تكرر مشهد دفن قتلى قصف النظام السوري وروسيا على مناطق متفرقة من شمال غرب سورية، لا سيما إدلب ومحيطها، بالقرب من نقاط الجيش التركي هناك. ويريد الأهالي في تلك المنطقة من هذا الأمر إيصال رسائل للضامن التركي بعدم أهلية الجيش التركي لحمايتهم، بعد أن كلفت أنقرة نفسها ضامناً، عبر قواتها ونقاطها المنتشرة في إدلب ومحيطها، بموجب تفاهمات واتفاقيات عدة مع روسيا.
وبعد المجزرة التي شهدتها إدلب السبت الماضي، تواصلت خروقات قوات النظام، عبر القصف والهجمات على مواقع متفرقة في “منطقة خفض التصعيد الرابعة” (إدلب ومحيطها)، لا سيما استهداف مناطق مأهولة بالسكان في ريفي إدلب وحلب.
وشهد ليل الأحد – الاثنين اشتباكات واستهدافات متبادلة بين قوات النظام السوري و”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) عند محور قرية كفرتعال في ريف حلب الغربي. وقالت مصادر عسكرية من فصائل المعارضة، لـ”العربي الجديد”، إن الاشتباكات وقعت أثناء محاولة تسلل عناصر من النظام السوري في المحور باتجاه نقاط متقدمة، موضحة أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة عناصر من قوات النظام السوري، ما دفعهم إلى التراجع.
وفي تلك الأثناء، قصفت قوات النظام قرية تديل بريف حلب الغربي، متسببة في أضرار مادية في الأراضي الزراعية. كما قصفت مدفعية النظام، أمس الاثنين، قرى الفطيرة، وفليفل، وسفوهن، والباردة، والرويحة بريف إدلب الجنوبي، مخلفة أضراراً مادية. وحال القصف دون وصول المدنيين إلى الأراضي الزراعية التي يعملون فيها.
مجزرة تحت أنظار الضامن التركي
وكان يوم السبت الماضي شهد مجزرة راح ضحيتها 10 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال، حين استهدفت قوات النظام مزارع في بلدة قوقفين في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وذلك خلال عمل العائلة في جني محصول الزيتون في مزرعتهم التي تبعد حوالى 100 متر عن نقطة للجيش التركي. حينها قرر أهالي القرية دفن القتلى في قبر جماعي بالقرب من أسوار النقطة التركية. والتقط الناشط الإعلامي والمصور محمد الضاهر صورة للمشيعين وأهالي القرية يدفنون القتلى العشرة، وخلفهم تظهر النقطة العسكرية التركية وداخلها جنود يقبضون على أسلحتهم خشية أي رد فعل.
وقال الضاهر، لـ”العربي الجديد” إن تشييع القتلى رافقه غضب شديد من قبل الأهالي، لا سيما أن النقطة التركية لا تبعد عن مكان الاستهداف أكثر من 100 متر. وأضاف: “الأهالي أوصلوا رسالة لعناصر وضباط الجيش التركي في النقطة بأن لا فائدة من وجودهم في القرية وحتى غيرها، إن لم يكونوا يستطيعون حمايتهم”، مشيراً إلى أن الدفن قرب النقطة “ربما يشكل مأمناً للمشيعين من استهداف آخر”.
وأوضح الضاهر أن “أقارب الشهداء تعمدوا القيام بمراسم الدفن أمام عناصر الجيش التركي في النقطة، لا سيما أن بعض الشهداء تم جمع أشلائهم في أكياس خاصة، وقالوا علناً للجنود: ما هذا الضامن الذي يسمح بقتلنا ولا يسمح لنا بالرد”، في الإشارة إلى نفوذ تركيا على فصائل المعارضة، وسماحها لهم بالرد فقط على مصادر النيران. وأضاف الضاهر أن “الصور تظهر الجنود الأتراك مستنفرين وأيديهم على السلاح خوفاً من ردات الفعل، لاسيما أن أهالي القرية رفعوا الأصوات خلال الدفن مطالبين بالرد على مصادر النيران من قبل الأتراك كضامن، أو السماح للمعارضة بالرد على ذلك”.
ذرائع “التفاهمات الدولية”
من جهته، رأى القيادي في المعارضة السورية، العقيد مصطفى بكور، أن “تركيا غير قادرة على وقف الخروقات والمجازر بحق المدنيين السوريين، لأنه حسب ما تسرب من اتفاقات مسار أستانة، فإنه من حق النظام والروس استهداف الفصائل التي رفضت أن تشارك في أستانة، وبناء عليه يتم استهداف الشمال السوري بذريعة أن المواقع التي يتم استهدافها تتبع لتلك الفصائل”.
وحول إمكانية قيام الفصائل بعمل رادع أكثر من الرد على مصدر النيران لوقف تلك الخروقات، قال بكور، لـ”العربي الجديد”: “أعتقد أن الوضع الدولي والإقليمي في هذه المرحلة لا يسمح بأي تحرك على الأرض، والجميع يعلم أن الوضع في سورية خاضع للتفاهمات الدولية”.
وأشار الصحافي والمحلل السياسي هشام غوناي، إلى أن النظام السوري دائماً ما يستغل انشغال أنقرة بالملفات الداخلية، لتنفيذ بعض الخروقات أو التوسع في إدلب ومحيطها أو مناطق أخرى. وأضاف، لـ”العربي الجديد”، أن “لدى الحكومة التركية الآن مشاكل اقتصادية وانتخابات بلدية مقبلة، ولذلك هي منشغلة عن الملفات الخارجية”.
وعن عدم وجود رد تركي واضح على الاستهدافات، أشار غوناي إلى أنه “إضافة إلى انشغال الحكومة بالملفات الداخلية، فإن هناك تذمرا في الداخل التركي من تدخّل الجيش في سورية، وسقوط قتلى من الجيش، بالإضافة إلى التذمر من مسألة اللاجئين. قد ترى أن الحكومة التركية حالياً تغض الطرف عن انتهاكات النظام، لكن ذلك لا يعني تراجعاً في رؤية تركيا للملف السوري ككل”. ونوه إلى أن إدلب منطقة محورية ومنطقة أمن قومي لأنقرة، ولا يمكن للحكومة التركية أن تسمح للنظام بتمكين نفسه في هذه المنطقة.
المصدر: العربي الجديد
تكرار جرائم نظام طاغية الشام والمحتلين الروسي.البوتيني ونظام ملالي طهران وأذرعتهم الطائفية الإرهابية بحق شعبنا وتتكرر مشاهد دفن الشهداء من شعبنا نتيجة قصفهم لشعبنا بمناطق متفرقة من شمال غرب سوري ، بالرغم من إنها مناطق خفض التصعيد وتحت حماية الراعي التركي ، ليتم توجيه اللوم الأكبر له لأنه لم يقوم بحماية شعبنا ، فهل سيقوم بذلك ؟