في ردها المحتمل على إسرائيل، قد تواصل إيران ما تسميه “صبرا استراتيجيا” أو تشن، كما يدعو محافظون، هجوم “طوفان أقصى إقليمي” لمنع تل أبيب من توجيه مزيد من الضربات لطهران، بحسب تقرير في موقع “أمواج. ميديا” (Amwaj.media) ترجمه “الخليج الجديد”.
وفي 3 يناير/ كانون الثاني الجاري، استهدف تفجيران مزدوجان تجمعا حاشدا في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران؛ ما أودى بحياة 95 شخصا في أكثر هجوم دموية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.
وكان هذا الحشد يحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع آخرين في غارة جوية أمريكية قرب العاصمة العراقية بغداد في عام 2020.
وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، اتهم نواب إيرانيون إسرائيل بالوقوف خلفه، فيما وجَّه مستشار رئاسي أصابع الاتهام إلى الحليفتين إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي حين لم يتهم أي مسؤول حكومي أو عسكري إيراني آخر تل أبيب حتى الآن، تعهد كبار المسؤولين بـ”رد قاس”، فيما قال مراقبون إن تنظيم “الدولة” هو الجاني المرجح.
وقبل 24 ساعة فقط من التفجيرين، أدت غارة جوية إسرائيلية في بيروت إلى اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) و6 آخرين من كوادر الحركة، كما لفت الموقع.
وأضاف أن العاروري “يُنظر إليه على أنه مقرب من حزب الله اللبناني وإيران، وجاء اغتياله في أعقاب استهداف (رضي موسوي) القائد العسكري الإيراني الأكثر نفوذا في سوريا، عبر هجوم جوي بدمشق في 25 ديسمبر/كانون الأول (الماضي) اتُهمت إسرائيل بالوقوف ورائه”.
فعل أم رد فعل؟
وتعليقا على الرد الإيراني المحتمل على تفجيري إيران واغتيالات لبنان وسوريا، اعتبر مصدر سياسي إيراني رفيع، في حديث للموقع، أن “ما تفعله إسرائيل ليس فعلا بل رد فعل.. إسرائيل هي التي ترد”.
وأفاد الموقع بأن “التقديرات بين المطلعين السياسيين في إيران تشير إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد (حركة) حماس فشلت في تحقيق أهدافها”.
وبدعم أمريكي، يتعرض قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة خلّفت حتى السبت 22 ألفا و722 شهيدا، و58 ألفا و166 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وتضامنا مغ غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها “حزب الله” في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين سوريا ولبنان، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.
ووفقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الحرب على غزة تهدف إلى إعادة الأسرى، وإنهاء حكم “حماس” المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطين منذ عقود.
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت “حماس” في 7 أكتوبر الماضي هجوم “طوفان الأقصى” ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وقتلت “حماس” في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
ضربات أكثر
في المقابل، نقل الموقع عن مصدر سياسي إيران رفيع المستوى لم يسمه إن “الفشل الإيراني في الرد على الاغتيالات الأخيرة والهجوم الإرهابي قد يؤدي بالفعل إلى مزيد من الضربات”.
ودعا بعض المحافظين داخل إيران إلى وضع حد لـ”الصبر الاستراتيجي” الذي كثيرا ما يشير إليه المسؤولون الإيرانيون كسبب لرفض الرد المباشر على الهجمات التي يُلقى باللوم فيها على إسرائيل.
وشدد مهدي محمدي، مساعد رئيس البرلمان والمتحدث السابق باسم فريق التفاوض النووي الإيراني، على ضرورة إحداث تحول جذري لردع إسرائيل
وقال محمدي: “من دون حملة عسكرية شرسة ومتعددة الأطراف ضد إسرائيل من مناطق جغرافية مختلفة في المنطقة، فإن الحملة الإرهابية لن تتوقف”.
وتابع أن “(تنفيذ) نسخة إقليمية شجاعة من (عملية) طوفان الأقصى هي الطريقة الوحيدة لمواجهة الحقبة المتوحشة الجديدة للنظام (الإسرائيلي).. وإذا لم يتم اتخاذ هذا القرار، فسيتم فرضه (على إيران)”.
المصدر | أمواج. ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
نظام ملالي طهران أمام خيارين للرد على غطرسة قيادة الكيان الصهيوني وبدعم غير محدود غربي وبقيادة أمريكية الأول مواصلة طهران الـ “صبرا استراتيجيا” أو تشن هجوم “طوفان أقصى إقليمي”، كما ينادي المحافظون، والأرجح هو الإحتمال الأول ، لأنها لم ولن تتورط بنقض الاتفاق بتوزيع النفوذ مع الكيان الصهيوني للمنطقة العربية .