شهدت جبهة القتال اللبنانية – الإسرائيلية تصعيداً كبيراً، اليوم الأربعاء، إثر استهداف مدينة صفد بصواريخ دقيقة، وتنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق سكنيّة في بلدات جنوبية يستهدفها للمرة الأولى منذ بدء القصف المتبادل بين الجانبين في 8 تشرين الأول (أكتوبر)، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 15 آخرين.
ويأتي هذا التصعيد الخطير عقب يوم واحد من تحذير أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله إسرائيل من توسعة رقعة الحرب، مهدداً بالردّ بالمثل، وبتهجير المزيد من المستوطنين.
استهداف صفد
وفي التفاصيل، أُطلقت صباحاً صفارات الإنذار في مدينة صفد وعدد كبير من مستوطنات الشمال، وسُمعت أصوات انفجارات عدة في المنطقة.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن إطلاق نار “استثنائي” من لبنان نحو قاعدة عسكرية في صفد وقاعدة ميرون الجوية، مشيرة إلى استخدام “حزب الله” صواريخ دقيقة في عملية القصف.
أفادت عن سقوط قتيل و7 جرحى جراء القصف الصاروخي من جنوب لبنان على القاعدة العسكرية في صفد.
وقالت ايضاً إنّ صاروخاً سقط مباشرة بالقرب من مقرّ قيادة المنطقة الشمالية دون أن تنجح القبة الحديدية باعتراضه.
وعلى غير العادة، لم يصدر “حزب الله” حتى الآن أي بيان يتبنى العملية، مع العلم أنّه دأب منذ بداية الأحداث على إصدار بيانات تفصيلية لجميع هجماته.
سلسلة ضربات جوية
إثر ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ مقاتلاته “بدأت سلسلة من الضربات الجوية في لبنان”، دون أن يقدّم أي تفاصيل أخرى.
وكانت وسائل إعلام عبريّة ذكرت أنّ مجلس الحرب يبحث كيفية الرد على القصف العنيف الذي شنّه “حزب الله” على إسرائيل.
وأفاد مراسل “النهار العربي” بأنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت عدشيت (قضاء النبطية) والشهابية (قضاء صور) والصوانة (قضاء مرجعيون) وبصليا وزحلتا (قضاء جزين)، وهي بلدات لم تتعرّض للقصف منذ بدء التصعيد ما يثير مخاوف من إمكانية تصعيد إضافي وتوسيع دائرة الاشتباك.
وفي بلدة الصوانة، قتلت امرأة من التابعية السورية، متزوجة من لبناني، وطفلها، إضافة إلى نجل زوجها، في غارة استهدفت منزل العائلة.
وأفادت معلومات “النهار العربي” بأنّ الغارة على بلدة عدشيت استهدفت منزلاً من ثلاثة طوابق في حي سكني، ما أثار حالة من الهلع نجم عنها حادث سير.
وبحسب المعطيات فقد أسفر القصف عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين.
ونعى “حزب الله” حسن علي نجم (جهاد) من بلدة الطيبة وسكان عدشيت، والذي قضى بالقصف الإسرائيلي.
“ردّ قاسٍ”
وعقب الغارات، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة عن سماع دوي انفجارات عنيفة في حيفا ونهاريا، مشيرة لاحقاً إلى أنّ طائرات حربية اعترضت “هدفاً مشبوهاً” مقابل خليج حيفا.
ونقلت قناة “العربي الجديد”، عن مصدر نيابي في “حزب الله”، تأكيده أنّ “الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين اليوم لن تمرّ مرور الكرام وسيكون الردّ عليها قاسياً”.
وأشار المصدر إلى أنّ “كلّ مدني سيقابله مدنيّ، وكلّ اعتداء موسّع سيلقى رداً موسّعاً، وكلّ تصعيد سيُردّ عليه بتصعيدٍ مماثل”.
وشدّد على أنّ “حزب الله لا يزال يضبط عملياته عملاً بالمصلحة الوطنية، وعدم تحقيق رغبة العدو الإسرائيلي بجرّه إلى الحرب، لكن ذلك لا يعني تماديه باستهدافاته والسكوت عنها”.
المصدر: النهار العربي
هل كانت زيارة وزير خارجية ملالي طهران “عبد اللهيان” للبنان والمنطقة هي لضبط “الصبر الإستراتيجي” ضمن معايير جديدة وفق أجندة مباحثاتهم مع الأمريكان؟ لنشاهد دخول الصواريخ الذكية لـ “حزب الله اللبناني” تقصف صفد ؟ أذرع ملالي طهران يحدد حدود أفعالها من طهران، ويدعي بأنه مايزال يضبط عملياته عملاً بالمصلحة الوطنية .