بعد تدمير ممنهج للمدينة وتهجير قسري لأهلها، ومن ثمّ سرقة (تعفيش) أثاث بيوتها على يد “الجيش العربي السوري”، بدأ النظام بإجراءاتٍ رسمية للاستحواذ على موسم الفستق الحلبي في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، في خطوة أثارت مخاوف القرى المحيطة من مصير يعتبرونه أسوداً في ظل أكبر أزمة اقتصادية تعصف بأهل البلاد.
حيث ذكرت صفحة “فرع حماة ـ شعبة محردة”، أنّ أمين شعبة محردة وبعثيين آخرين، اطّلعوا على حقول الفستق الحلبي في كفرزيتا، لتقدير كمية إنتاج هذا الموسم، بغية تضمين الأراضي.
وأكّدت الصفحة أنّ “ريع هذا الموسم” سيعود لصالح ما يسمى “صندوق هيئة دعم أسر الشهداء”.
ومعلوم أن “أسر الشهداء” المعنيين بالمال “المسلوب”، هم ذوي ميليشيات الدفاع الوطني المعروفين محلّيا باسم الشبيحة، وكذلك عناصر قوات النظام، ممن قتلوا في أثناء هجماتهم مدعومين بالقوات الروسية والإيرانية، على القرى والبلدات للسيطرة عليها.
وفجّر هذا الخبر غضب أهالٍ من القرية يعيشون في مناطق سيطرة النظام كنازحين بالإيجار، لأنّهم كانوا ينتظرون هذا الموسم ليعينهم على دفع إيجارات بيوتهم، وشراء ما يلزم أطفالهم الصغار.
وقالت مصادر من كفرزيتا لـ بروكار برس، إنّه لم يتّضح بعد فيما إن كان النظام سيستولي على كامل الحقول في البلدة، أم أنّه سيقوم بتسوية مع النازحين في مناطق سيطرته فقط بحيث يبيعهم أو يضمّنهم أراضيهم مقابل أن يأخذ نصف الموسم، بينما يستولي على كامل حقول المهجّرين نحو الشمال السوري وخارج البلاد.
أحدّ المهجّرين إلى مناطق سيطرة النظام (رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلّق بحياته وحياة عائلته)، أكّد أنّ الثقة بالنظام معدومة، فهو من قتل أبناءنا ودمّر بيوتنا ومن ثمّ جنوده هم من سرقوا وعفّشوا وأحرقوا أراضينا الزراعية انتقاما”.
وتساءل الرجل بكلمتين “كيف نعيش؟”، شارحا أنّه وغيره من العائلات يعلّقون آمالهم على موسم الفستق الحلبي باهظ الثمن، ليتمكّنوا من دفع الإيجار التي ارتفعت مع الأزمة الاقتصادية، ودخول قانون قيصر حيّز التنفيذ.
وزاد: “طبّقوا قانون قيصر على النظام، والنظام طبّق علينا قانون كسرى”.
وانطلقت أولى مظاهرات كفرزيتا كانت يوم 22 نيسان/ أبريل 2011، ووقعت أول مجزرة فيها على يد قوات النظام في مظاهرة يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2011.
وطرد أبناء المدينة قوات النظام في كانون الأول/ ديسمبر 2012، بعد معارك طاحنة، بينما سقطت البلد في يد قوات النظام بعد انسحاب فصائل عسكرية منها يةم 23 آب/ أغسطس 2019.
واعتاد النظام على مصادرة أملاك السوريين من أبناء القرى والمدن ممن هم خارج مناطق نفوذه، وجعلها في صندوق دعم “أسر الشهداء”.
المصدر: بروكار برس