قالت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، إنها ضبطت 164000 حبة من مادة “الكبتاجون” المخدر في مدينة الرقة، واتضح لاحقًا أنها مهربة إلى المنطقة من محافظة حمص حيث يسيطر النظام السوري.
ونشرت “أسايش” تسجيلًا مصورًا لعملية أمنية اليوم، الاثنين 26 من شباط، قالت إنها لملاحقة مروجي مخدرات في المنطقة، وضبطت بحوزتهم “كمية كبيرة” من “الكبتاجون”.
وفي خبر منفصل نشرته “أسايش” عبر موقعها الرسمي قالت إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة لها ألقت القبض على أربعة بائعين للمخدرات في 20 من شباط الحالي بمدينة الرقة، وضبطت آلاف الحبوب المخدرة بحوزتهم.
وأضافت أنه من خلال التحقيق مع الموقوفين تبين أن هذه الحبوب أُدخلت للمنطقة من مناطق سيطرة النظام السوري، وبالتحديد من مدينة حمص بهدف تهريبها مرة أخرى إلى خارج مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.
ومنذ مطلع العام الحالي، تكررت عمليات ضبط تجار ومروجي مخدرات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، لكنها المرة الأولى التي يشار فيها إلى أن هذه المواد قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي 23 من شباط الحالي، قالت “أسايش” إنها ضبطت “كميات كبيرة” من الحبوب المخدرة وألقت القبض على بائعين في مدينة الطبقة، سبق ذلك بنحو أسبوع عملية مشابهة أعلنت عنها “أسايش” قبضت خلالها على اثنين من مروجي ومتعاطي المخدرات، بحسب ما أعلنته عبر موقعها الرسمي.
وامتدت عمليات “أسايش” إلى محافظة دير الزور، إذ قالت إنها ألقت القبض على شخصين من مروجي المخدرات شرقي ديرالزور في 15 من شباط الحالي.
وفي تقرير سابق أعدته عنب بلدي، تضمن مقابلات مع عسكريين في “قسد” من أبناء المنطقة نفسها، فإن المخدرات، وخصوصًا الطبية، صارت رائجة مؤخرًا بين صفوف العسكريين، يسهل ذلك انتشارها الواسع وبيعها داخل الصيدليات دون وصفات طبية.
وفي تقرير أعدته منظمة “العدالة من أجل الحياة” (أُسست عام 2015) حول انتشار المخدرات بمحافظة دير الزور، قالت إن الترويج للحبوب المخدرة في مناطق سيطرة “قسد” بدأ بشكل سري وتصاعد نحو العلن.
وفي ظل عدم وجود أي ملاحقة أو مساءلة أو محاسبة للمروجين، صارت الحبوب المخدرة تباع في دير الزور بشكل علني وبأسعار زهيدة، وتتوفر إمكانية شرائها من مختلف الفئات.
ولا يقف في وجه انتشار هذه الظاهرة، بحسب التقرير، سوى سعي الأهالي من خلال حملات في المساجد والمجالس العامة للتوعية بمخاطر هذه المواد، لكن هذه الحملات تفتقر إلى التنظيم والدعم اللازم.
النظام ضالع
يُتهم النظام السوري بالضلوع في عمليات إنتاج وتهريب المخدرات نحو دول الجوار، وهو ما لم يعلّق عليه رسميًا رغم مرور سنوات على تداول هذه الاتهامات.
وذكرت تقارير لجهات متخصصة وتحقيقات صحفية تستند إلى أدلة تثبت ضلوع عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومقربين من نظامه بشكل خاص، في شبكات لتصنيع المخدرات والتجارة بتصديرها من سوريا إلى دول أخرى.
جاء في تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في كانون الأول 2021، أن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام السوري بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد، هي المسؤولة عن تصنيع مادة “الكبتاجون” وتصديرها، فضلًا عن تزعّم التجارة بها من قبل رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالنظام، وجماعة “حزب الله”، وأعضاء آخرين من عائلة الأسد.
وأوضحت دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في نهاية نيسان 2021، أن سوريا صارت مركزًا عالميًا لإنتاج “الكبتاجون” المخدر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات من أي وقت مضى.
وفي عام 2020، بلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاجون” فقط أكثر من 3.46 مليار دولار أمريكي، بحسب دراسة مركز “COAR”.
المصدر: عنب بلدي