صعّد الجيش التركي خلال الساعات الماضية من قصفه على مواقع مليشيات “قسد” في ريفي الرقة والحسكة شمال سورية، وسط تكهنات حول نيته التقدم في المنطقة باتفاق مع روسيا والنظام السوري.
وقالت مصادر مقربة من “قسد” لـ”العربي الجديد”، الإثنين، إن الجيش التركي صعّد من عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مواقع المليشيات صباح اليوم في قريتي دادا عبدان، وخضراوي في ناحية الزركان بريف الحسكة الشمالي، وفي قرى هوشان والخالدية وأبو صرة بناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي.
وذكرت المصادر أن الجيش التركي ركّز قصفه مساء أمس على مواقع المليشيا في قريتي هوشان والخالدية الواقعتين على بعد أربعة كيلومترات غربي ناحية عين عيسى، كما طاول القصف قرية كور حسن وصوامع قزعلي وقرية حرية أيضا غربي ناحية تل أبيض شمال غربي الرقة. ولم يتبين حجم الخسائر التي منيت بها المليشيات جراء القصف التركي.
تعرب مصادر “قسد” عن اعتقادها بأن التقدم التركي في عين عيسى لن يتم إلا بالتوافق مع الجانب الروسي
ويأتي تصعيد القصف من الجيش التركي، في ظل الحديث عن وجود نية بالتقدم في ناحية عين عيسى، تزامناً مع استمرار “الجيش الوطني السوري” في إرسال التعزيزات إلى محاور تلك الجبهات، إلا أن مصادر من “الجيش الوطني السوري” أكدت لـ”العربي الجديد” أن التعزيزات مستمرة في المنطقة، ولكن لا توجد نية حالياً للتحرك.
وكانت قوات النظام السوري قد عززت من قواتها، قبل أيام، في محاور عدة بعين عيسى، وخصوصاً في المحاور المقابلة لخطوط التماس مع “الجيش الوطني” والقوات التركية، وكانت من ضمن التعزيزات راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة.
وقالت مصادر من “قسد” لـ”العربي الجديد” إن الأخيرة لا تأمن الجانب الروسي بالكامل، وتعتقد بأن التقدم التركي في عين عيسى لن يتم إلا بالتوافق مع الجانب الروسي، وهو ما حصل سابقاً في عام 2018 حيث انسحبت القوات الروسية أمام التقدم التركي.
وتشهد المناطق التي خضعت لسيطرة “الجيش الوطني” والجيش التركي في ريفي الرقة والحسكة حالة من الفوضى والاقتتال بين فصائل من “الجيش الوطني”، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة هذا الجيش على تحقيق مزيد من التقدم بالمنطقة، إلا أن مصادر تؤكد أن الجيش التركي يعتمد على قواته بشكل رئيسي في عمليات التقدم وعلى مجموعات محددة من “الجيش الوطني”.
وفي حديث مع “العربي الجديد”، يقول نائب القائد العام لـ”جيش الثوار” المنضوي في “قوات سورية الديمقراطية” أحمد السلطان أبو العراج، إنهم سيواجهون أي اتفاق تركي روسي، مستذكراً ما حصل في عفرين، قائلاً: “نحن سنقف ضد أي مشروع يهدف لزعزعة شمال وشرق سورية بعدما عمّ بهما الأمان والاستقرار”. ووصف ما يحدث من اتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران والنظام بـ”المؤامرات”.
وأكد القيادي بشدة أنهم سوف يواجهون أي عملية عسكرية ضدهم، مضيفاً: “سنكون السباقين بالدفاع عن هذه الأرض، ولن نتخلى عنها بسهولة، وسندافع بكل ما أوتينا من قوة”.
يُذكر أن الجيش التركي شنّ عملية ضد المليشيات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسيطر خلالها على مناطق واسعة في الرقة والحسكة لتتوقف العملية لاحقاً عقب تفاهمات روسية – تركية وأميركية – تركية.
المصدر: العربي الجديد