منذ عقدين من الزمن وتجارب العراقيين مع العملية السياسية وافرازاتها الانتخابية في كل مرحلة اكدت أنها لن تكون في المسار الصحيح ، وفي هذه المرة تؤكد من جديد أن العملية السياسية باتت كسيحة وليست عرجاء كما كانت في المراحل السابقة ، فالصراعات الحاصلة بين الكتل والأحزاب وصلت إلى حد استعمال كل الطرق القذرة وغير المشروعة لإستبعاد الطرف الآخر ، ولم ينجو من هذا الصراع اي فئة أو حزب أو طائفة معينة بل الكل متورط ، حتى الإطار الحاكم وافق أن يسير بجناح واحد دون وجود جناحه الآخر {التيار الصدري} بموافقة الراعي الإقليمي للعملية السياسية ، مما أحدث شرخا كبيراً منذ تشكيل الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 ، وهذا ما يجعل إفرازات هذه المرحلة اسوأ من سابقاتها لتدوير الشخصيات الفاسدة بتصدر المشهد السياسي القادم .
التجارب التي مرت افرزت لنا التالي :
1- جميع الانتخابات السابقة تخللتها خروقات وتزوير والحالية لن تكون افضل سابقاتها .
2- أن الصبغة الطاغية على المرشحين في هذه المرحلة هي صبغة الوراثة السياسية للأبناء والاقارب إضافة إلى تشبث كبار المسؤولين في الحكومات المحلية مستغلين مناصبهم وموارد المحافظات المالية لدعاياتهم الإنتخابية .
3- طموحات اغلب المرشحين شخصية ومنفعية وبعيدة عن المصلحة الوطنية .
4- الشعارات المطروحة من قبل المرشحين كاذبة ومظللة وأغلبها بعيدة التحقيق .
5- اغلب تمويل الدعاية الانتخابية للمرشحين من مصادر مالية مشكوك فيها أو واضحة الفساد .
6- أثبتت جميع المراحل السابقة أن تلك المجالس حلقات زائدة وغير مجدية وجميع المشاريع التي تمت تحت إشرافها متلكئة وفاشلة واغلبها نفذت تحت مساومة وابتزاز الشركات المنفذة من قبل أعضاء المجالس والتي ما زال المواطن يعاني من سوء تنفيذها .
لذلك لن تكون هذه المرحلة أفضل من سابقاتها ، بل سوف تزداد سوءاً في ظل وضع متوتر وغير سليم .
{ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ } 102سورة يونس
قراءة موضوعية لإنتخابات المحافظات بالعراق ، المحاصصة والتوريث ومال الفساد والشعارات البراقة ، إنها نسخة من سابقاتها .