(1)
1- | أنا ابنُ فَيحاءَ قَدْ أَشْعَلْتُ بي ثاري، | الجرحُ في بَلَدي والظُّلمُ أَقداري | |
2- | يا شامُ صَبرًا على الأحداثِ والبَلوى | فالصُّبرُ فاكِهةٌ لِنَصرِ أَحْرارِ | |
3- | والجورُ مَشْأَمَةٌ ما بينَ أعرابٍ | والمعتَدي راتِعٌ بالذُّلِّ والعارِ | |
4- | مَنْ ذاقَ مَظْلَمَةً يَقْسو ولا يَلِنُ | فالنّاسُ كالعُودِ من نَبْتٍ وأَشجارِ | |
5- | فالحَوْرُ كالميْسِ، لا تَقوى مفاصلُهُ، | والسِّنْديانُ قَسى حتَّى على النّارِ | |
6- | واللَّينُ بالقَصَبِ، تَراهُ مِغَناجٌ | على السَّواقي، ويَبْقى العِطْرَ للغارِ | |
7- | آليتُ عَهْدي على أَنِّي حَديدٌ أَنا، | الغارُ أَنْثُرُهُ، والمسْكُ أَخباري | |
8- | والصَّبْرُ من شِيَمي، لكنَّهُ مُرٌّ | إِنْ كان سَبَّبَهُ أبْناءُ أشرارِ | |
9- | لا تَحْسَبَنَّ جبانًا صارَ عَنْتَرَةً | إِنْ لَمْ يَكُنْ بُرْعُمًا لِسَيْف جَبَّارِ | |
10- | حيتانُ مُعْتَدِيٍ قَدْ أَشْعلوا نارًا | لحرقِ مَنْ ظُلِموا من دونِ إِنذارِ | |
11- | حِرابُهُمْ شُحِذَتْ من آلِ صُهُيونٍ | والجرز – تَدْعَمُهُ كَتائِبُ الفارِ | |
12- | للإِفْكِ سَطْرٌ تَخُطُّهُ يَدُ الباغي | أَتباعُ مَهْزَلَةٍ في حَربِ دولارِ | |
13- | راحوا إلى صُحُفٍ تَفْتريْ كَذِبًا | فَصَوَّروا عَرَبًا تُسيءُ للجارِ | |
14- | عاشوا على سَفَهٍ ومَكْرِ إِبْليسٍ | والكرهُ أَوْهَمَهُمْ أَنْ يَسْلُبوا داري | |
15- | وجوهُهُمْ حَقَدَتْ أَحْداقُهُمْ شَرَرٌ | والقَلْبُ قَدْ مُلِئَ بالفَحْمِ والقارِ | |
16- | إِنْ قيلَ مشكِلَتي هَوِيَّتي عَربي | فَهَلْ لِعُربٍ على الأَزمان مِنْ عارِ | |
17- | أَم أَنني عُمَرِي وقائديْ عَدْلٌ | أكْرِمْ بقائِدنا من بَينِ أحرارِ |
(2)
18- | يا شارِحًا كَذِبًا أَيامَ تاريخي | حَدِّقْ بما كَتَبوا في نَحتِ أَحْجارِ | |
19- | الحِقْدُ قَدْ ذَهَبَ بفتنةٍ طُويَتْ | إيَّاكَ تُرْجِعُها في بعضِ أَشرارِ | |
20- | إيَّاكَ تَنْبَهِرُ في بَهْرَجٍ زائِفْ | تَبْقى النُّفوسُ فِدًا للأَرضِ والدَّارِ | |
21- | لا تُصْغِ سَمْعًا إلى (كِسرى) بأَقْوالٍ | قَدْ شَكَّلَتْ فِتَنًا للأَهْلِ والجارِ | |
22- | للفرسِ عَهْدٌ على أَبْناءِ صُهيونٍ | (وكورشُ) حَرَّرَهُمْ من أَسْرِ (نَصَّارِ) | |
23- | فَالوِدُّ مختبئٌ بظاهِرِ الكُرْهِ | قَدْ أَقْسَموا شَرَفًا في صَوْنِ أَسْرارِ | |
24- | تعاهَدَ الذِّئْبُ والأَفْعى على غَدْرٍ | لكِنَّ ظاهِرَهُمْ صِراعُ جزَّار | |
25- | (للعَلْقَمِيِّ وجابرٍ) مذلتهم | كانَتْ لَهُمْ مأْخَذًا ذُلًا بإِصْرارِ | |
26- | حِقْدُ المَجوسِ أَتى بِكُلِّ مَكْروهٍ | والذِّئبُ مُفْتَخرٌ بِنابِهِ الضَّاري | |
27- | هَيْهاتَ لَوْ وُلِدَتْ صُروحَ وَحدتنا | كُنَّا ولَمْ نَزَلِ أَحْفادَ أَبْرارِ | |
28- | فاهْجُر هَوى عَجَمٍ إِنّا ذَويْ قُربى | وَجَدُّنا واحدٌ من عَهْدِ أَنْبارِ | |
29- | في أرضنا نَزَلَتْ آياتُ قرآنٍ | تُعْطي الوَرى أَبَدًا إِشْعاعَ أَنوارِ | |
30- | والدِّينُ عَرَّفَنا بغيرِ أَعْرابٍ | فَضْلُ الإلهِ وشَرْعٌ بالتُّقى جاري | |
31- | ناشَدْتُكمْ بالذي يُقدِّرُ القَدَرا | امحُوا ضغائِنَكُمْ ثوروا على الثارِ |
(3)
32- | ناجيتُ بي قَدَري في وَعْرِ مِشْواري | فالدَّمْعُ يَظْلمُني ضاقَتْ بِهِ داري | |
33- | جُرِّعْتُ كأسًا من الأَفْراحِ يَقْتُلُني | يا بُؤْسَ بَسْمَتِنا نَذْلٌ بها ساري | |
34- | رُدِّيتُ بُرْدًا من الأَقوالِ كاذبةٍ | لها بريقٌ غَرَى جيلَ أحرارِ | |
35- | الفيلُ يَعبُرُ جُحْرَ نَمْلَةٍ خَوْفًا | أَثناءَ أَسْئِلَةٍ مِنْ أَجلِ إِقْرارِ | |
36- | أُشْتُمْ أَباكَ وقُلْ في أُمِّكَ العُهرَ | وامْدَحْ وضيعًا لِكَيْ تنْجو من النارِ | |
37- | عشرونَ فَرعًا تسابَقوا بلا سببٍ | في تَرويضِ رَعيَّةٍ على العارِ | |
38- | أَعلن قبولًا بكُلِّ مَسَرَّةٍ ورضى | ثمَّ ابْتَسِمْ راقِصًا لِكُلِّ قَهّارِ | |
39- | رَقَصْتُ مِنْ أَلَمي، وكانَ قَرَّادي | بِالسَّوْطِ يَضْرِبُني لِذَلِّ إِكْباري | |
40- | ناديتُ ربّي، بقلبٍ طاهرٍ يَبكي | يا رَبِّ أَرجوكَ آمِنِّي في داري | |
41- | إِلَيكَ نَلْتَجِئُ مِنْ كُلِّ فِرْعَوْنٍ | للهِ عَوْدَتُنا هروبُ أَحْرارِ | |
42- | قَوّي عَزائِمَنا عَوْنًا على البَلْوى | وامْنَحْ بصائِرَنا تَدْبيرَ جَبّارِ | |
43- | السَّاحُ ملتهبٌ كَأَنَّهُ الحَشْرُ | تَعْلو مَدائحَهُمْ بصَوْتِ هَدَّارِ | |
44- | جئناكَ يا (هُبَلُ) هيِّئْ لنا سيفًا | (فداحسٌ) معنا، تُعسًا (لذي قارِ) | |
45- | فنحن في سِقَمٍ عُدْنا إلى جَهْلٍ | الحربُ نُشْعِلُها غَزْواً على الجارِ | |
46- | تَهتَزُّ رايتنا تدْنو إلى صُوَرٍ | وألفُ لافِتَةٍ كانَتْ على صاري | |
47- | هذا هُو العَدْلُ في ميزانِ نيرونا | النَّاسُ كالغَنَمِ في نابِهِ الضَّاري | |
48- | للذبحِ يَجْتَمِعوا، كالسَّيْلِ هَدَّارًا | جِنانُهُمْ تَرَكوا، جاؤوا إلى النار | |
49- | أَتَوا على عَجَلٍ يَحُثُّهُمْ أَمَلٌ | بالرَّقْصِ يَقْتَرِبوا من شَخْصِ مُختارِ | |
50- | يحْدوهُمُ هَدَفٌ بِتَركِ قَرْيَتِهِمْ | والشّغْلُ في عَسَسٍ لِقَتْلِ ثُوارِ | |
51- | بالأَمسِ قَدْ شُحِنوا للشَّعْبِ أَعْداءً | وهكذا أَمِلوا بِخَنْقِ أَزْهارِ | |
52- | إِحراقُ غابَتِهِمْ، وزَرْعُ أَحْجارٍ | لو جَفَّ نهرهم، أهلًا بِسُمّارِ | |
53- | هَزُّوا مناكِبَهمْ دَقّوا بِأَرْجُلِهِمْ | هاجوا وماجوا على ألحانِ مِزمارِ | |
54- | كان التُّرابُ حزينًا في مضارِبهم | يعجُّ من فقدِ أشجارٍ وإعمارِ | |
55- | هَبَّ الغبارُ عليهم ثمَّ غَطّاهمْ | فَلَفَّهُمْ غَضَبٌ من دونِ إِمْطارِ | |
56- | غنّوا بِلا فَرَحٍ، يا ليتَهُمْ ناحوا | فالحَقَّ ما عَرِفوا: ما هُمْ بِأحرارِ | |
57- | إِنَّ العُصاةَ نَجَوا بمركبِ نوحٍ | والموتُ يَأْتي على نُوحٍ وَأَبْرارِ | |
58- | هَلْ صارَ نوحٌ من العُصاةِ وابنٌ لَهُ | يَنْجوا مِنَ الغَرَقِ والحَرقِ بالنَّارِ | |
59- | الرَّقصُ أَتْعَبَني والحَبْلُ قَيَّدَني | واحْتارَ (عَيْنٌ) على طَوْعي وإِجباري | |
60- | فراحَ يَجلدُني بالسّوطِ كي يَعْلو | صُراخُ حُنْجرتي، والشَّتْمُ إِنْذاري | |
61- | تَقَرَّحَتْ راحَتي من كُثْرِ تَصْفيقي | وراحَتي ذَهَبَتْ والذُّلُ في داري |
(4)
62- | أَصْبَحْتُ أَحْيا على أَنِّي سَيّافٌ | أَطِيعُ حاكِمُنا من أَجْلِ دينارِ | |
63- | في كُلِّ حَفْلٍ إلى السَّاحاتِ مَجرورٌ | أَوْ عِنْدَ خِطْبَةِ طبالٍ وزمَّارِ | |
64- | ولَيْسَ لي عَمَلٌ عِندَ الأميرِ سِوى | تَحضيرِ آنيةٍ أو حَلْبِ أَبقارِ | |
65- | والوَيْلُ في شَرَفي إِنْ كنتُ مُعْتَرِضًا | طُعِنْتُ في خُلقي عدوُّ أَحرارِ | |
66- | كأَنَّني القِدْرُ يَطْهو ساكتًا لَهُمُ | وَجْهي لِربِّي وَقَعْري صارَ بالنارِ | |
67- | عافوا طَعامي وصارَ الأَكْلُ من كَبِدي | قالوا: طويتُ بِها جميعَ أَسْراري | |
68- | أَوْ أَنَّني العيرُ قَدْ أَتى لِطَحَّانٍ | رَحاهُ دائِرةٌ في كُلِّ أَطْوارِ | |
69- | سُحِبْتُ من رَسَني والحَبُّ شوَّانٌ | حَرَنْتُ أَرْفُضُهُمْ فَجاءَني عاري | |
70- | أذعنتُ مُبْتَلِيًا وأَدْمُعي تَجْري | قَطعُ اللّسانِ وضرسٌ مثلَ منشارِ | |
71- | خَفَّفْتُ مِنْ عَلَفي فالعُشْبُ مَفْقُودٌ | والسِّعْرُ مرتفعٌ كَفٌّ (بدولار) | |
72- | والماءُ أَشْرَبُهُ في الكَيْلِ أَدْناهُ | فماؤُنا عِنَبٌ خَمْرٌ لِخَمَّارِ | |
73- | سُئلتُ عن وَطَنٍ فَلُذْتُ بالصَّمتِ | ما كنتُ أَمْدَحُهُمْ ولا بِثَرثارِ | |
74- | وكان ظَنِّي بِأَنيِّ في مراتِبِهِمْ | يَهُمُّهُمْ كادِحٌ في نَشْرِ أَخبارِ | |
75- | يا للصَحافَةِ تُمْسي ثُمَّ تُصْبِحُ مُوْ | مِسًا وإِنْ شَرُفَتْ أُخْتٌ لسمِسارِ | |
76- | قَدْ قَوَّلُوني معانٍ لَسْتُ قَائِلَها | وَكُلُّ سَعْيُهُم غَسيلَ أَفْكَاري | |
77- | شَخْصِيَّتي برزتْ بالصَّفْحَةِ الأولى: | هذا أَنا بِدَمي عَهْدي وإِقْراري | |
78- | قالوا: بِأَنّي مُعَاهِدٌ لإبْليسٍ | فَدَيْتُهُ وَطَني حتَّى إلى النارِ | |
79- | لولاه ما عِشْتُ أَوْ أَبْصَرْتُ في الدُّنيا | ولا فُؤادي يكُنْ حمَّالَ أَسْراري |
(5)
80- | كَمْ مِنْ شُموسٍ (لأَهْلِ الضَّادِ) في داري | يا رَبِّ نَصرًا على عَدوِّكَ الضَّاري | |
81- | أَبْلوا وَضَحُّوا وما هابوا الوغى أَبَدًا | آمالُهُمْ: يَرْفَعوا راياتُ أَحْرارِ | |
82- | يَرْموكُ لمْ تَزَلي في الكونِ تَأْتَلِقي | عَزْلٌ لأَنْجُمِنا في نُبْلِ ثُوَّارِ | |
83- | منْ لي بِفَضْلِ سُيوفِ اللهِ مِنْ بَطَلٍ | يَعودُ مُرْتجِلًا في كُلِّ إِكبارِ | |
84- | يا شامُ لَيْتَ السَّجايا غيرُ ذاهِبَةٍ | إِنَّ الذي حَصَلَ شيءٌ من العارِ | |
85- | طَغى على أهلها شذّاذُ آفاقٍ | وما شَكوا أَلمًا حَتّى إلى جارِ | |
86- | كَأْسُ التَّسامي شَرِبْنا مِنهُ مملوءً | إِحْقاقُ عَدْلٍ وإِمْدادٌ بأَنْصارِ | |
87- | أمُّ العروبَةِ والرِّضوانُ يحْرُسُها | أَكْرِمْ بها جَنَّةٌ بنَهرها الجاري | |
88- | نَبعُ العَطاءِ بها الإكرامُ والجودُ | ما هانَ ضَيْفٌ بها من عَهدِ أَنْبارِ |