قيثاري …. أعطيتُكِ خافِقي وكلَّ إِحْساسي .. والرَّبُّ كافَأكِ عِطرًا مِنَ الغارِ ….. إِنْ كُنْتُ أعْليكِ في عُرْبٍ فَلي عُذْريْ أَنتِ .. اللِّواءُ سَما في أَرْضِ أَبْرارِ] .